أحصينا كافة المعالم التاريخية والمواقع المرتبطة بثورة التحرير أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بتبسة أن دائرته الوزارية قد انتهت من إحصاء كافة المعالم التاريخية المرتبطة بالثورة التحريرية من معارك ومواقع ومعاقل مرتبطة بتضحيات الشعب الجزائري وبكفاحه المرير من أجل نيل الحرية، كما أحصت مراكز التعذيب والقتل التي كان الإستعمار الفرنسي يستعملها لإسكات صوت الجزائريين. وأضاف في ختام زيارته أمس، خلال لقاء بإذاعة تبسة الجهوية بأن وزارة المجاهدين قد أعدت كذلك بطاقية للمجاهدين وذوي الحقوق، وهي البطاقية التي قال بشأنها أنها محينة وحديثة، كما ضبطت وزارته الأمور المتعلقة بالشق الاجتماعي والتكفل الأمثل بفئة المجاهدين وذوي الحقوق. كما دعا الشباب إلى أن يكون في مستوى المحافظة على أمن الجزائر وإستقرارها وصيانة أمانة الشهداء وذكر زيتوني في سياق تدخله بأن مصالحه تسهر على تطبيق القانون ولا تجتهد خارج النصوص، غير أنه بإمكانها الاجتهاد من خلال إثراء النصوص والقوانين التي تقدمها في شكل مراسيم للحكومة أو في شكل قوانين للمجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة. وفي معرض حديثه عن نشاط المتاحف الوطنية للمجاهد، أوضح الوزير بأنه أمر مسؤوليها بتمديد ساعات عملها إلى ساعات متأخرة من الليل وعدم اقتصار نشاطها على التوقيت الإداري، مبررا ذلك بنوعية هذه المتاحف التي تعد ذاكرة الجزائريين وتختلف عن باقي الفضاءات، مشددا على أن توقيت نشاطها يبقى خاضعا لرغبات الطلبة والباحثين والشباب والجمعيات المهتمة بالتاريخ والثورة التحريرية، واعتبر الطيب زيتوني وزارة المجاهدين وزارة لكل الجزائريين لأنها الراعية لذاكرتهم المشتركة، مضيفا بأن جيل أول نوفمبر قدم ما عليه من تضحيات وتمكن من تحقيق الانتصار، وما على الجيل الجديد سوى حمل تلك الرسالة وتبليغها للحفاظ على هذا الوطن. ولدى تطرقه للأشواط التي قطعتها دائرته الوزارية فيما يخص تسجيل الشهادات الخاصة بالثورة التحريرية، ذكر الوزير أن الجزائر قد قطعت أشواطا جد متقدمة، ويخطئ من يقول أننا متأخرون في كتابة التاريخ الوطني حسب الطيب زيتوني، الذي يؤكد في السياق ذاته بأن وزارة المجاهدين لا تكتب التاريخ ولكن تحضر المادة التاريخية، بينما تعهد مهمة كتابة التاريخ للطالب والباحث والمؤرخ والأستاذ، كما تولت وزارته عبر مصالحها و44 متحفا للمجاهد على المستوى الوطني توزيع الكتب والأشرطة والشهادات الحية والأفلام عبر الوطن. واعتبر الوزير تدوين التاريخ الوطني في الطريق الصحيح من خلال الاعتماد على الأرشيف الموجود محليا أو على مستوى الخارج، وقال في هذا الصدد بأن النزاع مع الاستعمار يخص بعض الملفات، منتقدا أولئك الذين يتجاهلون الأرشيف المحلي وتساءل: أليس المحكوم عليهم بالإعدام أرشيف، والشهداء أرشيف، والأسلاك الكهربائية التي عزلت الجزائرعن محيطها أرشيف، ومجزرة 8 ماي 1945 أرشيف والتفجيرات بالجنوب الجزائري أرشيف. وقال الوزير إن خرجاته تندرج في إطار تطبيق مخطط الحكومة وتماشيا مع برنامج رئيس الجمهورية الداعي إلى تحسين وضعية المجاهدين وذوي الحقوق صحيا ونفسيا، و للوقوف على مدى تطبيق القوانين مع هذه الفئة من المجتمع التي تحتاج كما قال إلى رعاية وعناية وتبجيل من كل شرائح المجتمع. كما أشار الطيب زيتوني إلى أن هذه الزيارات واللقاءات تندرج كذلك في إطار إبراز معاناة الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية. ووفاء من الجزائر للشهداء، أكد الوزير أن الدرس الإفتتاحي للسنة الدراسية 2016/2017 سيتضمن رسالة من شهيد ودرس عن الثورة التحريرية ، ودعا المتحدث في ختام تدخله الشباب الجزائري إلى المحافظة على أمن الجزائر وإستقرارها وصيانة أمانة الشهداء. تجدر الإشارة إلى أن وزير المجاهدين كان قد حل في زيارة لولاية تبسة دامت يومين، حيث وقف في اليوم الأول بقلعة الجرف التي احتضنت أكبر معارك ثورة التحرير ذات خريف من عام 1956. وعاين الوزير والوفد المرافق له وضعية قبور الشهداء بالجرف، ودعا المسؤولين المحليين إلى وضع شواهد على كل قبر مع تدعيمها بمعلومات عن كل شهيد سقط في هذه المنطقة. كما أعطى إشارة إنطلاق مشروع تهيئة الطريق الرابط بين موقع معركة الجرف ومقر بلدية ثليجان على مسافة 28 كلم، وبذات البلدية أشرف على تدشين وتسمية الثانوية الجديدة 200/600 بإسم الشهيد براهمية بومعراف وهو الهيكل التربوي الذي سيسمح لتلاميذ هذه البلدية بالتمدرس بداية من الدخول المدرسي القادم بثليجان. وببلدية بئر مقدم، أعطى الوزير إشارة إنطلاق أشغال ترميم مقبرة الشهداء بوادي التكاكة، ليتحول الوفد الوزاري نحو بلدية الحمامات أين عاين مركز تجهيز كبار معطوبي حرب التحرير ووضع حيز الخدمة مشروع البئر العميقة بمركز الراحة للمجاهدين. وفي هذه المسألة أكد الوزير على أن هذا المركز الذي أغلق لغور المياه سيستقبل المجاهدين وذوي الحقوق للتدليك أو تغيير الأجهزة الإصطناعية بداية من شهر أكتوبر المقبل، وذلك بعدما تكفلت الولاية برصد 2.5 مليار سنتيم لحفر بئر وتزويده بالمياه. كما تنقل الوفد إلى بلدية عين الزرقاء أين أشرف على تسمية المركز الحدودي برأس العيون بإسم المجاهد محمود قنز، وفي اليوم الثاني و الأخير من زيارته زار الوفد الوزاري المعلم التاريخي حول خط موريس بمنطقة الرميلة ببلدية الكويف ليتحول بعدها لتبسة ويشرف على إفتتاح أسبوع الذاكرة بمتحف المجاهد