الناتو يواصل قصف طرابلس وسرت و المعارضة المسلحة تتحصن في أجدابيا قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي أول أمس منطقة الحيرة على بعد 50 كلم إلى الجنوب الغربي لطرابلس، كما قصفت أيضا مدينة سرت، حسبما ذكره التلفزيون الليبي، فيما تمكن المتمردون أمس من التصدي لهجوم شنته قوات العقيد الليبي معمر القذافي على البوابة الغربية لمدينة أجدابيا بعدما تحصنوا هناك حسب ما ذكرته تقارير إخبارية من عين المكان . يأتي ذلك في ضل مواصلة قصف القوات الحكومية لمدينة مصراتة الساحلية شرق البلاد، وقد جددت السلطات الليبية أمس تأكيدها أن تنظيم "القاعدة" هو الذي يقف وراء الأحداث الحالية في شرق البلاد، وفقا لما أعلنته وكالات الأنباء الليبية أمس الاثنين التي نقلت عن اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون التابعة للخارجية الليبية أن استهداف مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش بطريقة وصفتها بالوحشية، يدل أن من يقف وراء ذلك هو تنظيم القاعدة، وأضافت اللجنة في بيان لها أنه رغم الأدلة و"الحقائق الدامغة" إلا أن قوات التحالف الدولي تجاهلت الأمر ولم تعره اهتماما، وظهرت كأنها تساعد "الإرهابيين في عملهم لتحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وتحويل منطقة البحر المتوسط الآمنة إلى ساحة صراع تهدد السلم العالمي"، . على صعيد آخر انتقد نائب الحزب الجمهوري ميشال باشمان قرار باراك أوباما التدخل في ليبيا واعتبرته خطوة "غير متروية"، محذرة من أن حملة حلف شمال الأطلسي العسكرية هناك قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز تنظيم القاعدة، مضيفة في تصريح أوردته وكالة (يو بي أي ) الأمريكية "ما زلنا لا نعلم من هي قوات المعارضة التي نمدها بالمساعدة"، مشيرة إلى توفر تقارير تفيد بوجود عناصر من القاعدة وحزب الله بين المتمردين الليبيين، وأكدت "الإرهاب قد يسيطر بسهولة على ثروات ليبيا الهائلة من النفط إذا تمت الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي"، وعندها سيكون لديهم حسبها مصدر دائم "لتمويل الإرهاب في جميع أنحاء العالم".وفي مصراتة أفادت إدارة مستشفى المدينة أن المعارك الجارية في المدينة منذ نهاية فيفري الماضي قد أسفرت عن سقوط حوالي ألف قتيل وثلاثة آلاف جريح، وقال مسؤول إدارة المستشفى للصحافيين أن 80 بالمائة من القتلى هم مدنيون مؤكدا أن أسرة المستشفى الستين يشغلها الجرحى، وأن ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا وجرح 71 آخرون أول أمس فقط، وأوضح الطبيب أنه يتلقى منذ الأسبوع الماضي جرحى في حال الخطر نتجت إصاباتهم عن قنابل عنقودية، وذلك بعدما اتهم المتمردون و"هيومن رايتس ووتش" قوات القذافي باستخدام هذه الأسلحة المحظورة منذ الخميس. من جهتها قالت وكالات الإغاثة الدولية أن هناك نقصا في المواد الأساسية وإن القصف والمعارك يعيق عملهم، ويسود القلق بأن المراكز الطبية تعمل بطاقتها القصوى ولا يتمكن بعض الجرحى من مغادرة المدينة للعلاج بسبب القصف، وتفيد تقارير أن الأممالمتحدة أيضا قلقة من إمكانية انتشار الأوبئة . وفي سياق متصل قال مصدر رسمي تونسي إن عددا من ضباط وزارة الداخلية الليبية وصلوا إلى ميناء تونسي على متن زورق صغير في سابقة هي الثانية من نوعها في غضون أقل من أسبوع، وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية أن الزورق المذكور رسا مساء الأحد الماضي في ميناء "الكتف" بمدينة بن قردان الواقعة على بعد نحو 550 كيلومترا جنوبتونس العاصمة، وكان على متنه ثلاثة ضباط من الداخلية الليبية و17 شخصا مدنيا، وأوضحت نقلا عن مصدر أمني لم تذكره أن ضباط الأمن الليبيين تراوحت رتبهم بين عقيد ونقيب وضابط صف، وقد فروا برفقة المدنيين من بلادهم التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمتمردين .