السفارة الإسبانية رفضت منحه تأشيرة لرؤية ابنته ربيعة حضر إلى مكتب النصر بالبليدة ، يطلب مساعدته من أجل إسماع صوته للسلطات العليا في البلاد ، بعد أن تعذر عليه السفر إلى إسبانيا لرؤية ابنته من زوجته الإسبانية والإطمئنان عليها ، بسبب انقطاع أخبارها عنه في السنتين الأخيرتين . المواطن بوقناني محمد المقيم بحي سيدي عبد القادر بمدينة البليدة – 51 سنة – حاول كما أخبرنا الحصول على تأشيرة الدخول إلى التراب الإسباني عدة مرات ، لكن سفارتها رفضت طلبه ، مما أثر على صحته كثيرا ، ولوعة الإشتياق لضم ابنته إلى صدره تزيد يوما بعد يوم ، بعد فراقه عنها لمدة 08 سنوات . مأساة هذا المواطن تعود إلى سنة 1987 عندما هاجر إلى الأراضي الإسبانية بحثا عن العمل ، وهناك ربطته علاقة بإسبانية ، رزق منها بطفلته الأولى سنة 1993، والتي اختار لها إسم ربيعة على والدته . لكن بعد أن بلغت العاشرة من عمرها عاد إلى أرض الوطن وتركها مع أمها، رغم حصوله على حق الإقامة بهذا البلد الأوروبي - الذي كان جنة أحلامه وأحلام العديد من الشباب الراغبين في الهجرة ولو عن طريق "الحرقة "- يشده الحنين إلى أهله بعد أن مل حياة الغربة . وبعودته إلى أهله تزوج واستقر في أرض الوطن ، وأنجب ثلاثة أطفال آخرين ، إلا أن حنينه إلى ابنته البكر ظل يسكن فؤاده ، وهو كما قال متعلق بها كثيرا ، لأنه كان دائما إلى جانبها يقوم بإطعامها ورعايتها وحتى تغيير الحفاظات لها ، ولم ينقطع اتصاله بها بعد أن تركها في إسبانيا، حيث ظل يهاتفها ويسأل عن أخبارها ، رغم انفصاله عن والدتها . لكن بعد تغيير والدتها لمقر إقامتها منذ سنتين ، أدى ذلك إلى انقطاع أخبارها عنه ، فلم يعد يسمع صوتها وضحكاتها وسؤالها عنه ، مما أرق لياليه ، وجعله مهموما ، وطيفها لايغادره ليل نهار ، خاصة وأن زملاءه من أبناء بلاده المقيمين في إسبانيا فشلوا في الوصول إلى عنوانها الجديد . وما زاد في مأساة هذا الوالد المهموم ، الذي كانت تسبقه تنهداته وهو يتحدث عن صغيرته عائشة ، هو رفض السفارة الإسبانية طلب دخوله إلى تراب بلادها ، بغرض البحث عن مكان ابنته والإطمئنان عليها لاغير. مؤكدا أنه أودع ثلاث ملفات للحصول على هذه التأشيرة ، ودفع عن كل ملف منها مبلغ 6000 دينار، لكن كل الإجابات عنها كانت سلبية ، وطلبوا منه تسليم عقد عمل اسباني وهو ما عجز عن توفيره، بعد أن ترك عمله لدى أحد الخواص هناك عند عودته إلى أرض الوطن. وقد حاول مقابلة مسؤولي السفارة الإسبانية لشرح وضعيته الإنسانية في العشرات من المرات ، لكن أبوابهم ظلت مغلقة في وجهه ، ولم يتمكن من ايصال صوت أب متلهف لرؤية ابنته إليهم ، وكل الردود التي كان يتلقاها لم تتعد أعوان الأمن في السفارة يقول والدها والدموع في عينيه أن" حرقة" ابنته وشوقه إليها نغصت عليه حياته ، وجعلته لا يستطيع النوم ولا الأكل ، يعاني من الإضطراب ، وكل أمله الوحيد في هذه الحياة رؤية ابنته ربيعة ، لأن أكثر ما يخشاه أن يفارق الحياة ولا يتنعم بطلة وجهها البريء، وهو في كل يوم يمني النفس برؤيتها ، وبضمها إلى صدره . وبسماع كلمة أبي منها بعد كل هذا الفراق ولوعته التي لم يعد قادرا على تحملها . ومن خلال جريدة النصر يوجه نداء استغاثة أب إلى وزارة الخارجية وإلى كل الجهات المعنية بالهجرة ، وإلى مسؤولي السفارة الإسبانية لتمكينه من السفر إلى اسبانيا لرؤية ابنته فقط، وليس له من طلب إلا تحقيق هذه الأمنية . نورالدين-ع