تيقزيرت ..إحدى الوجهات الأكثر استقطابا للمصطافين و السياح تعد منطقة تيقزيرت بولاية تيزي وزو، إحدى الوجهات المفضلة في الصيف التي يقصدها المواطنون من مختلف ربوع الوطن و المهاجرون إلى جانب السياح الأجانب ، للاستمتاع بزرقة البحر و خضرة الطبيعة في شريطها الساحلي الخلاب الذي يمتد إلى غاية ولاية بومرداس غربا، و أزفون شرقا. سامية إخليف يكفي أن يقوم الزائر بجولة عبر هذه المدينة بشواطئها الشهيرة، حتى تكشف له لوحات ترقيم السيارات عن ارتياد مواطنين من مختلف الجهات لهذه المنطقة الغنية بالمناظر الطبيعية الخلابة و الشهيرة بجزيرتها "ليلو" و آثارها الرومانية التي تطل على البحر، و كذا ميناء التسلية و كل المؤهلات السياحية التي تجعل منها منطقة جذب دون منازع. مرتادوها يجدون ضالتهم بين أحضان الشواطئ، على غرار الشاطئ الكبير، المتواجد بالقرب من المدينة و الميناء و شاطئ تاسالاست في المخرج الغربي، فضلا عن شاطئ فرعون الذي يقع عند مخرج الجهة الشرقية لتيقزيرت، باتجاه ولاية بجاية. لدى زيارة النصر لهذه المواقع المتمركزة بقلب مدينة تيقزيرت ، لاحظنا أنها تستقطب العائلات الباحثة عن الراحة والسكينة في موسم الاصطياف، كما تشهد الشوارع حركة دؤوبة ليلا و نهارا، ورغم بعض النقائص التي تعاني منها المنطقة في مجال التنمية، إلا أنها تبقى تمثل نقطة جذب للسياح لا يختلف اثنان على أنها "ساحرة". حوالي 7ملايين سائح منذ بداية موسم الاصطياف كشف مصدر من الديوان الوطني للسياحة بتيقزيرت، بأنه تم تسجيل توافد قياسي للسياح منذ بداية موسم الاصطياف، إلى غاية منتصف شهر أوت الجاري من داخل وخارج الولاية، للاستجمام، حيث تم إحصاء أكثر من 6 ملايين و 720 ألف و 616 سائحا زاروا مختلف شواطئ تيقزيرت و الميناء، و بين مصدرنا بأن عدد السياح الذين تم إحصاءهم منذ بداية شهر أوت الجاري إلى غاية 15 منه، قد بلغ مليون و 743 ألف و645، مقابل 2 مليون و 105 آلاف و 861 سائح خلال شهر جوان الذي تزامن مع شهر رمضان. أغلب المصطافين، حسب نفس المصدر، يفضلون السباحة ليلا و الاستمتاع بالسهرات على الشواطئ و الميناء و مختلف المواقع السياحية التي تزخر بها تيقزيرت، و استقطبت هذه المواقع خلال شهر جويلية مليونين و 871 ألف و 110 سائح، و أرجع ذلك إلى التنظيم الجيد وتوفر جميع شروط الاستقبال والإيواء و عوامل الحماية والأمن بالمنطقة. جزيرة ليلو يقصدها كل من دخل تيقزيرت تعتبر جزيرة ليلو التي تقع بالقرب من الشاطئ الكبير والميناء، من أجمل الجزر بالنظر لحجمها وتنوع البيئة البحرية المحيطة بها، و هي مقصد كل من يزور مدينة تيقزيرت ، و يتنقل المصطافون إليها على متن قوارب صغيرة مقابل 250 دج للفرد الواحد، و و يفضل آخرون الاعتماد على السباحة للوصول إليها، لأنهم يجدون في ذلك متعة كبيرة ، ويميز "ليلو" ارتفاعها عن سطح البحر، مما يبعدها عن تيارات المد والجزر، كل شيء فيها يدعو للارتياح و الاستمتاع، وهذا ما يجعل منها القلب النابض لتيقزيرت. الميناء متنفس آخر للعائلات يشهد ميناء التسلية في تيقزيرت، إقبالا لافتا للعائلات، فهو أكبر مشروع تنموي و سياحي استثماري بالمنطقة، و قد تحول في ظرف وجيز من شاطئ صغير إلى أكبر مكان للمتعة والترفيه، بعد أن أنشئت فيه أماكن للهو و اللعب مخصصة بالدرجة الأولى للأطفال ، المرفقين بعائلاتهم، كما يتوفر الميناء على كافة المرافق و الخدمات التي ينشدها الزوار . و يستقطب العائلات أكثر في الليل لمتابعة الحفلات الفنية و الغنائية التي يحتضنها في أجواء من الأمن و البهجة. و تساهم هذه السهرات في خلق أجواء حميمية بين العائلات وهي ترتشف الشاي الصحراوي، ذا المذاق المميز و النكهة التي لا يعرف سرها إلا أصحابها، إضافة إلى تناول المكسرات ، و الاستمتاع بمداعبة أمواج البحر بين الحين و الآخر والتقاط صور تذكارية. قال نور الدين مغترب يعيش في سويسرا، أنه يقوم باصطحاب أسرته إلى ميناء التسلية تيقزيرت، كلما زار الوطن، للاستمتاع بروعة المكان الذي يخفف عن النفس وينعشها ، مؤكدا بأنه بمجرد النظر للبحر يشعر بهدوء شديد ينسيه مرارة الغربة، كما أنه يعشق تناول السمك الطازج في المطاعم المنتشرة على مستوى الميناء التي تقدم خدمات متنوعة للزوار، و قال أن طريقة تحضير أطباق الأسماك الكثيرة و المتنوعة تثير الشهية للأكل، رغم أسعارها الملتهبة. من جهته أكد عزيز 29 سنة ، أن الميناء في الليل أفضل مكان لقضاء السهرات الصيفية الممتعة رفقة الأصدقاء في جو رائع تملؤه الفرحة و الفرجة في آن واحد. الآثار الرومانية مزار لا تفوته العائلات يفضل من يقصد مدينة تيقزيرت للاستجمام و الراحة، التنزه عبر المعالم الأثرية المطلة على البحر، حيث يتوقف عندها آلاف الزوار، ليكتشفوا الآثار التي خلّفتها مختلف الحضارات التي تعاقبت على المنطقة على غرار الحضارة الرومانية و النوميدية والحضارة الوندالية و البيزنطية، وكلها حضارات خلفت وراءها مجموعة من الآثار القيمة كالأطلال الرومانية التي تعرف ب " حبس القصور والضريح الروماني " تكسبيت فليسن " الذي يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إضافة إلى المعابد و الكنائس الرومانية و الممرات المبلطة ل " آيت رهونة " التي تعد واحدة من الآثار النادرة عالميا، وهي عبارة عن صخور تأبينية تشكل رواقا مبلطا موجها لدفن الموتى، يعلوه نصب كبير مسطح من الحجارة، وغيرها من الآثار المطلة على البحر التي تبرز تاريخ مدينة تيقزيرت السياحية. هذه المعالم توفر للزوار متعة مشاهدة مختلف المناظر الطبيعية و الأثرية و الراحة و الترفيه ، خاصة و أنها تقع على ارتفاع 15.40 متر عن مستوى سطح البحر، و أضحت اليوم منافسا كبيرا للشواطئ والميناء، بدليل أن المئات من السياح يفضلون قضاء أوقاتهم في هذه المناطق التاريخية و الأثرية، خاصة المقبرة الرومانية و الحمامات و خزانات المياه و هناك يلتقطون صورا تذكارية. تهافت مستمر على المثلجات تزين مدينة تيقزيرت أيضا محلات تقع على طول الشواطئ متخصصة في بيع مختلف أنواع المثلجات التي تجذب إليها المتجول رغما عنه، و تسحر المصطافين، حيث أكد لنا أحد الباعة أن بيع المثلجات في موسم الاصطياف تجارة مربحة، تغنيه عن العمل طيلة أيام السنة ، فبمجرد انطلاق الموسم يعج محله بالمصطافين القادمين من مختلف أنحاء الوطن. و قالت سيدة في الثلاثينات من عمرها قدمت من ولاية بومرداس ، أن موسم الاصطياف في تيقزيرت لا يحلو إلا بتناول المثلجات برفقة العائلة قرب البحر واستنشاق الهواء النقي. و هو ما أكدته سيدة أخرى مضيفة بأن زيارة تيقزيرت المعروفة بغناها السياحي، هو هروب جميل من الجو الخانق بالبيت والحرارة المرتفعة، والاستمتاع بأجواء أسرية حميمية مع تناول المثلجات فوق الرمال الذهبية. جدير بالذكر أن مدينة تيقزيرت، بنيت في نهاية القرن التاسع عشر و كانت تعرف في الحقبة الاستعمارية بالقرية الفرنسية.و تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي،يجمع بين البحر و المنحدرات و شبه جزيرة وجزيرة صغيرة تبعد عن الخط الساحلي ب 100 متر فقط، هذا الموقع البحري يتوسط رأسين يغمران البحر بانحدارهما الشديد ، رأس تدلس، من الشرق و يقع على بعد أربعة كيلومترات عن المدينة، والذي يشمل مكان تواجد قرية تاقسبت، المطلة على تيقزيرت، بينما من الغرب نجد رأس بنقوت الواقع على بعد 25 كلم ويمثل موقع مدينة دلس حاليا، هذا الموقع الهام سمح للمدينة باحتلال مكانة مرموقة في المجال السياحي.