التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازقة بولاية تيزي وزو في وقت متأخر من مساء أول أمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد "ز.مسعود" مسؤول الشرطة القضائية الأسبق لولاية الجزائر المتهم بتلقي هدايا ورشاوى قيمة من عاشور عبد الرحمان. كما التمس وكيل الجمهورية تسليط نفس العقوبة ضد المتهم "أ. ياسين" وهو ضابط الشرطة القضائية والذي تمت متابعته إلى جانب ل المتهم الرئيسي '' ز.مسعود''، بتهمة الرشوة، استغلال النفوذ، إساءة استغلال الوظيفة وتلقى الهدايا. وتم في نفس القضية أيضا التماس عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضد كل من المتهمين "ز.جمال"، "س.نذير" والمتهم" عاشور عبد الرحمان''، والمتابعين بتهمة المشاركة في الرشوة والمشاركة في استغلال النفوذ وتقديم هدايا غير مستحقة لموظفي الشرطة، من شأنها أن تؤثر على سير إجراءات لها صلة بمهامهم، وهي الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمادة 01/25،02،38 من القانون06-01 المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته والمادة 126 من قانون العقوبات، فيما تم تأجيل النطق بالأحكام إلى غاية الإثنين المقبل. وخلال استجوابهم من طرف هيئة المحكمة أكد المتهم عاشور عبد الرحمان أنه يعرف المتهم "ز.مسعود" وقال أنه أهدى له سيارة من نوع بيجو406، طراز ''سنة 2004'' واعترف أيضا أنه سلم له ولأبنائه وزوجته العديد من الهدايا الأخرى وأكد أنه هو الذي تكفل بدفع تكاليف الحفل الذي أحيته المطربة نعيمة عبابسة أثناء ختان ابن المتهم الرئيسي بفندق سوفيتال، غير أن عاشور عبد الرحمان نفى أن يكون قد اشترى فيلا بالقبة وصالون الحلاقة بحسين داي لرئيس الشرطة القضائية الأسبق لولاية الجزائر قصد التستر عليه في قضية اختلاس 3200 مليار سنتيم، فيما اعترف بكونه متعود على توزيع الهدايا على جميع موظفي الشرطة وحتى لموظفي العدالة دون مقابل. أما المتهم "ز.مسعود" فأنكر أثناء استجوابه من طرف قاضى محكمة عزازقة التهم المنسوبة إليه نافيا أن تكون له سابق معرفة بعاشور عبد الرحمان وقال أنه لم يلتق به على الإطلاق في حياته وأنه لم يزره في مقر عمله.كما نفى أيضا أن يكون المتهم عاشور عبد الرحمان قد اشترى له سيارة من نوع بيجو 406. أما بخصوص القطعة الأرضية التي شيد عليها فيلا بضواحي القبة فقال المتهم أن صديقه هو الذي عرض عليه فكرة شراءها بمبلغ 800 مليون سنتيم، أما عن صالون الحلاقة المتواجد بحسين داي فصرح بأنه ملكا لزوجته وقال أنها ورثته عن أهلها. من جهة أخرى أنكر الرئيس الأسبق للشرطة القضائية بالعاصمة أن يكون عاشور عبد الرحمان قد دفع له مصاريف إحياء حفل ختان ابنه بنزل سوفيتال من طرف الفنانة نعيمة عبابسة رغم أن عاشور صرح أنه هو الذي سلم الأموال للمطربة عبابسة.وفى رده على سؤال رئيس المحكمة حول قيامه بالتحقيق فى الشكوى المجهولة الواردة إلى مصالحه من قبل مديرية الشرطة القضائية المتعلقة بعاشور عبد الرحمان قال المتهم ''ز. مسعود'' أنه لم يقم بالإشراف على التحقيق بل مهمته توقفت فقط على تحويل الرسالة المجهولة إلى الفرقة المختصة وهي الفرقة الإقتصادية والمالية وذكر بأنه بعد نهاية التحقيق كانت مهمته هي إرسال نتائج التحقيق إلى مديرية الشرطة القضائية كونه إداري وهو مؤهل في مخاطبة السلطة التدريجية، واعترف بأنه لم يتم إخطار النيابة بتلك الشكوى كون أن المحققين الذين يقومون بالتحريات والتحقيق في الشكوى هم الذين لهم صلاحيات إخطار النيابة بعد اكتشاف إي جريمة أثناء التحقيق. وعن السبب الذي جعل عاشور عبد الرحمان يقول في جميع مراحل التحقيق أنه اشترى له سيارة وفيلا وقدم له الهدايا الثمينة صرح الضابط السابق في الشرطة أن عاشور عبد الرحمان اتهمه بكونه كان المشرف على التحقيق الابتدائي الذي أجري من قبل مصالحه بخصوص قضية اختلاس 3200 مليار عن طريق شيكات وكذا التحقيق الذي أجراه بخصوص الفاكس الذي أرسل له إلى دولة المغرب أين تمت إدانته بأربعة سنوات وكذا كونه هو الذي نفذ الأمر الدولي بالقبض عليه بعد تسليمه من المغرب إلى الجزائر. كما أنكر المتهمون الآخرون بدورهم، التهم المنسوبة إليهم خاصة المتهم "أ. ياسين" والذي قال أنه اشترى شقة بالقبة بمبلغ 900 مليون من عند نعيمة عبابسة، كما اشترى مطعم من أربعة نجوم ب بمبلغ 6 مليار سنتيم بأمواله الخاصة ناكرا أن يكون عاشور عبد الرحمان هو من أهدى له تلك العقارات. للتذكير فإن هذه القضية الشائكة تم تفجيرها يوم 14جانفى 2007 حيث وردت شكوى من طرف مجموعة من موظفي الشرطة بأمن ولاية تيبازة إلى النائب العام لدى مجلس قضاء البليدة ذكروا فيها أنهم كانوا مكلفين بالتحري في القروض البنكية الممنوحة لعاشور عبد الرحمان وأنه أثناء التحري ورد قرار إلى المسؤولين التدرجيين من قبل المديرية العامة للأمن الوطني لغلق الملف وتسليمه على حاله إلى أمن ولاية الجزائر ،وقد وقع الملف بين أيادي المتهم "ز.مسعود"مسؤول الشرطة القضائية سابقا والمتهم "أ.ياسين" وهو محافظ الشرطة واللذين يعتبران صديقي و شريكي عاشور عبد الرحمان واللذين استغلا نفوذهما قصد التستر على الاختلاسات للقروض البنكية وذلك في مقابل حصولهما على هدايا مقابل الخدمة المقدمة. وجاء في ذات الشكوى بأن مسؤول الشرطة القضائية الأسبق للعاصمة قد استفاد من مبالغ مالية هامة وأن عاشور عبد الرحمان أهدى له سيارة من طراز فاخر من نوع بيجو 406 وفيلا بالقبة وصالون حلاقة للسيدات بضواحي رويسو كهدية لزوجته الحلاقة ، وأكثر من ذلك دفع له مصاريف إحياء حفل ختان ابنه بنزل سوفيتال والذي غنت فيه المطربة نعيمة عبابسة واشترى له الأحصنة بمناسبة عيد ميلاد أبنائه، وجات سكي وغيرها من الهدايا الثمينة من الألعاب الالكترونية والعطور الغالية والرحلات السياحية إلى أوروبا.أما بخصوص المتهم ''أياسين"والذي كان يشتغل رئيسا لفرقة الشرطة القضائية بحسين داي فقد استفاد حسب ذات الشكوى من شراء شقة بالقبة بمبلغ 900 مليون سنتيم من عند فلة عبابسة وتم دفع الثمن من قبل عاشور عبد الرحمان كما اشترى له مطعم فاخر من 4 نجوم ب 6 ملايير سنتيم بالعاصمة وهدايا أخرى. للتذكير، فإن هذه القضية الأولى من نوعها والتي يقوم فيها المتهم عاشور عبد الرحمان المتورط في العديد من القضايا بجر ضباط في الشرطة إلى العدالة.وكان من المقرر أن يتم الفصل في القضية الأسبوع الفارط على مستوى محكمة الجنح بعزازقة بولاية تيزي وزو غير أنه تم تأجيلها بسبب غياب شهود أساسيين في القضية من بينهم المطربة نعيمة عبابسة وأحد الموثقين واللذان تغيب عن جلسة أول أمس لأسباب مجهولة.