أعرب الكثير من الأولياء والتلاميذ و ممثلو نقابات التربية عن قلقهم واستنكارهم من الأخبار المتداولة بخصوص تسريب مواضيع بعض مواد امتحان البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي باعتبار أن ذلك قد تسبب في التشويش على الممتحنين وإرباكهم، وشتّت تركيزهم. ففي حدود الساعة السابعة صباحا مع بداية جولتنا أمام بعض مراكز الإجراء في غرب العاصمة تفاجأنا بوجود تلاميذ يشكلون حلقات حول أجهزة الهاتف لتصفح بعض المواضيع"المسربة عبر الفايسبوك " وتبادل الإجابات في نفس الوقت الذي كان فيه آخرون بصدد تصفح الأوراق المنسوخة عن أسئلة الاجتماعيات التي تم الامتحان فيها صبيحة أمس، وعند سؤالنا عن حقيقة ما إذا كانت المواضيع المسربة أكد عدد من التلاميذ أنها " مواضيع حقيقية "وقالت تلميذة مازحة " التسريبات جعلتنا نتعامل مع مواضيع الامتحانات مثل الواجبات المنزلية لأننا تمكنا من حلها في البيت خلال الليل وها نحن بصدد منح الإجابات لمن لم يتسن لهم ذلك››. لكن حديث البعض الذين التقيناهم لم يخل من التعبير عن الاستنكار والتذمر من تداول أسئلة عدد من الاختبارات بين الطلبة والدخول إلى مركز الإجراء في جاهزية تامة لتقديم الإجابات الصحيحة مباشرة حتى وإن لم يبذلوا مجهودا كبيرا خلال السنة الدراسية وهو ما قد يجعل الفرصة كما قال أحد تلاميذ شعبة اللغات تفوت على الذين كدوا واجتهدوا وسهروا الليالي بينما ينجح الكسلاء. وفيما كانت علامات الابتهاج بادية على وجوه من تسنى لهم الحصول على المواضيع المسربة عبر الفايسبوك، كأسئلة مادة الاجتماعيات ( صباح أمس ) ندد الكثير من الطلبة بما حدث واصفين إياه بالظاهرة الخطيرة والفعل غير المقبول متسائلين عن المصلحة في خلط أفكارهم وتشتيت تفكيرهم وإحباط معنوياتهم. وقال الكثير من التلاميذ الذين التقينا بهم أثناء خروجهم من بعض المراكز بولايتي تيبازة والعاصمة بعد منتصف النهار، أن الكثير من التلاميذ الذين لم يتسن لهم الحصول على المواضيع المسربة سيما أمس وأمس الأول أصيبوا بحيرة وبإحباط شديدين، وعدم القدرة على التركيز خاصة بعد تعالي صيحات زملائهم الذين طاروا فرحا في قاعات الامتحان بعد أن تأكدوا – كما قال التلاميذ – من تطابق الموضوع المسرب مع موضوع امتحان الاجتماعيات وقبله الفرنسية والانجليزية، وندّد في ذات الوقت بعض التلاميذ بأن التسريبات لا تحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ الممتحنين. وذكر أساتذة للنصر، بأن عددا غير قليل من التلاميذ قد تعرضوا للصدمة و أجهشوا بالبكاء عندما تأكدوا من أن زملاءهم قد حضروا أجوبة امتحان مادة التاريخ والجغرافيا مسبقا وأكد كثيرون بالمناسبة بأن موضوع التاريخ و الجغرافيا تم تسريب أسئلته في حدود منتصف الليل و تبين عند توزيع المواضيع انه نفسه الذي تم تداوله في الفايسبوك. وأكد البعض أنهم تحصلوا على أسئلة الاجتماعيات والانجليزية والعلوم مشفوعة بالإجابات النموذجية على بعض المواقع ( لم يتسن للنصر الاطلاع عليها بعد أنتم مسحها ). وبدت علامات الأسى والقلق بادية على الكثير من الأولياء الذين أعربوا عن تذمرهم من استفحال ظاهرة التسريبات رغم ما جرى من حديث عن تشديد الرقابة التقنية على الامتحانات. وكانت علامات الذهول والحيرة سائدة لدى الكثيرين وسيطر موضوع التسريبات على حديث العامة الذين طالب بعضهم بإجراء دورة ثانوية للبكالوريا من أجل تكريس فعلي لمبدأ تكافؤ الفرص. وفي قسنطينة، أكد العديد من مترشحي شعبة العلوم التجريبية الذين تحدثنا إليهم، عقب نهاية امتحان التاريخ و الجغرافيا، أنهم كانوا على علم بالمواضيع التي طرحت، قبل أن يدخلوا إلى مراكز الإجراء، و ذلك بعد أن تسربت عبر شبكة «الفايسبوك» في ساعة مبكرة من صبيحة أمس كما أكد بعضهم بأن الحراسة كانت شكلية، بعد أن علم الحراس بتسرب موضوع الاجتماعيات حيث لم يمنعوهم من التحدث إلى بعضهم البعض و تبادل الأجوبة. فيما أكد مدير التربية للولاية بأن اليوم الرابع شهد ضبط 10 مترشحين متلبسين بالغش، 9 منهم أحرار و مترشحة واحدة نظامية، موضحا بأنهم استعملوا أجهزة بلوتوث و هواتف نقالة، أما بالنسبة للغيابات فقد تواصلت وسط الأحرار ليبلغ عدد الغائبين 2590 غائبا، فيما وصل عدد المترشحين المتمدرسين الغائبين إلى 113، و ذلك منذ اليوم الأول للامتحانات، و قد أجمع معظم المترشحين في مختلف الشعب أن أسئلة التاريخ و الجغرافيا كانت في المتناول، وهو ذات الانطباع الذي ساد لدى الممتحنين وحتى الأساتذة في العديد من الولايات التي سجل بها مندوبو النصر بها انطباعات الممتحنين. وصنعت الأخبار المتداولة عن تسريبات الأسئلة الحدث في ولاية أم البواقي، سيما في مادة الفرنسية أين كانت شبه متطابقة من أسئلة المادة وهو ما جعل المترشحين يقبلون على صفحات أسست على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك بغية الاطلاع على تسريبات مادة الاجتماعيات غير أن الكثير منهم سقط في عدم تطابق التسريبات مع أسئلة المادة في بعض الشعب وقال آخرون أنها متطابقة وتاه كثيرون في رحلة بحث عما تم تسريبه فيما صدم البعض الآخر لهذا السلوك المشين الذي يضرب مصداقية شهادة البكالوريا في الصميم. وعرفت ولاية باتنة هي الأخرى انتشار وتداول أخبار عن " تسرب أسئلة اختبارات مواد اللغة الفرنسية، العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا››، وقد أكد مترشحون كما الأساتذة الحراس ل»النصر» عبر عدة مراكز بوسط مدينة باتنة تسرب الأسئلة بعد أن بلغتهم عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" قبل إجراء الامتحان وشهدت امتحانات أمس إقصاء مترشح سادس منذ انطلاق امتحانات البكالوريا بولاية باتنة وذلك بمركز إجراء ثانوية صالح بلعباس ببريكة، حيث ضبط وهو يغش بالبلوتوث. كما تم في ولاية برج بوعريريج ضبط محاولتي غش في اليوم الرابع من امتحانات شهادة البكالوريا، حيث تم ضبط أحد المترشحين الأحرار يحاول الغش باستعمال هاتف نقال على مستوى مركز متوسطة 11 ديسمبر بحي 1008 مسكنا، فيما سجلت محاولة الغش الثانية على مستوى مركز السعيد بوعلي بعاصمة الولاية. من جهتها انتقدت بعض نقابات التربية على غرار " الساتاف "والكلا " تسريب أسئلة بعض مواد اختبارات البكالوريا وتزايد حالات الغش رغم الرقابة المشددة ودعت إلى ضرورة وضع الجميع أمام مسؤولياته. ع.أسابع/ ع.مشاطي / المراسلون تعهدت بكشف المتسببين ومتابعتهم وزارة التربية تعلن عن فتح تحقيق قررت وزارة التربية الوطنية أمس فتح تحقيق حول ما تم تداوله بخصوص تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي سعيا لكشف المتسببين في ذلك ومتابعتهم. و أوضحت الوزارة في بيان نشرته أمس، بأنه " نظرا لما تداولته بعض الأطراف حول تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي، فإن وزارة التربية الوطنية تطمئن كافة المترشحين والرأي العام بأن هذه الامتحانات تجري في ظروف عادية وأنه في حالة ظهور أي مؤشر يمس بمصداقية هذا الامتحان فإنها "الوزارة" وبالتنسيق مع الهيئات المختصة التابعة للدولة ستقوم بالتحقيقات اللازمة لكشف المتسببين ومتابعتهم، مؤكدة بأنها تلتزم بضمان حق كل المترشحين في تكافؤ فرص النجاح لهم، متمنية التوفيق لهم في باقي المواد الجاري الامتحان فيها. وقدم ذات البيان، التزام وزارة التربية بالمناسبة بأنها ستعقد جلسة في أعقاب الانتهاء من الامتحان الذي يختتم اليوم الخميس تقيّم فيها بمعية شركائها الاجتماعيين بكالوريا هذه السنة.