منتجو القمح بقالمة يطالبون ببذور مضادة للدودة البيضاء عاد شبح الدودة البيضاء التي دمرت مساحات واسعة من حقول القمح بقالمة الربيع الماضي ليثير قلق المزارعين عشية انطلاق موسم الحرث و البذر الجديد فقد تعالت أصوات ضحايا كارثة السنة الماضية مطالبة ببذور قمح معقمة و مضادة لهذه الحشرة الفتاكة التي ظهرت بعدة أقاليم منتجة للقمح بين شهري جانفي و أفريل و أتت على مئات الهكتارات من القمح ملحقة خسائر كبيرة بالمنتجين الذين وقفوا عاجزين عن مواجهة هذه الآفة المدمرة. و قال مزارعون بأنهم ينتظرون تدخل مديرية الفلاحة و تعاونية الحبوب و البقول الجافة لتمكينهم من بذور معالجة بمادة «الكروزر» المضادة للدودة البيضاء، مؤكدين للنصر بأن البعض منهم قام بالحرث العميق خلال الصيف لإخراج الديدان الصغيرة و بيوض الحشرة و تعريضها للحرارة و المؤثرات المناخية لقتلها و الحد من تكاثرها الربيع القادم. و يحصل منتجو القمح بقالمة عادة على بذور غير معالجة بمادة الكروزر النادرة و المكلفة مما جعل هذه البذور عرضة لمختلف الامراض بينها الدودة البيضاء التي تعد من أخطر الحشرات المضرة بمحاصيل القمح. و كانت فرق من المهندسين الزراعيين قد عاينت حقول القمح المتضررة الموسم الماضي بقالمة و أعدت تقارير قدمتها لمديرية الفلاحة و مراكز البحث و الإرشاد الزراعي و حماية النباتات لاتخاذ الإجراءات اللازمة و مساعدة المزارعين على مواجهة الأخطار المتوقعة الموسم الجديد حيث تعد الدودة البيضاء من بين الحشرات الفتاكة الأكثر توغلا تحت سطح الأرض و من الصعب الوصول إليها بالحرث و المبيدات عندما تبدأ مرحلة التفريخ و النشاط. و تحتكر الدولة عملية تسيير و توزيع مادة الكروزر الثمينة و من النادر جيدا ان يجدها المزارعون لدى للخواص من باعة البذور و المبيدات الزراعية و تبقى الوجهة الوحيدة مديرية الفلاحة و تعاونيات الحبوب و البقول الجافة التي تحتكر بيع البذور و الأسمدة لمنتجي القمح بقالمة التي أصبحت ولاية رائدة في شعبة الحبوب و شعب زراعية أخرى كالبطاطا و الطماطم الصناعية. و حسب مهندسي الزراعة بقالمة فإن القضاء على الدودة البيضاء و تنظيف الحقول منها يتطلب جهودا مضنية و مكلفة و جدولا زمنيا قد يستغرق 3 سنوات حيث يطلب من صاحب الحقل المتضرر القيام بعملية الحرث العميق في فصل الصيف و استعمال بذور قمح معقمة بمادة الكروزر و هذا لمدة 3 سنوات متتالية للقضاء على الحشرة و البيوض التي تضعها بكميات كبيرة في التربة كل سنة و تتحول هذه البيوض إلى يرقات شرهة تفتك بحقول القمح و تحولها إلى مساحات جرداء في غضون أيام قليلة خاصة عندما تكون الظروف المناخية ملائمة لتكاثر الحشرة المدمرة و الدفع بها إلى سطح الأرض لتتغذى على بذور القمح عندما تبدأ مرحلة النمو.