الفلاحون ينتطرون " مستاوة " لاغراق الأسواق الوطنية يتخوف فلاحو بلدية المزيرعة ( ولاية بسكرة) الذين تغزو خضرواتهم المبكرة كل الأسواق الوطنية من تضييع الريادة التي احتلوها في الزراعات المحمية بسبب هبوط منسوب المياه الجوفية و لهذا فهم يعلقون آمالا عريضة على إنجاز مشروع سد مستاوه ببلديتهم . و يؤكدون أن هذا المشروع سيعطي قفزة عملاقة للفلاحة ليس فقط في المزيرعة و إنما في كل المنطقة المحيطة التي ستسقى منه. فلاحو بلدية المزيرعة يحتلون الريادة على مستوى ولاية بسكرة في عدد البيوت الفلاحية البلاستيكية بوصولهم إلى ما يزيد عن 40 ألف بيت بلاستيكي و بداية توجههم نحو الجيل الجديد من البيوت العملاقة التي تبلغ مساحة كل بيت منها واحد هكتار. حيث نجحت التجربة ويوجد حاليا عشرة بيوت من هذا النوع يصل منتوج الواحد منها حسب ما ذكره لنا بعض الفلاحين 20 ألف طن في السنة. إضافة لهذا تمارس الفلاحة المفتوحة بهذه البلدية بشكل واسع سواء في إنتاج الحبوب أو بعض المحاصيل من الخضروات كالجلبانة و الفول... روبورتاج : م / بن دادة هبوط منسوب المياه الجوفية يثير فزع الفلاحين يرى كثير من فلاحي المزيرعة أنهم يغامرون باستثمارات فلاحية ضخمة بعدما لاحظوا الهبوط المتواصل لمنسوب المياه الباطنية و احتمال تعرضهم لعجز في مياه السقي رغم أنهم يستعملون على نطاق واسع تقنية السقي بالتقطير. وتزيد هذه التخوفات أكثر في ظل ثقل الإدارة التي يرون أنها تأخذ مدة طويلة قبل منحهم رخص حفر أنقاب جديدة أو تعميق الأنقاب الموجودة. إذ تتجاوز مدة منح القرارات ثلاثة أشهر. في حين أن الوقت مستعجل من أجل سقي المساحات المزروعة أو الشروع في غرس مساحات جديدة . للإشارة فإن المياه الباطنية بالمزيرعة توجد على عمق 250 مترا. و يكلف النقب الواحد لاستخراج المياه من هذا العمق ما بين 150 إلى 200 مليون سنتيم. ويرجع سبب هبوط منسوب المياه الباطنية إلى الإستغلال الكبير لهذه المياه مما يؤكد أن الفلاحة المسقية توسعت بشكل كبير بهذه البلدية التي يرى رئيس مجلسها الشعبي السيد التارزي طهراوي على غرار باقي الفلاحين أن خلاص الفلاحة و ازدهارها يكمن في إنجاز مشروع سد مستاوه. و أصل هذا المشروع مثلما ذكر نفس المسؤول هو أنه كان في البداية مجرد مشروع حاجز مائي تمت دراسته،لكن أمام وفرة المعطيات الطبيعية لإنجاز سد كبير يحرر الفلاحة من الإعتماد فقط على المياه الجوفية اقتنعت السلطات العمومية بمشروعية مطلب إنجاز هذا السد و قد تمت بالفعل دراسته والمشروع الآن حسب المعلومات التي استقاها رئيس البلدية لدى الوكالة الوطنية للسدود في مرحلة الإعلان عن مناقصة وطنية و دولية لإنجازه. ويجمع الفلاحون على أن وفرة المياه التي سيضمنها السد ستفتح آفاقا واسعة لغرس الأشجار المثمرة التي أثبتت التجارب مثلما يؤكد الفلاحون نجاح مختلف أصنافها لكن التوسع في غرسها يحتاج إلى كميات هائلة من المياه.نشير ، أن بلدية المزيرعة تتربع على مساحة تزيد عن 965 ألف كيلومتر مربع 70 منها جبلية . لكن مساحات كبيرة من هذه المناطق الجبلية تصلح لغرس الأشجار المثمرة . و قد ازدهر بها على الخصوص نشاط تربية النحل لا سيما بمنطقة سيدي مصمودي الواقعة على سلسلة الأوراس . من جانب آخر دفع الإهتمام باقتصاد المياه ، الفلاحين إلى العزوف عن غرس أشجار/ مصدات الرياح/ رغم الحاجة الماسة لانجاز هذه المصدات التي تحمي بفعالية كبيرة البيوت البلاستيكية من العواصف القوية التي تتميز بها المنطقة. و بالتالي فإن إنجاز السد سيساعد على غرس هذه المصدات المتعددة الفوائد . بلدية فقيرة في الطرقات و المسالك الريفية لا زالت بلدية المزيرعة تعاني من نقص فادح في الطرقات المعبدة و المسالك الريفية الفلاحية التي تشجع الفلاحين على التوسع أكثر في نشاطاتهم بل إن البلدية لا زالت معزولة عن ولاية باتنة المجاورة لها و التي تعد مستوردا كبيرا لمنتوجات المزيرعة فضلا على أنها منفذا يفك عزلتها نحو الولايات الحدودية. بلدية المزيرعة لا تتوفر سوى على 23 كلم من الطرقات متمثلة في الطريق الولائي رقم 6 إضافة إلى 30 كلم من طريق بلدي يربط بين تجمعي بعيلة و تاجموت و7 كلم تربط بين مقر البلدية بمنطقة المنصف. ويذكر رئيس البلدية أنهم في حاجة ماسة إلى 40 كلم ( منها 15 كلم من نهاية الطريق المعبد إلى كباش و جمينة و حوالي 15 كلم من تاجموت إلى عين البيضة و 10 كلم بين المنصف و علب غانيم ) . هذه المشاريع الثلاثة تمت دراستها وهي في انتظار تسجيل إنجازها و سيتيح إتمامها إنهاء عزلة البلدية من ناحية الشمال نحو ولاية باتنة مما يفتح فرصة اختصار ما يزيد عن 160 كيلومترا للوصول إلى بلدية تكوت بولاية باتنة. وبفتح هذا الطريق يصبح ل المزيرعة منفذان بدلا من المنفذ الوحيد الحالي . و لا حظ نفس المسؤول أن التلاميذ في غياب هذه الطرقات يعانون كثيرا من أجل الإلتحاق بمدارسهم، نظرا لأن النقل المدرسي المتوفر بكفاية يوفر خدماته فقط في الطرقات المعبدة. ونفس الشيء يقال عن انعدام المسالك الريفية الفلاحية التي حالت دون استغلال مساحات شاسعة من الأراضي . و الملاحظ كذلك أن مركز البلدية هو الآخر لا زال محروما من الطرقات باستثناء الطريق المعبد الذي يعبر البلدية وهو جزء من الطريق الولائي رقم 6 . و تبقى هكذا كل أحياء البلدية بدون تهيئة. وفيما يخص الكهرباء الريفية و الفلاحية لا زالت بلدية المزيرعة تعاني في هذا الجانب، لكنها في طريق التسوية حسب السلطات المحلية ، نظرا للمشاريع المدروسة التي تنتظر الإنجاز حسب الوعود الموجودة خلال المخطط الخماسي الجاري. كل الوطن يتمون من المزيرعة يلاحظ من خلال لوحات ترقيم الشاحنات التي تقصد سوق الجملة للخضر والفواكه بالمزيرعة أنها قادمة من الجهات الأربع للجزائر، و يكون المواطنون عبر أرجاء البلاد قد لاحظوا أن المنتجات المبكرة في فصل الشتاء كالفلفل الحلو و الحار و الطماطم مثلا موجودة في الأسواق بوفرة كبيرة رغم أن موسم إنتاج هذه المحاصيل هو فصل الصيف. وحتى البطيخ من النوع الممتاز " كانطالو" موجود و يباع حاليا ب 90 دينارللكلغ بالجملة رغم أننا في عز الشتاء . كل هذه الأنواع ينتج أغلبها في ولاية بسكرة و لا سيما ببلدية المزيرعة التي أخذت شهرتها طابعا وطنيا وصارت سوقها مقصدا رئيسيا لتجار الخضر من كل الولايات.. حيث تبدأ الشاحنات في القدوم إلى هذه السوق كل مساء ويبيت الكثير من التجار في المزيرعة ثم يتزودوا بالسلع في الصباح الباكر ابتداء من الساعة الرابعة فجرا ، لتبدأ رحلة عودتهم . السوق يفتح يوميا ويستمر حتى حوالي العاشرة صباحا. هذا النشاط الكبير للسوق جعل البلدية تفكر في إنجاز سوق جديدة بمواصفات حديثة مجهزة بغرف التبريد وغيرها على مساحة واسعة حتى تستوعب في ظروف جيدة الأعداد المتزايدة من التجار. و معلوم أن ثلاثة أسواق كبيرة ذات شهرة وطنية توجد بولاية بسكرة وهي أسواق المزيرعة و الغروس فيما يخص الخضر و الحاجب فيما يخص التمور. ثلث المنتوج للفلاحين الأجراء سمح النشاط الكبير الذي خلقه القطاع الفلاحي ببلدية المزيرعة بتوفير مناصب الشغل حتى للقادمين من الولايات المجاورة و حتى من وسط البلاد و يلاحظ حسب ما قيل لنا عدد كبير منهم من ولايتي خنشلة و تبسة. والمهم في الموضوع هو طريقة الشراكة الجارية بين أصحاب الأراضي و الفلاحين الذين يعملون عندهم فالنسبة التي يأخذها الفلاح من الغلال تعتبر هامة ، وهي ثلث المحصول حسبما أكده لنا رئيس البلدية الذي أشار إلى أن كل فلاح يستطيع أن يتكفل بسبعة بيوت في ذات الوقت و للقيام بهذا الدور على أكمل وجه فإن الفلاحين يستقدمون معهم عائلاتهم حتى يمكنهم تخصيص كل وقتهم للعمل. كما يمكن لهم استغلال المساحات الأرضية خارج البيوت البلاستيكية و كل شيء دائما بالثلث مع صاحب المستثمرة الفلاحية. كما أن مصاريف ( أعباء الإنتاج ) تدفع كذلك بنفس النسبة الثلث للفلاح و الباقي للمالك. إنشاء محيط فلاحي مسقي للشباب ذكر رئيس بلدية المزيرعة أن شباب البلدية استفاد من مساحات فلاحية عبر المحيط المسقي المسمى "طهراوي محمد" الذي تم توزيعه على الشباب بمعدل هكتارين لكل مستفيد و توجد بهذا المحيط ثلاثة أنقاب للمياه واحد منها في حاجة لإعادة حفره وإثنان في حالة جيدة . و أشار نفس المسؤول إلى أنهم في حاجة إلى إنشاء محيطات فلاحية أخرى لصالح الشباب في مناطق، سيدي المصمودي و بغيلة و زمورة . و لاحظ رئيس البلدية أن الشباب المستفيد في حاجة إلى مساعدة من أجل استغلال تلك المساحات الفلاحية التي وزعت عليهم. ازدهار تجارة الأدوية الفلاحية ووسائل استعمالها ذكر لنا أحد التجار المتخصصين في بيع مبيدات الأعشاب الضارية و مختلف الأدوية المستعملة ضد الأمراض التي تصيب نباتات الخضر أثناء نموها أن الفلاحين صاروا يتحكمون بشكل جيد في المسار التقني لإنتاج مختلف أنواع الخضر المحمية أو التي تنتج في الوسط المفتوح . وقد أدى توسع هذه الزراعات إلى توسع محلات تجارة الأدوية الفلاحية إذ يوجد في بلدية المزيرعة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ثمانية آلاف نسمة فقط حوالي ستة محلات لبيع هذه المواد . و قد لاحظنا أثناء تواجدنا بالمحل أن الفلاحين يأتون بعينات من الأجزاء المريضة من النبتة حتى يأخذوا الدواء الملائم لها خاصة وأن صاحب المحل تقني فلاحي و بالتالي فهو يقوم بدور المرشد الفلاحي للفلاحين و يبيع لهم الأدوية و آلات أستعمالها كما يبيع لهم بذور الخضر المنتجة بالبيوت البلاستيكية كالفلفل الحار والحلو والباذنجان و الجريوات الطماطم ، الشمام ، البطيخ، الدلاع .. إضافة إلى بذور منتجات أخرى تمارس في الوسط المفتوح . استفادات هامة في مجال التنمية حققت بلدية المزيرعة العديد من المنجزات الهامة في مجال التنمية تأتي في مقدمتها الإستفادة من الغاز الطبيعي . و إنجاز شبكة التطهير. وفي مجال السكن تم بناء 330 سكن ريفي و يوجد 400 سكن ريفي في برنامج المخطط الخماسي. كما انطلقت أشغال بناء 20 سكنا اجتماعيا في برنامج تنمية الجنوب و 40 مسكنا في برنامج محاربة السكن الهش و 10 مساكن لصالح قطاع التربية في مرحلة دراسة المشروع و 60 مسكنا إجتماعيا في مرحلة اختيار الأرضية لها . نفس الشيء بالنسبة لمشروع 50 مسكنا إجتماعيا في البرنامج التكميلي.و في مجال التربية يوجد مشروع ثانوية في طور اختيار الأرضية وكذلك مشروع متوسطة بالبغيلة في طور اختيار الأرضية كذلك.. و مشاريع أخرى..