سكان منطقة "بوجلال" بالعقلة المالحة دون ماء منذ ما يزيد عن شهر تشكو العشرات من العائلات التي تسكن بمنطقة " بوجلال " الريفية ببلدية العقلة المالحة جنوب الولاية تبسة ظروفا معيشيّة صعبة يميّزها الحرمان والعزلة ، ولعل ما زاد أوضاعهم سوء هو غياب مياه الشّرب حيث أكد السكان في اتصالهم بالنصر أنهم بدون ماء منذ ما يزيد عن شهر وأصبح الحصول على المياه وطرق جلبها صعبة للغاية ،خاصة وأن الصهاريج كلفتهم مصاريف ثقيلة جدا بالنظر لظروفهم الاجتماعية الصعبة التي لا تخفى على أحد ،فضلا على صعوبة السير عبر المسالك المتردية و المهترئة والتي يرفض أصحاب الصهاريج السير فيها. وقد أثرت هذه الوضعية على الحياة اليومية للعائلات التي تقطن المنطقة منذ عقود من الزمن لاسيما مع ارتفاع درجة الحرارة ، أين يزداد الطلب على الماء ، ناهيك عن حاجة المواشي التي تعتبر المورد الرئيسي للسكان، و لم يخف سكان بوجلال معاناتهم الدائمة من عدم استفادتهم بمشروع الربط بالكهرباء الريفيّة ، وغياب طريق معبد ، فضلا على عدم وجود مركز صحّي ،ممّا يجبرهم على شدّ الرحال إلى قرية الزقيق أو العقلة وأحيانا كثيرة إلى بئر العاتر والماء الأبيض لتضميد جرح أو إجراء فحص ،بالإضافة إلى عدم توفّر وسيلة نقل مدرسي لنقل أبنائهم باتجاه المتوسطة ، التي تبعد عن مقرّات سكناتهم بعدة كيلوميترات وهو ما تسبب في توقف الكثير من التلاميذ عن مواصلة دراستهم ، كل هذه النقائص أثّرت سلبا على استقرارهم - كما يقولون - وأصبحوا يفكرون في شيء واحد ألا وهو النزوح الاضطراري نحو المدن والتخلّي عن نشاطهم الرعوي والفلاحي الذي توارثوه أبا عن جد ، ذلك لأن أغلب الآبار المتواجدة بالمنطقة تفتقد إلى الكهرباء ، وظروفهم لا تسمح لهم باقتناء المضخّات التي تكلفهم أموالا طائلة ، ويؤكّدون أنهم تجرعوا الأمرّين خلال العشريّة الحمراء من ويلات الإرهاب ورغم ذلك ظلّوا متمسّكين بأرضهم على أمل الاستفادة من تدابير الدعم المنشود ، غير أن انتظارهم طال زيّادة على اللّزوم ، وباء مسعاهم الملحّ بالفشل لدى المسؤولين ، ويأملون من والي ولاية تبسة أن يأخذ انشغالاتهم المطروحة بعين الاعتبار لرفع الغبن عنهم وتمكينهم من حقّ المواطنة وذلك بالإسراع في تجسيد مشروع مدّ المنطقة بالكهرباء الريفية ،الذي يبقى حلما ينتظر التحقيق بدلا من الطاقة الشمسية ، والعمل على تمكينهم من حقهم في ماء الشرب من خلال ربط الخزّان المائي بأنبوب الماء المؤدّي إلى تجمعات السكان بمنطقة بوجلال، التي تأسف سكانها للوعود الكثيرة من قبل المسؤولين غير أنها لم تتجسد على أرض الواقع كما كانوا يأملون. نائب رئيس بلدية العقلة المالحة أكد للنصر أن مطالب سكّان منطقة بوجلال موضوعيّة وكشف أنه تم رصد غلاف مالي بقيمة 30 مليار سنتيم لتزويدهم بماء الشرب انطلاقا من بلدية الماء الأبيض على مسافة 30 كلم ، ومن المنتظر أن تنتهي به الأشغال قريبا، وبخصوص الكهرباء فقد انتهت الدراسة وسلمت لمديرية الصناعة والمناجم لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن ، مضيفا أن البلدية استفادت بنسبة تغطية بالكهرباء الريفية بلغت 100 بالمائة ، معترفا في الوقت نفسه بعجز البلدية عن تحقيق بعض الانشغالات لفقرها ناهيك عن كون أغلب المشاريع ذات طابع قطاعي ، ورغم ذلك يقول محدثنا فإن مصالح البلدية وجهت العديد من المراسلات للجهات المعنية لتمكين السكان من بعض المرافق الضرورية وفي مقدمتها مياه الشرب والكهرباء الريفية وتعبيد الطرقات وتهيئتها ، وفي انتظار أن تتحقّق مطالب سكّان بلدية العقلة المالحة عليهم بالتحلّي بالصبر وطول النفس. ع/نصيب تبسة منكوبة فلاحيا بنسبة 70 بالمائة ذكر المدير الولائي للفلاحة أن ولاية تبسة قد تأثر كثيرا ولمواسم متتالية بالجفاف الذي أتى على الأخضر واليابس وكبد الفلاحين خسائر كبيرة هذا الموسم. وقال في حديثه للنصر نهاية الأسبوع أن ولاية تبسة منكوبة فلاحيا بنسبة قد تتجاوز 70 بالمائة بسبب الجفاف وقلة الأمطار وعدم انتظامها وسقوطها في أوقات محددة، واستنادا للتقديرات الأولية ، فإن الرهان سيقتصر هذا الموسم على مساحة 40 ألف هكتار فقط من أصل 230 ألف هكتار كانت قد زرعت بداية السنة الفلاحية، وأعاب المتحدث على فلاحي الولاية اعتمادهم على الحرث التقليدي وعدم إتباع المسار التقني والحرث العميق الذي يكثف الإنتاج ويعمل على تطويره،كما أعاب على السواد الأعظم منهم عدم التأمين على محاصيلهم الزراعية لدى صندوق التعاون الفلاحي رغم بساطة المبلغ المطلوب وقيمة العملية في حال التقلبات المناخية وحدوث خسائر قد تفوق طاقاتهم. وفي سياق متصل ذكر محدثنا أن الرهان سينصب على المناطق الجنوبية من الولاية ،التي انتهت بها حملة الحصاد والدرس يوم الخميس المنصرم ومكنت هذه المناطق بجارش والمرموثية من إنتاج مابين 20 و30 قنطارا في الهكتار،كما تم تخزين حوالي 100 ألف قنطار من الحبوب بتعاونية الحبوب والبقول الجافة.