قوات بريطانية في تونس لمحاربة داعش صرّح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده تعتزم إرسال قوات إلى تونس للمساهمة في منع تسلل عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي نحو الحدود التونسية، مؤكدا في ذات الوقت أن بريطانيا لا تنوي في الوقت الحالي نشر قوات لها في ليبيا. و أوضح فالون أمام البرلمان البريطاني أمس أن فريقا يضم 20 عنصرا من اللواء الرابع للمشاة يتحرك في الوقت الحالي نحو تونس كي يساعد على التصدي للعبور غير النظامي للحدود مع ليبيا وكذا دعم السلطات التونسية، معربا في ذات الوقت عن قلقه من انتشار عناصر «داعش» على السواحل الليبية، وقال أن ذلك هو ما يدفع بريطانيا للمساعدة بشكل عاجل على تشكيل حكومة ليبية جديدة، مضيفا أن بلاده تسعى للحصول على دعوة مباشرة من هذه الحكومة قبل القيام بأي تدخل عسكري في ليبيا. ويقرأ خبراء أمنيون واساتذة جامعيون ما بدر عن وزير الدفاع البريطاني أمس على انه تمهيد لعمل عسكري مرتقب في ليبيا، وهو قبل ذلك محاولة لإقناع الرأي العام البريطاني على أن دولا عديدة تعاني من التهديدات الموجودة في ليبيا وهي تطلب المساعدة، وبالتالي العمل على ايجاد تبرير وعذر من التدخل مستقبلا في هذا البلد. ويرى الدكتور اسماعيل معراف استاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن التدخل العسكري في ليبيا صار وشيكا وهو يدخل في إطار أجندة محضر لها مسبقا، لأن الحوار الليبي –الليبي لم يؤد على ما يبدو إلى نتيجة تقنع المجتمع الدولي بمحاربة «داعش»، والأزمة الليبية صارت اليوم تهدد مصالح العديد من الدول الكبيرة والصغيرة.وعليه يقول المتحدث فإن أمريكا مثلا تفكر اليوم في حل نهائي للمعضلة الليبية عبر عملية عسكرية جراحية نوعية ضد مواقع تنظيم «داعش»، كما يعتقد إسماعيل معراف أن الأمور بدأت تأخذ منحى آخر منذ زيارة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتوقيعه اتفاقية للدفاع المشتركة مع واشنطن، وهو ما يعني تقديم المساعدات والدعم للجيش التونسي. من جابنه يرى العقيد المتقاعد والخبير بن أعمر بن جانة أن العلاقات بين تونسوبريطانيا ليست قوية أو تاريخية إلى الحد الذي تطلب فيه تونس مساعدة عسكرية من بريطانيا، لكنه يشدد على أن ما قاله وزير الدفاع البريطاني أمس قد يكون محاولة لإقناع الرأي العام البريطاني من جهة بأن دولا عديدة تعاني من التهديدات المتأتية من ليبيا، وعليه فإنه من الواجب التحرك، ومن جهة أخرى محاولة إيجاد التبريرات والحجج و الأعذار للتدخل في ليبيا. لكن بن جانة يشدد على انه في الظروف الدولية الحالية لا يمكن أبدا حدوث أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا دون اللجوء للشرعية الدولية لأن دولا عديدة ترفض ذلك مثل روسيا والصين والجزائر ومصر وغيرها، كما أن أطرافا دولية عديد تريد تسريع تشكيل حكومة ليبية جديدة لهدف واحد ووحيد فقط هو طلب التدخل الخارجي، لذلك تركز بريطانيا وغيرها على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني بأسرع وقت ممكن حتى تقدم لها طلب التدخل. ومن جهة أخرى ينبه المتحدث إلى أن أي تدخل عسكري في ليبيا مستقبلا لن يكون كما حصل عند إزاحة العقيد معمر القذافي، ومنه فإن السؤال الكبير المطروح في حال تأكد التدخل العسكري هو بأي شكل سيكون؟ هل سيكون عبارة عن ضربات محددة؟ أم إسناد طرف على آخر؟ أم تدخل مباشر إلى غير ذلك من الاحتمالات.