فضلت الميكروفون على التمثيل والحجاب وراء مغادرتي التلفزيون هي امرأة ليست ككل النساء، فالثامن مارس بالنسبة لها هو يوم كسائر الأيام، ولو أنه يوم رمزي له دلالات وأبعاد يؤكد تمسك بنات حواء في كل أنحاء المعمورة، بحقهن في الحياة الكريمة دون تمييز. حاورها: حميد بن مرابط هي امرأة عشقت الميكروفون في سن مبكرة، إلى درجة أصبح جزءا لا يتجزأ من يومياتها، لا يمكنها أن تتخيل حياتها بدونه، وما زاد في عشقها لهذا العالم الجذاب- على الرغم من أنه عالم صغير بين أربعة جدران- دخولها المنازل بدون استئذان عبر أمواج الأثير، ولم تكتف بهذا فحسب بل اقتحمت قلوب المستمعين حتى خارج مجال الذبذبات التي تصلها ترددات الموجة (93.9)، خاصة من خلال إطلالاتها عبر حصص تحية لمن تحب، الهمسات الشاعرية واللعبة الكبرى. إنها الإعلامية و المذيعة والمنشطة المتميزة سلمى بوعكاز من إذاعة قسنطينة الجهوية، والتي حملت المشعل حتى لا تخفت الأصوات التي ألفها المستمعون من أمثال السيدة وسام والمتألقة نادية شوف التي تبقى قدوتها في عالم الإذاعة الجذاب، والتي فتحت قلبها للنصر في اليوم العالمي للمرأة. -سلمى بوعكاز معروفة كصوت إذاعي متميز، وكمنشطة كسبت قلوب المستمعين من خلال نشاطها وحيويتها، فهل لنا أن نعرف بداية قصتك مع الميكروفون؟ في الحقيقة بدايتي كانت مع الكاميرا منذ سنة 1994 عبر محطة قسنطينة الجهوية، لكنني أجبرت على مغادرة عالم التلفزيون بسبب الحجاب، ولكن حبي لعالم الإعلام دفعني إلى الانتقال إلى الإذاعة، حيث كانت بدايتي الفعلية مع سيرتا أف.أم قبل 6 سنوات. -وما هو الفرق بين عالم الكاميرا والميكروفون بالنسبة لك، وأيهما تفضلين؟ أنا شخصيا أفضل الميكروفون على الشاشة الصغيرة رغم وصف الأخيرة ب "صندوق العجب"، والسبب بكل بساطة أن الميكروفون سمح لي بكسب محبة الناس واحترامهم بأعداد كبيرة ومن كل أنحاء الوطن، وحتى من خارجه، لأنني على اتصال دائم معهم، في حين لم تكن الفرصة متاحة لي عبر التلفزيون للتواصل مع الناس سوى مرة واحدة في الأسبوع. إذا أمواج الأثير هي الوسيلة الأقرب إلى قلوب الناس. -لاحظ المستمع لإذاعة قسنطينة الجهوية تألقك في بعض الومضات الإشهارية إلى جانب الممثل القدير عنتر هلال، فهل حقا تلقيت عروضا لولوج عالم التمثيل، خاصة وأن هناك من شبهك بالممثلة القسنطينية فتيحة سلطان؟ فعلا أديت بعض الأدوار في تلك الومضات الإشهارية بتميز، بإعتراف بعض من أهل الاختصاص كالممثل القدير والنجم الكبير عنتر هلال، ناهيك عن المستمعين الذين أقترح علي الكثير منهم خوض تجربة في عالم التمثيل، لكن وجب التأكيد بأنني لم أتلق أي عرض رسمي إذا استثنينا تلك العروض التي وصلتني عن طريق بعض الوسطاء. -هذا يقودنا إلى التساؤل لو خيرت بين الميكروفون وعالم الشهرة والنجومية من خلال التمثيل فماذا تختارين؟ بدون تردد أقول الميكروفون، لأنه كما سبق وأن قلت هو الوسيلة الأقرب لدخول قلوب الناس، كما أن عملي بإذاعة سيرتا كسبت من ورائه محبة الناس، وسمح لي القيام بالكثير من الأعمال الخيرية. فالثامن مارس كان قبل 6 سنوات لا يمثل لي شيئا، لكنه أصبح يوما مميزا في حياتي المهنية بصفة خاصة رغم أنني أعمل فيه، والدليل أنني كنت أول أمس على المباشر من دار المسنين بحامة بوزيان في محاولة لإدخال الفرحة على قلوب أمهاتنا المقيمات هناك. من جهة أخرى يمكنني القول بأن عالم الإعلام والميكروفون جلب لي محبة وتقدير كل فئات المجتمع، والدليل التكريمات التي تلقيتها بمناسبة يوم المثقف بتيديس من قبل السلطات المحلية لبني حميدان، النادي الأدبي للطلبة الجامعيين، جمعية الصحفيين، وكذا جمعية أصالة. -بماذا تريدين أن نختم هذا الحوار؟. بمناسبة عيد المرأة العالمي أتقدم بتحياتي القلبية لكل نساء العالم، وفي مقدمتهن الأم الحنون، وأخص بالذكر زميلاتي في الحقل الإعلامي اللائي يناضلن باستعمال القلم والكلمة الهادفة، وجزيل الشكر لجريدة النصر التي ترافقني يوميا، والتي كان لها فضل علي طيلة مشواري المهني.