وزير الثقافة يدعو الخواص إلى المشاركة في صناعة العمل الثقافي بالجزائر دعا عشية أمس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الخواص من رجال المال والأعمال إلى المشاركة في صناعة العمل الثقافي، والخوض في تجربة الاستثمار في قطاع الثقافة من خلال إنتاج مسرحيات وغيرها، كاشفا في معرض حديثه عن عمل يشارف على الانتهاء وتشرف عليه لجنة مختصة ويتعلق بغربلة المهرجانات الفنية، أين ستعلن الوزارة سنة 2016 على قائمة بهوية المهرجانات المعتمدة، وطالب الوزير القائمين على المكتبات العمومية باقتناء الكتب من مكتبات محلية لدعم إنشاء مكتبات متخصصة في بيع الكتاب بالولايات الداخلية بعيدا عن قطع مسافات طويلة لاستقدام الكتاب. وزير الثقافة وخلال الزيارة الميدانية التي قادته يوم أمس لهياكل قطاعه بولاية أم البواقي، كشف بأن الإدارة لا تنتج الثقافة، فالدولة توفر فقط الإطار المادي والقانوني وتساعد في الجانب التمويلي والمنتج يبقى هو المجتمع، مطالبا كذلك بضرورة أن يكون هناك التماس مباشر بين الجمعيات و مسؤولي القطاع الثقافي من خلال تسطير الجمعيات لبرنامج سنوي خاص بها وليس مناسباتي وعقد القائمين على القطاع اتفاقيات مع هاته الجمعيات، وأضاف المتحدث ذاته بأن القائمين على القطاع يعولون بأن يكون للخواص كلمتهم في قطاع الثقافة، مبينا بأن القطاع الخاص يجب أن يكون سندا حقيقيا للقطاع الثقافي ولا يجب ربط كل شيء بالدولة. المسؤول الأول على قطاع الثقافة كشف بأن وزارته ستعقد بتاريخ 22 نوفمبر الجاري ندوة وطنية موضوعها "الاستثمار في المجال الثقافي"، أين وجهت الدعوة للمستثمرين وأصحاب الخبرة سعيا بذلك وراء إيجاد السبيل لاكتشاف الثقافة كمورد اقتصادي هام وبذلك خلق نقلة جديدة في العمل الثقافي في الجزائر. ودعا عز الدين ميهوبي القائمين على قطاع الثقافة بعدم جعل نشاطاتهم مناسباتية، وتوظيف الفضاءات التي رصدت لها الدولة أموالا طائلة توظيفا مستمرا، وصولا حتى لإشراك الولايات المجاورة، مشيرا بأن الوزارة اعتمدت عددا كبيرا من منظمي العروض الفنية مطالبا بالتواصل معهم لكسر حاجز عدم استغلال الهياكل والمنشآت الثقافية. وبخصوص بعض الكتب المعروضة في الطبعة ال20 لمعرض الكتاب الدولي والتي اتهم القائمون على المعرض بعدم مراجعة محتواها الذي يخدش الحياء تارة، ويتناول مواضيع محظورة تارة أخرى، كشف الوزير بأن لجنة ثقافية مكلفة بمراقبة قوائم الكتب المعنية بالعرض تمنع دخول أي كتب مفخخة مؤثرة على الشباب، وهي تتحفظ على عناوين سواء تمجد الإرهاب أو حاملة بين طياتها لأفكار متطرفة، وهذا العام تم -من خلال الوزير- حظر 106 عنوان من إجمالي 25 ألف عنوان دخلت المعرض على خلاف الطبعة السابقة أين تم حظر 3600 عنوان. وفيما تعلق بالأصوات التي تدعو في كل مرة لإعادة مهرجانات للواجهة، كشف الوزير بعدم وجود ربط مسألة توقيف عدد من المهرجانات بالوضع الاقتصادي، فالقطاع بحاجة إلى مهنية أكبر فيما تعلق بالمهرجانات التي تجاوز عددها 176 مهرجان مؤسس، وهي التي تجب إعادة تقييمها فلا يعقل تنظيم طبعة لمهرجان وراء أخرى من دون التوقف لإجراء تقيم موضوعي هل حقق النجاعة والفائدة المرجوة منه؟. وعملية تقييم المهرجانات بحسب عز الدين مهوبي أشرفت عليها لجنة من مختصين وخبراء و أناس لهم دراية بالنشاط الثقافي، والتقييم يقضي مبدئيا بضرورة تقليص عدد المهرجانات لتشابه مضامينها، فأغلفة مالية إضافية تصرف على مهرجانات متشابهة وكان لابد من جمع المهرجانات في مهرجان واحد فالتقليص هو من حيث المضمون ومن حيث الكلفة المالية، ومهمة التقييم تجاوزت ما نسبته 90 بالمائة والوزارة ستعلن سنة 2016 على قائمة المهرجانات المعتمدة والتي تسعى الوزارة للحفاظ على الموروث الثقافي والتراث. وثمن الوزير نيل الأستاذ محمد بن سعيد شريفي جائزة السلطان قابوس للخط العربي، مبينا بأنها أهم جائزة تقدم في الخط العربي، مشيرا بأن شريفي خطت يداه المصحف الشريف 5 مرات وتخرج على يديه الكثير من الفنانين والخطاطين.