أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مجلس الأمن الدولي لم يفوض القيام بأية عمليات من أجل الإطاحة بالنظام الليبي. وقال لافروف، في ندوة صحفية ببرلين، عقب اجتماع مجلس روسيا – الناتو،مساء أول أمس تعليقا على البيان المشترك للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، أن وقف إطلاق النار والجلوس خلف طاولة المفاوضات يستجيب لمصالح الجميع. ودعا سيرغي لافروف إلى نقل الوضع في ليبيا إلى المسار السياسي - الدبلوماسي بشكل عاجل، مؤكدا أن الاستخدام المفرط للقوة لا يزيد الوضع إلا تعقيدا. وأضاف "نحن نعتبر أنه من الضروري جدا أن يتم بشكل عاجل نقل الوضع في ليبيا إلى السياق السياسي والانتقال إلى التسوية السياسية الدبلوماسية للمشكلة". وأكد لافروف أن روسيا "تواصل في هذا السياق دعمها لمبادرة الاتحاد الأفريقي، وتعتبر أنه من الأهمية بمكان عدم التلاعب بالأمزجة والمشاعر لصالح حل أي من المشكلات في ليبيا، أو غيرها من الدول عن طريق الاستخدام المفرط للقوة، التي لا يمكن أن تفضي إلا إلى المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين". وكانت الخارجية الروسية قد أعربت أول أمس عن أملها بألا يتوقف الاتحاد الأفريقي عن محاولات تحقيق "خارطة الطريق" لتسوية النزاع في ليبيا التي تجتاحها حرب أهلية، حيث تنص خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي على الوقف الفوري لإطلاق النار بين طرفي النزاع وبدء حوار وطني وحماية المواطنين الأجانب على الأراضي الليبية وتقديم مساعدات إنسانية للمحتاجين. وقد تبنت الحكومة الليبية هذه الخطة، إلا أن المعارض المسلحة رفضتها في اليوم التالي بحجة أنها لا تتضمن تنحي القذافي. و حذر لافروف من إمكانية استغلال تنظيم القاعدة للوضع الراهن في ليبيا، وقال "للأسف هناك معلومات عن احتمال استغلال القاعدة والإرهابيين الآخرين للوضع الراهن في ليبيا. هذا سبب آخر لأن يبدي الجميع أعلى درجة من اليقظة حيال الخطوات المتخذة وأعلى درجة من الاتزان في الرد حتى على الكلمات التي تنطق".