عرض في نهاية الأسبوع بالمسرح الجهوي بقسنطينة، مونولوغ «خباط كراعو» للممثل حكيم دكار، بنسخته الجديدة، بعد أزيد من عشرين سنة عن عرضه الأول، حيث أحدث عليه تغييرات كثيرة ليتلاءم مع قضايا و انشغالات المرحلة الراهنة. حكيم الذي ارتدى زيا شبابيا في النسخة الجديدة من المونولوغ، استعان بموسيقى أغنية «خويا المداني» الشبابية أيضا، لترافق جل أحداث عرضه، الذي لم تغب عنه السخرية اللاذعة من الواقع الاجتماعي و السياسي، بل زادت حدتها، حيث تم انتقاد الوضع السياسي بشكل فني أضحك الجمهور، مع إسقاط ذلك على عديد القضايا مثل الفساد و الاعتماد على البترول في الإقتصاد وغيرها من الإضافات التي أعطت بعدا تجديديا للعمل. الجمهور الذي توافد بشكل كبير على العرض، صفق طويلا و أيد خباط كراعو في كثير من المواقف، كما شارك في العرض من خلال الاستجابة لبطل العرض، حين أمرهم بالدعاء من أجل أن يرتفع سعر البترول، حيث رفعت الأيادي للسماء، استجداء لذلك. العرض الذي يندرج ضمن فعاليات شهر المونولوغ، كان حافلا بالإيحاءات السياسية و الاجتماعية، حيث كان خباط كراعو يحرس حائطا وهميا، ثم يحاول في ما بعد تدميره ،بالاستعانة بأطراف خارجية، بالإضافة إلى تطرّقه لمشاكل الحياة اليومية و القضايا الحساسة، كالعنف ضد المرأة وخشونة الرجل الجزائري، وهو ما جعل الجمهور يدخل في حالة هستيرية من الضحك، بعد أن تقمص حكيم دكار كل الشخصيات ببراعة و احترافية كبيرة. الفنان الكوميدي حكيم دكار قال للنصر على هامش العرض، بأن العروض السياسية الساخرة يجب أن تكون متجددة وذلك، حسب المرحلة التي تعرض فيها، إشارة إلى حذف الكثير من المشاهد التي كانت تتحدث عن مراحل سياسية سابقة، «فالتعامل مع المعطيات الجديدة أعطى روحا مغايرة عن العرض التقليدي»،كما عبر. وعن سبب استعانته بالموسيقى الشبابية الجديدة، بين حكيم دكار بأنها خيار مهم من أجل تثمين عمل المغنيين الجزائريين الذين يؤدون أغان محترمة بعيدة عن تتفيه عقول الشباب، معترفا بأنه يحب الموسيقى الجزائرية الأصيلة. حكيم تحدث أيضا عن الجيل الجديد من الممثلين و هواة المونولوغ، و اعتبر بأن لديهم إمكانات كبيرة، لكن تنقصهم الثقافة السياسية التي تعطي للعمل الفني تميزا فوق الخشبة، غير أن الكثيرين، حسبه تقوقعوا في نقد السلوكيات اليومية و لم يذهبوا إلى مواضيع أخرى.