الرئيس بوتفليقة أمر بتشكيل خلية أزمة و تابع الأوضاع لحظة بلحظة أكد وزير الدولة وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أمس الجمعة، تحرير وفد رسمي جزائري كان ضمن الرهائن المحتجزين بفندق «راديسون بلو» في العاصمة المالية باماكو. وقال لعمامرة إن «الوفد الدبلوماسي المكون من ستة مسؤولين تم تحريره بفضل تدخل القوات المشتركة للبعثة الأممية في مالي «مينوسما» والقوات المسلحة المالية، وأضاف أن جزائريا سابعا يعمل لدى مؤسسة فرنسية تم تحريره أيضاً في هذه العملية». و كان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة الذي كان «يتابع لحظة بلحظة» تطورات الأوضاع، قد أمر مباشرة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف حجز الرهائن، بتنصيب خلية أزمة «استعجالية» على مستوى وزارة الشؤون الخارجية. و قد أنهت القوات المالية، و وحدة تابعة لبعثة الأممالمتحدة في مالي «مينوسما» أمس الجمعة، عملية احتجاز للرهائن ، وقعوا بين أيدي مجموعة مسلحة اقتحمت فندق «راديسون» بالعاصمة المالية، حيث احتجز المسلحون حوالي 180 رهينة، بينهم طاقم دبلوماسي جزائري، إلى جانب عشرات الأجانب، من سبع جنسيات أخرى، ونقلت وكالة «فرنس برس» عن مصدر أمني محلي، أنه قد عُثر على 18 جثة في الفندق، بينما قالت مصادر أخرى أن 27 جثة تم العثور عليها في أجنحة الفندق من قبل بعثة الأممالمتحدة. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها أمس، أن الرئيس بوتفليقة الذي «تابع لحظة بلحظة» تطورات عملية احتجاز الرهائن، وأمر بتنصيب خلية أزمة «استعجالية» على مستوى الوزارة، قصد استقاء المعلومات حول هذا الإعتداء و تأثيراته. و أوضح المصدر ذاته أن «إطارات سامية في الدولة أعضاء وفد رسمي متواجد بباماكو كانوا يقيمون بهذا الفندق لحظة الإعتداء الإرهابي». و أضاف بيان وزارة الشؤون الخارجية أنه «تم تحرير جميع أعضاء هذا الوفد و هم سالمين معافين كما تم تحرير إطار جزائري يعمل بشركة أجنبية». و أكد نفس المصدر أن «خلية الأزمة تتابع عن كثب تطور الأوضاع بالتنسيق مع هيئات أخرى للدولة كما تعمل و باتصال دائم مع سفارة الجزائر بباماكو على إطلاع السلطات العليا للدولة حول تطورات الأوضاع جراء هذا الإعتداء الإرهابي». وأكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن وفدا رسميا جزائريا كان ضمن الرهائن المحتجزين وتم تحريرهم بسلام وعافية. وقال لعمامرة لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن الوفد الدبلوماسي المكون من ستة إطارات دولة قد تم تحريرهم بفضل تدخل القوات المشتركة للبعثة الأممية في مالي (مينوسما) والقوات المسلحة المالية، مضيفا بأن رعية جزائرية سابعة وهو إطار في مؤسسة فرنسية قد تم تحريره أيضا في هذه العملية. وأوضح الوزير أنه وبمجرد الإعلان عن حجز الرهان- كان في اتصال دائم بنظيره المالي عبدوالاي ديوب ورئيس ال» مينوسما» التونسي منجي حمدي للوقوف على وضعية البعثة الجزائرية وتجديد تأكيده «دعم الجزائر وتضامنها الكاملين» مع مالي. كما جدد لعمامرة «تنديد الجزائر الشديد بكل عمل إرهابي في أي مكان وبأي شكل من الأشكال». ووقع الهجوم على الفندق الذي يرتاده الأجانب، والدبلوماسيون، والذي يقع وسط العاصمة المالية، حوالي الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، وقال مسؤول في الحكومة المالية، أن المهاجمين يقدر عددهم بين «اثنين أو ثلاثة» فيما أشار شهود عيان «أن عددهم أكثر من ذلك»، و الذين اقتحموا الفندق، كما أطلقوا النار على سيارة تحمل لوحة ديبلوماسية ، وقالت مصالح الأمن في مالي، أن ثلاثة من الرهائن قتلوا مع بداية الهجوم بينهم دبلوماسي بلجيكي. وأعلن وزير الدفاع المالي الكولونيل سليف تراوري، مساء أمس، أن القوات المالية نجحت بإنهاء عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون، وقال المسؤول المالي خلال مؤتمر صحفي بعد الهجوم الذي استمر عدة ساعات داخل الفندق «لم يعد هناك حاليا رهائن بين أيديهم والقوات تطاردهم». وأكدت مصادر أمنية أجنبية العثور على 18 جثة في الفندق، وإصابة 20 على الأقل. من جانبها أعلنت قوى حفظ السلام الأممية أنها أحصت 27 جثة ، مشيرة إلى استمرار البحث والتفتيش في الفندق. وتبنت جماعة «المرابطون» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، الهجوم على فندق «راديسون بلو» وقالت الجماعة التي يتزعمها مختار بلمختار، والمتمركزة شمال مالي، في تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، إنها مسؤولة عن الهجوم على فندق «راديسون بلو»، وقال التنظيم إن العملية تمت بالتنسيق مع «إمارة الصحراء» في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.