اجتاحت بلدية نقرين الواقعة على بعد 150 كلم جنوب مدينة تبسة مساء أمس الأول أمطار طوفانية ، تسببت في فيضانات و سيول جارفة ألحقت الأضرار بالعشرات من مساكن المواطنين، بعد أن غطت مياه السيول شوارع البلدة و مختلف أحيائها، وأدخلت الرعب و الفزع في قلوب السكان نظرا لقوة تدفق الماء. و جرفت مياه الأمطار الرعدية في طريقها البلاط و الأتربة والأوحال وبقايا جذوع الأشجار والنخيل، و انهارت بعض المباني الهشة و أخرى في طور الإنجاز، حسب مصالح الحماية المدنية التي ذكرت أمس أنها بصدد إحصاء الأضرار، الناجمة عن الأمطار الطوفانية، التي عجزت مجاري الوديان و البالوعات عن امتصاص الفائض من مياهها القادمة من المناطق المرتفعة، و قد تشكلت بعد نصف ساعة فقط من سقوط الأمطار سيول عارمة لم تشهدها المنطقة منذ 50 سنة حسب بعض كبار السن. و سجل تسرب المياه والأتربة لمساكن ومحلات، و واصلت السيول طريقها لوسط المدينة ثم أسفلها في مشهد لم يألفه سكان بلدية نقرين من قبل، وتلقت فرقة الحماية المدنية عدة نداءات من المواطنين القاطنين بعدة أحياء طلبا للنجدة. وقد تدخل أعوان الوحدة و قاموا بإنقاذ العديد من الأشخاص الذين غمرت مياه السيول منازلهم الهشة، كما تم تحييد الأوحال بعدد من الشوارع، كما رفع العديد من المواطنين القاطنين بالمناطق السفلى نداءات استغاثة لمصالح الحماية المدنية وخاصة بحي المحلة العتيق، حيث تراوح ارتفاع المياه المتدفقة بين 50 و 60 سنتيمترا، و تجاوز المتر ببعض المناطق. وتسبب تساقط الأمطار القوية المصحوبة بالرياح في انقطاع التيار الكهربائي عن السكان الذين لازال الكثير منهم بدون كهرباء حتى مساء أمس، بعد سقوط عمودين كهربائيين، ناهيك عن تضرر شبكة التطهير الرئيسية التي تصب في الوادي الكبير. كما تم تسجيل هلاك العشرات من رؤوس الماشية من الغنم والجمال، و إلى الجنوب من مدينة نقرين، حيث منطقة المرموثية الفلاحية، ألحقت الفيضانات أضرارا بالمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، و أكد لنا بعض الفلاحين أن المنطقة تضررت كثيرا وسجلت خسائر كبيرة، بعدما كانوا يعولون على موسم فلاحي واعد بالنظر لغزارة الإنتاج هذا العام ، حتى أن أحد الفلاحين لم يستطع نقل منتوجه الذي لازال في الحقل لصعوبة الوضع و تدهور وضعية الطريق. و يتوقع أن تكون الخسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية بالجهة الجنوبية للبلدية حيث لم تستطع المصالح المعنية دخولها أمس، بسبب تضرر الطرقات، و تهدم الجسور التي لم تستطع مقاومة السيول الجارفة. و تساءل المواطنون بعد انحسار مياه الأمطار عن جدوى المشاريع التي أنجزت لحماية المدينة من الفيضانات وفعاليتها في مثل هذه الظروف، كما تساءل آخرون عن تنظيف البالوعات التي لم تتمكن من امتصاص مياه الأمطار المتساقطة. و في السياق ذاته وضع عناصر الحماية المدنية في حالة ترقب و توجه عدد من عناصرها للنقاط السوداء ببعض الطرق تحسبا لأي طارئ ومساعدة المواطنين على تجاوزها. من جهتها شهدت منطقة جارش الفلاحية ببلدية فركان في دائرة نقرين هي الأخرى تساقط أمطار غزيرة أتت على مساحات كبيرة من الحبوب وسوتها بالأرض، وتبخرت أحلام الفلاحين الذين تفاجأوا بهذه الخسائر التي لم تكن في الحسبان بعد أن شرعوا في عمليتي الحصاد و الدرس، وكانوا يتوقعون أن يصل الإنتاج هذا العام إلى أكثر من 30 ألف قنطار.