اعتبر رئيس الفاف محمد روراوة التقني الصربي ميلوفان راييفاتس الخيار الأنسب للخضر في المرحلة الراهنة، و أكد بأن مسؤولي الإتحادية راعوا العديد من المعايير للحسم في هوية الناخب الوطني، لأن الخضر على حد قوله «أصبحت لهم مكانة مرموقة على الصعيدين القاري و العالمي، و الأهداف المسطرة على المدى القصير تتطلب مدربا يعرف جيدا خبايا الكرة الإفريقية». روراوة عند نزوله أمس ضيفا على حصة «فوتبول ماغازين» بالقناة الثالثة للإذاعة الوطنية أكد على أن الفاف كانت قد وضعت جملة من المقاييس أثناء مناقشة مستقبل العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لأن الكرة في إفريقيا لها معطيات مغايرة تماما لتلك السائدة في باقي أنحاء المعمورة، « وبالتالي فإننا كنا بصدد البحث عن مدرب على دراية مسبقة بهذه المعطيات، فضلا عن المسيرة الناجحة في التدريب، وإذا أخذنا على سبيل المثال الإيطالي مارسيلو ليبي فإنه مدرب عالمي من الطراز العالي، لكنه لن يتمكن من النجاح في إفريقيا، من منطلق أنه لا يملك أي خبرة في هذه القارة». على هذا الأساس أوضح روراوة بأنه كان قد تحدث مع بعض المدربين المصنفين في خانة «الكبار» عالميا، لكن عدم توفرهم على هذا المعيار جعله يخشى مسبقا فشل هذه المغامرة، موضحا بأن راييفاتس كان الخيار الذي راهنت عليه الفاف، على إعتبار أنه صاحب خبرة و تجربة في إفريقيا، إضافة إلى المشوار المميز الذي قطعه مع منتخب غانا، خاصة في دورة «كان 2010» بأنغولا، لما نجح في الوصول إلى النهائي، وخسر اللقب أمام المنتخب المصري، وذلك النجاح يبقى بمثابة المؤشر الميداني على المعرفة الكبيرة لهذا التقني بخبايا و أسرار المنافسات الإفريقية، من دون تجاهل الإنجاز التاريخي لراييفاتس مع الغانيين، حيث كان قريبا من نصف نهائي مونديال 2010، كما أن الهندسة اليوغوسلافية أثبتت نجاحها الميداني في الجزائر، من خلال تجارب سابقة. و في سياق متصل أكد رئيس الفاف بأن المنتخب الوطني كان بحاجة إلى مدرب قادر على وضع لمسته على التشكيلة في المنافسات التي تقام بأدغال القارة، خاصة «الكان»، لأننا يضيف ذات المتحدث » كنا نجد صعوبة كبيرة في التأهل إلى النهائيات الإفريقية، لكننا بفضل العمل المتواصل وتشكيل منتخب قوي أصبحنا نجد أنفسنا من منشطي هذه الدورات بصورة عادية، بدليل أننا نطمئن على التأشيرة قبل الجولة الختامية من التصفيات، كما هو عليه الحال هذه المرة، لأن منتخبنا يعد من أقوى المنتخبات في إفريقيا، ومشاركته في «الكان» بانتظام أصبحت أمرا منطقيا». إلى ذلك أشار إلى أن طموحات الجزائريين تتوقف في النهائيات القارية، عند العجز عن بلوغ المربع الذهبي، بسبب عدم قدرة اللاعبين على التأقلم مع الظروف الاستثنائية، وهو «السيناريو يستطرد رئيس الفاف «الذي كنا قد عايشناه في غينيا الإستوائية، لما دخلنا الدورة في ثوب أكبر المرشحين للتنافس على اللقب، لكن لاعبينا لم يستطيعوا التعود على الأجواء المناخية الصعبة و كذا الأرضيات غير الصالحة، كون عناصرنا متعودة على ملاعب لشبونة، نابولي و ليستر و غيرها في أوروبا، و لا يمكنها الظهور بمستواها الحقيقي في إفريقيا، كما أن الأجواء تختلف كلية عن تلك التي يعايشونها في أنديتهم أو حتى في تربصات سيدي موسى و ملعب تشاكر بالبليدة». على صعيد آخر أكد رئيس الفاف بأن اللغة ليست مشكلة بالنسبة لراييفاتس في التواصل مع اللاعبين، لأن كرة القدم كما صرح « لغة موحدة عبر العالم، والخطط التكتيكية ترسم على السبورة، و اللاعب ليس بحاجة إلى ترجمة لفهمها، كما أننا جلبنا المترجم سفييتش، صربي الجنسية، يجيد الحديث باللغة الفرنسية، كونه فرانكو سويسري، وهو تقني مؤهل لإيصال المعلومة للاعبين، على اعتبار أنه حائز على شهادة الدرجة الأولى في التدريب صادرة عن الإتحاد الأوروبي، بصرف النظر عن كون راييفاتس بدأ يتعلم اللغة الفرنسية، ولاعبونا الذين ينشطون في البرتغال أو اليونان لا يفهمون اللغة التي يتحدثون بها في هذه الدول، غير أنهم تأقلموا». وخلص روراوة إلى التأكيد في هذا الصدد بأن الأجواء كانت جد رائعة في أول حصة تدريبية لراييفاتس مع الخضر، حيث أن تواصله مع اللاعبين كان من خلال تصريحه « لقد كنت قريبا من المربع الذهبي للمونديال مع منتخب غانا، لكنني سأسعى لتحقيق هذه الغاية معكم، لذا فنحن ملزمون بالعمل بجدية لبلوغ هذا الهدف»، كما أن العمل التقني فوق أرضية الميدان كان جد رائع على حد قول رئيس الفاف، الذي اعتبر التقني الصربي خيارا ناجحا، و غيابه عن الميدان لمدة 4 سنوات لا يعني حسبه إبتعاده عن الساحة الكروية، مادام أنه تكفل بمتابعة تكوين المدربين في بلده. صالح فرطاس أجانب لتدريب منتخبات الشبان و إتفاقية مع الإتحاد الفرنسي لمتابعة التكوين كشف روراوة عن قرار تعيين مدربين أجانب للإشراف على منتخبات الأصناف الشبانية، على خلفية الفشل الجماعي في تحقيق الأهداف المسطرة، حيث أكد بأن سياسة التكوين في الجزائر تبقى فاشلة، و أشار بأن الفاف حسمت بنسبة كبيرة في هوية المدربين الذين ستسند لهم مهمة قيادة هذه المنتخبات، بالمراهنة على مكونين من الطراز العالي، في الوقت الذي تقرر فيه تشكيل طاقم محلي يساعد المدرب الأجنبي في كل منتخب. إلى ذلك أكد بأن مشروع تشكيل مديرية فنية للمنتخبات الوطنية بات ضرورة حتمية، في محاولة لوضع حد لسلسة النكسات، لأن هذه المنتخبات استنزفت » أموالا طائلة، بالنظر إلى الإمكانيات المادية المعتبرة التي توضع تحت تصرفها طيلة فترة التحضير، إلا أن النتائج الميدانية لا ترقى إلى مستوى التطلعات، وتكون مخيبة للآمال، ومنتخب الأواسط أبرز دليل على ذلك، إذ إستفاد من برنامج تحضيري على مدار سنتين، لكنه أقصي من الدور الأول على يد موريتانيا، وهي صدمة كبيرة لنا كمسؤولين». روراوة ألقى بكامل المسؤولية على الأندية التي تولي اهتمامها الوحيد للأكابر، وهنا فتح قوسا ليشير إلى أن غياب مراكز التكوين يبقى أبرز سبب في هذه الكارثة، كون هذه المراكز هي الحل الأنجع لتكوين الشبان، و الإنطلاقة تكون في سن السابعة، على أن يظفر اللاعب بعقد إحترافي عند بلوغه 17 سنة من العمر، وفي فرنسا هناك حاليا 6 لاعبين يحملون الجنسية الجزائرية لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما أمضوا هذه الصائفة على عقود إحترافية في مراكز تكوين تابعة لأندية كبيرة، كما أن بن ناصر كان قد وقع على عقده الإحترافي في أرسنال في هذا العمر. من جهة أخرى أكد بأنه يتخذ من المدرسة الفرنسية كنموذج في التسيير، موضحا بأن المديرية الفنية للإتحاد الفرنسي تتوفر على 32 مركز تكوين، و هذه المراكز تعمل بها نخبة من الإطارات تحت مظلة هذه الهيئة، وتتولى عملية الرسكلة و إعداد تقارير دورية عن مستوى كل لاعب، تمهيدا لإستدعائه للمنتخب، و هي الطريقة يضيف رئيس الفاف التي نعتزم تطبيقها على المديين المتوسط و الطويل، و الخطوة الأولى ستكون ببعث مشروع مراكز التكوين، ثم جلب مؤطرين من فرنسا للإشراف على برنامج تكويني لفائدة 300 تقني جزائري من المستوى العالي، بغية رسكلتهم في مجال التعامل مع الشبان، وهذا تنفيذا للإتفاقية التي ستبرم مع الإتحاد الفرنسي لمتابعة برنامج تكوين المدربين، على أن تتحمل الفاف مصاريف هذا البرنامج على عاتقها. على صعيد آخر أشار روراوة بأن مشروع أكاديمية الفاف إصطدم بإشكالية الوعاء العقاري. ص/ فرطاس حلم التتويج باللقب القاري صعب التجسيد اعترف روراوة بأن حلم التتويج باللقب القاري يبقى يراود الجزائريين، لكن تجسيده على أرض الواقع لن يكون سهلا، لذا فإن الفاف عمدت إلى إتخاذ كافة التدابير المتعلقة بالمشاركة في دورة «كان 2017» مسبقا، بمجرد ضمان التأهل في جوان الماضي، إذ تم إيفاد لجنة فيدرالية إلى الغابون لأخذ نظرة أولية عن مرافق الإيواء وكذا أماكن إجراء التدريبات، تمهيدا لضبط برنامج عمل يتماشى وحاجيات المنتخب في هذه المنافسة. من هذا المنطلق أوضح بأن الهدف من المشاركة الجزائرية يتمثل في بلوغ المربع الذهبي، لأن المنتخب أقصي من الدور الثاني في الدورة الفارطة، و تحقيق نتيجة أفضل من تلك يبقى أمرا ضروريا: «لأن المعطيات تغيرت كلية، وكل المنتخبات الإفريقية أصبحت قوية، ولا يمكن استصغارها، وشخصيا فإنني دوما أطالب اللاعبين بضرورة أخذ جميع المنافسين بجدية كبيرة، مع التأكيد على أن كل مباراة هي عبارة عن نهائي حاسم، مادامت البلدان التي كانت صغيرة في عالم الكرة حققت إنتفاضة كبيرة تطورت بفضلها كرويا» . أما بخصوص المشوار في تصفيات مونديال روسيا جدد رئيس الفاف تأكيده على أن منتخبنا يسعى لتحقيق ثالث مشاركة له على التوالي، و الخامسة في تاريخه، مضيفا بأن الإتحادية تعمل على توفير كافة الظروف الكفيلة بتجسيد هذا الهدف، بدليل إيفاد ممثلين عن الفاف إلى نيجيريا لتحضير المباراة المقررة بعد نحو شهرين، كما أن المجموعة «متوازنة، و تساعدنا على فرض أسلوب لعبنا، كوني أخشى الديربيات وما ينجر عنها من تشنج للأعصاب، عند مواجهة بعض الأشقاء العرب، وبالتالي فإننا سنلعب داخل وخارج الديار من أجل الفوز بجميع المباريات، مع تسيير المشوار بحسب إفرازات كل جولة على حدى، لأن الأجواء في نيجيريا، الكاميرون وزامبيا تساعدنا على اللعب بأريحية». ص/ فرطاس روراوة متذمر من رفع كتلة أجور اللاعبين أعرب روراوة عن تذمره الكبير من إقدام رؤساء أندية الرابطة المحترفة بقسميها على رفع كتلة أجور اللاعبين، و أكد بأن الفاف ليس لها أي ضلع في هذه القضية. و أكد روراوة بأن الزيادة في كتلة الأجور الشهرية للاعبين ارتفعت بنسبة 136 بالمئة مقارنة بالموسم المنصرم، على مستوى بعض الفرق، ليبقى إتحاد الجزائر الوحيد الذي بلغت نسبة الزيادة في أجور لاعبيه 36 بالمئة، في حين تأرجحت الزيادات في باقي الفرق ما بين 50 و 90 بالمئة، رغم أن الفاف « قد قررت تقليص التعداد إلى 22 لاعبا، لكن هذا التقليص قابلته زيادة غير منطقية في كتلة الرواتب، من دون مراعاة عقود 22 عنصرا في الفريق الرديف لكل ناد محترف، لأن اللاعبين المؤهلين في الفرق الإحتياطية أغلبهم يحوزون على عقود، لكن برواتب أقل من تلك التي يتحصل عليها لاعبو الفريق الأول». على صعيد آخر أكد روراوة بأن قرارات لجنة النزاعات صارمة وستطبق على كل الأندية التي تعجز عن تسديد رواتب لاعبيها، والجديد في هذه القضية إشعار النادي مسبقا، ومنحه مهلة 8 أيام لتسوية الوضعية، قبل دراسة الملف، على أن تكون العقوبة الصادرة نهائية، وغير قابلة للطعن، كما أن الفاف عدلت من قوانينها بعدم اللجوء إلى «التاس»، على أن تتولى لجنة الإنضباط تنفيذ إجمالي العقوبات، وخصم نقطة من الرصيد، إلى غاية إعتماد السقوط الفوري إلى القسم الأدنى. و خلص بأن الاتحادية لا يمكنها تسقيف أجور اللاعبين، لكنها عمدت إلى حصر التعداد المرخص به سعيا للمحافظة على نكهة روح المنافسة. ص/ فرطاس التلاعب بالمال العام في الهواة يهدد مسؤولي الأندية بالسجن أكد محمد روراوة بأن مسؤولي أندية الهواة ملزمون باحترام التدابير المتعلقة بالإعانات المالية، سيما منها تلك المحصل عليها من طرف السلطات العمومية، لتجنب عقوبات قد تصدر في حقهم، تصل إلى السجن، لأن القوانين التي أصدرتها الحكومة في المنشور الوزاري 15 – 74 واضحة، وتمنع تخصيص إعانات مالية للاعبين و مختلف الطواقم. روراوة أشار بأن علاوات الإمضاء في بطولات الهواة ممنوعة على اللاعبين، كما أن التحفيزات بمنح المباريات لا تدرج في الحصيلة المالية، وعليه فإن رؤساء الأندية سيصطدمون بمشكل تبرير هذه المصاريف، في ظل وجود تعليمات صارمة لمراقبة الوضعيات المالية لهذه الفرق. من جهة أخرى أكد رئيس الفاف بأن مدربي فرق الهواة لا يمكنهم تلقي رواتب شهرية ولا تحفيزات، لأن تعيينهم يكون بتقديم طلب إلى مديرية الشباب و الرياضة، التي تقوم بتحويل أحد إطاراتها للإشراف على التدريب، معتبرا الوضعية الراهنة غير منطقية، حيث أن مدربا يتقاضى راتبا من الوظيفة العمومية، ويتحصل على علاوة بقيمة 101 مليون سنتيم من النادي، وهنا فتح رئيس الفاف قوسا ليجزم بأن الاتحادية سطرت برنامج عمل رقابي مع الوزارة لمعاقبة مثل هذه التصرفات، مادام بعض التقنيين الجزائريين تنقلوا للعمل في الخارج، وأجورهم ظلت سارية المفعول في المناصب التي غابوا عنها لعدة سنوات.