شرعت صباح أمس السلطات المحلية لولاية البليدة مدعمة بالقوة العمومية من الشرطة والدرك في هدم 20 مسكنا فوضويا بحي عبودي مشيدة على قطعة أرض تعتبر وقفا لانجاز مسجد. و باشرت الجرافات منذ الصباح عملية هدم المساكن بعد تقديم إعذارات لقاطنيها بإخلائها منذ أيام، وقد رفض السكان قرار الإخلاء و وقعت مناوشات بين السكان وعناصر الأمن صباح أمس. و حسب مصادر من عين المكان فإن الشرطة أوقفت 05 أشخاص حولوا إلى مراكز الشرطة للتحقيق بعد رفضهم إخلاء السكنات، وذكر مصدر من السكان أن البنايات الفوضوية شيدت منذ ما يقارب السنة، وأكد بعض قاطني هذه السكنات بأنهم يعانون من أزمة سكن، و لجأوا مرات عديدة لرئيس الدائرة السابق من أجل الحصول على سكنات اجتماعية، إلا أنه لم تدرج أسماؤهم ضمن المستفيدين، رغم توزيع عدة حصص،ولم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى البناء الفوضوي. و قال أصحاب البنايات المهدمة الذين شكلوا وفدا وتنقلوا إلى مقر الولاية من أجل مقابلة الوالي والنظر في وضعيتهم الاجتماعية، أن السلطات المحلية وعدتهم بتسوية وضعيتهم أو ترحيلهم، و قد فوجئوا لقرار إخلاء المساكن وتهديمها. تجدر الإشارة أن ظاهرة البنايات الفوضوية استفحلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة خاصة بمدينة البليدة وعلى مرأى من المسؤولين المحليين، بحيث تشهد المساحة الأرضية المحاذية لخط السكة الحديدية بحي خزورنة تزايدا كبيرا للبنايات الفوضوية ووصلت إلى غاية الجسر المؤدي إلى بلدية بني تامو، وأمام استغلال كل الأرضيات الممتدة على خط السكة الحديدية لجأ بعض المواطنين إلى بناء مساكن فوضوية فوق الجسر. كما امتدت هذه البنايات لتمس الجدران الخارجية لإحدى الشركات بالمنطقة الصناعية ببن بوالعيد، وحسب بعض المصادر فإن انتشار البنايات الفوضوية بهذا الموقع تحركه بعض العصابات التي تقوم بتشييد البنايات وبيعها لمواطنين يعانون أزمة سكن بمبالغ تصل إلى 40 مليون سنتيم، مع تقديم وعود لهم بالحصول على سكنات اجتماعية جديدة في عمليات الترحيل القادمة.