أعمال شغب تحول دون إجراء لقاء مولودية باتنة وشباب قسنطينة زدام يتهم السنافر و سوسو يؤكد الاستعداد لتقبل قرارات الرابطة لم تجر أمس قمة الجولة 17 للرابطة المحترفة الثانية بين مولودية باتنة ورائد الترتيب شباب قسنطينة بسبب أحداث الشغب الخطيرة التي سبقتها، رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بحضور عرس كروي، جسدتها الأجواء التي ميزت عملية تسخين العضلات للاعبي الفريقين قبل انطلاق موعد اللقاء بنصف ساعة وسط هتافات أنصار الفريقين الذين تركوا فجأة الروح الرياضية جانبا، وأبوا إلا أن يقوموا بتصرفات منافية للأخلاق الحميدة مباشرة بعد عودة اللاعبين إلى غرف تغيير الملابس، من خلال اجتياحهم أرضية الميدان التي تحولت إلى كوم، بفعل التراشق بالحجارة ، إلى درجة اختلاط الحابل بالنابل في مشهد مأساوي لا يمت بأية صلة للروح الرياضية، ولا يعكس دخول الكرة الجزائرية عالم الاحتراف. ورغم مساعي رئيس الأمن الولائي ورئيس السنافر بوالحبيب لتلطيف الأجواء بتوجيه نداءات للجماهير للتعقل، والالتزام بالهدوء، إلا أن الأمور ظلت على حالها، مما تطلب تدخل قوات مكافحة الشغب بصرامة كبيرة في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها وتهدئة الأجواء المكهربة، ومن ثمة إخراج الأنصار المتخاصمين من أرضية الميدان. وقد بقيت الأجواء مكهربة لمدة ساعة و10 دقائق تخللتها مشاورات، دون التوصل لقرار نهائي بشأن مصير اللقاء، تزامنا مع الحوار الطويل والنقاشات اللا متناهية بين الرسميين على أرضية الميدان وأمام الجمهور الحاضر، في وقت فضل أنصار السنافر الذين تنقلوا بكثرة لمتابعة المواجهة، مغادرة ملعب أول نوفمبر، وحتى مدينة باتنة، مع بقاء ثلة من المشجعين بالمدرجات. وبعد اجتماع مشترك بغرف تغيير الملابس، أقر الحكم زروقي بعدم إجراء اللقاء، بسبب عدم توفر الأمن الكافي، والمناخ اللازم، فضلا عن اجتياح أنصار الفريقين أرضية الميدان مثلما دونه في ورقة القابلة، في انتظار قرار الرابطة الوطنية. وحسب مصدر أمني، فإن المشادات التي سبقت موعد المباراة خلفت قرابة العشرة جرحى تم نقلهم بواسطة سيارة الحماية المدية، وأخرى تابعة للمستشفى الجامعي بباتنة كانت راكنة على خط التماس، فيما تم اعتقال 20 مناصرا، قبل أن يتم إطلاق سراحهم. وإذا كان رئيس الفرع لمولودية باتنة نعمون زدام قد وجه أصابع الاتهام للسنافر الذين كانوا برأيه مصدر الأحداث، وتعمدهم لخلق الفوضى، فإن الجانب القسنطيني وعلى لسان الرئيس بوالحبيب وفي تصريح للصحافة بالملعب، يرفض هذه الاتهامات، معتبرا نقص الأمن السبب الجوهري في الأحداث، مبديا في ذات السياق استعداد شباب قسنطينة لتقبل أي قرار يصدر من طرف الرابطة الوطنية بشأن اللقاء، مشيدا بالعلاقات المثالية والأخوية التي تربط الفريقين. هذا وقد غادر الجمهور سيما أنصار البوبية ملعب أول نوفمبر في هدوء دون تسجيل أي تجاوزات، موازاة مع الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تم اتخاذها تحسبا لأي طارئ وتجدد أحداث الشغب، خارج مركب أول نوفمبر وبمختلف شوارع وساحات عاصمة الأوراس. م مداني