لازال سكان منطقة المحفورة الريفية بإقليم بلدية العقلة المالحة جنوب الولاية والبالغ عددهم زهاء 60 عائلة ينتظرون تهيئة المسلك الريفي الذي يمتد على طول 10 كلم ويربطهم بالطريق المؤدي إلى بلدية الماء الأبيض، والطريق الرابط بين العقلة المالحة ومدينة تبسة مرورا بقرية عين الزقيق. و حسب مضمون الشكوى الموجهة للجهات المعنية وتسلمت "النصر" نسخة منها، فإن هذا المسلك تمت تهيئته قبل 17 سنة باستعمال الرمل و الأتربة، إلا أن تساقط الأمطار والثلوج من حين لآخر صعب من تنقل السكان والمرور عبره، جراء الأوحال التي عرقلت الحركة، حتى أن الجرارات تجد صعوبة كبيرة في السير عبر الطريق، وهو ما دفع السكان إلى مناشدة المسؤولين بتسجيل مشروع لتعبيده لتشجيعهم على الاستقرار ومواصلة خدمة الأرض، لاسيما بعد أن استفادوا مؤخرا بالكهرباء الريفية بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الطرق البدائية في الإنارة، في انتظار تزويدهم بالغاز، بواسطة قارورات البروبان. و تتواجد بمنطقة المحفورة مدرسة ابتدائية فتحت أبوابها سنة 1992، لكنها محرومة من الكهرباء، ما جعل المعلمين لا يقومون بإجراء تجارب علمية أمام التلاميذ أو استعمال الوسائل السمعية البصرية في التدريس على غرار ما هو معمول به في أغلب المؤسسات التعليمية. في حين يضطر مدير المؤسسة إلى تحرير وكتابة وثائقه خارج مكتبه، بالتنقل إلى المدن القريبة حيث تتوفر الكهرباء. غياب قاعة علاج من بين الانشغالات التي يطرحها سكان المحفورة بإلحاح، حيث حدثنا بعضهم أنهم يضطرون إلى التنقل إلى بلدية الماء الأبيض أو العقلة المالحة من أجل تضميد جرح أو حقنة دواء، أما النساء الحوامل فأغلبهن يلدن بطريقة تقليدية مما يعرض حياتهن إلى الخطر. رئيس بلدية العقلة المالحة عباس بديار في رده على انشغال السكان، أكد للنصر أن البلدية سجلت جملة من المشاريع في إطار تحسين ظروف سكان الريف باعتبار البلدية ريفية، من بينها المسلك الريفي الرابط بين المحفورة و طريق الماء الأبيض، و قد أرسلت اقتراحات المشاريع إلى الولاية أين ستتم دراستها من طرف لجان مختصة، كما سيتم تزويد المدرسة قريبا بالكهرباء. وبخصوص قاعة العلاج أوضح المير أن مصالحه سجلت مشروعا لإنجاز المرفق الصحي. و قد طلب رئيس البلدية من سكان المنطقة الذين لم يستفيدوا من السكن الريفي الإسراع في تكوين ملفاتهم و وضعها على مستوى البلدية. ع.نصيب