تشهد القرية الطبية المتنقلة المتخصصة في الكشف عن داء السكري، المتواجدة بالساحة المقابلة لدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من مختلف الشرائح العمرية، القادمين من مختلف مناطق سطيف، من أجل إجراء الكشوف الطبية الخاصة بمرض السكري. القرية المذكورة أطلق عليها اسم "من أجل التغير" ،و قد دخلت حيز العمل بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري، المصادف ليوم 14 نوفمبر و تستمر إلى غاية يوم غد الاثنين، و قام بتدشينها وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، خلال الاحتفالات الرسمية بالمناسبة التي احتضنتها ولاية سطيف. وكشف أمس المشرف على القرية، الدكتور فوزي رزيق، إطار بمديرية الصحة والسكان، بأن الإقبال كان منقطع النظير منذ اليوم الأول "لقد توافد المئات من المواطنين وسجلنا حضور قرابة 400 شخص يوميا، من بينهم 300 مصاب بالداء و حوالي 100 شخص يأتون من أجل إجراء الكشف المبكر"، مضيفا "نقوم باكتشاف من خمس إلى تسع حالات جديدة يوميا، و من بينهم أشخاص لم يتوقعوا ولو للحظة واحدة في حياتهم بأنهم سيصابون بداء السكري". ذات المصدر قال بأن القرية تنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل في قسم الكشف المبكر عن داء السكري، قسم الكشف المبكر عن مضاعفات مرض السكري بالنسبة للمصابين، و قسم التحاليل المتخصصة حول داء السكري، ناهيك عن فضاءات أخرى متعددة على غرار فضاء للأطفال وآخر للمحاضرات وقاعات للانتظار ومطعم. ووجه المسؤول نداء للمواطنين بغرض التوافد بقوة على القرية قبل أن يسدل الستار عليها مشيرا إلى أن الفئات المستهدفة لإجراء تحاليل الكشف المبكر تتمثل أساسا في "المواطنين الذين يبلغون 40 سنة فما فوق، خاصة الذين يملكون أحد الأقارب مصاب بالداء، إضافة إلى الأم التي أنجبت رضيعا يفوق وزنه 4 كلغ، مع وجود بعض الأعراض مثل التبول بكثرة أو الإفراط في شرب الماء". وذكر محدثنا بأن القرية تتوفر على تجهيزات متطورة، بإمكانها إجراء فحص طبي وتحاليل طبية للمريض بداء السكري، أو الكشف المبكر لغير المصاب، في ظرف ساعتين من الزمن مجانا، عوض أن تستغرق ثلاثة أشهر كاملة وتكلف أموالا طائلة، مثل فحص العيون، و فحص مرض القلب، لأن المريض بالسكري يمكن أن يصاب بالسكتة القلبية بدون ألم، و كذا فحص الكلى لتجنب القصور الكلوي، إضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى الخاصة بالضغط الدموي وغيرها. كما عرض المشرفون على قرية "من أجل التغير" سيارة نفعية، قدمتها جمعية "أبواب الخير" المحلية كهبة بفضل تبرعات المحسنين، ينتظر أن تدخل حيز الخدمة بمجرد تزويدها بتجهيزات متطورة، على غرار جهاز الكشف عن داء السكري، لكي تجوب قرى و مداشر ولاية سطيف، وقد وصفها الدكتور رشيد مالك، رئيس مصلحة الطب الباطني بمستشفى سطيف، وعضو اللجنة الوطنية لمحاربة داء السكري، بأنها الجوهرة الصغيرة، التي ستغير المفاهيم و ستقوم بعمل رائع بمجرد تجهيزها، وقد وجه نداء للمحسنين والوزارة الوصية بضرورة تبني المشروع. جدير بالذكر أن القائمين على العملية، قاموا بعملية إعلانية لتحسيس المواطنين وحثهم على التوافد بقوة، كما تم تسخير حافلات تقوم بجلب المواطنين من خارج إقليم بلدية سطيف ومن عدة بلديات بعيدة على غرار بني ورثيلان، بوعنداس، صالح باي، عين ولمان.