اقتطع إتحاد عنابة تأشيرة التأهل إلى الدور 32 بشق الأنفس، لأن المنافس مستقبل بن مهيدي الناشط في الجهوي الأول أظهر استماتة كبيرة، في مباراة خطفت فيها «أوركيسترا» المدرجات الأضواء، بتوافد قياسي لأنصار الفريقين، لكن عامل الخبرة صنع الفارق، ليعود الإتحاد إلى دور الأضواء، بعد غياب موسمين، مع خروج المستقبل برأس مرفوعة. المقابلة عرفت انطلاقة سريعة من جانب الإتحاد، مع رهان المدرب لطرش على الثنائي بودربالة و قريشي في الهجوم، ليتمكن الاتحاد من الوصول إلى المبتغى بعد 14 دقيقة فقط من انطلاقة اللقاء، إثر استغلال معيزة لسوء تموقع محور دفاع المستقبل، بعد مخالفة نفذها نقرة. هذا الهدف المبكر أتى على معنويات عناصر بن مهيدي التي انهارت، بدليل أن الحارس جمعة قضى المرحلة الأولى في راحة تامة، و فسح المجال أمام أشبال المدرب لطرش لإحكام سيطرتهم المطلقة على اللعب، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى شوكي. «فيزيونومية» المقابلة تغيرت تماما خلال الشوط الثاني، لأن تشكيلة بن مهيدي ظهرت بوجه مغاير، وخبرة عثماني، بوطابية و لبو ارتسمت فوق المستطيل الأخضر، بالتحكم في زمام الأمور، ما أجبر الطلبة على توخي الحيطة، بالتراجع إلى الدفاع، مع المراهنة على المرتدات الهجومية، لكن النجاعة كانت من جانب «صغار» الجهوي، لأن المدرب خماسي أقحم البديل بن قارة كورقة رابحة، فأتى هذا الخيار بثماره في الدقيقة 65، بعد عمل هجومي منسق ختمه المخضرم عثماني بتمريرة ميليمترية لبن قارة الذي أودع الكرة في شباك الحارس العابد، مفجرا فرحة عارمة في أوساط أنصار المستقبل. هدف أخلط حسابات لطرش، لأن عناصره تاهت، وفقدت التركيز، ولو أن دخول طويل الهواري أعطى دفعا إضافيا للقاطرة الأمامية، لكن تكتل المنافس في منطقته حال دون تشكيل خطورة على مرمى شوكي، الذي صمد ودفاعه إلى غاية انتهاء الوقت الرسمي ، ما أجبر الفريقين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين. و كان العامل البدني حاسما، لأن عناصر بن مهيدي انهارت، بدليل تعرض عنصرين لإصابات، وكاد طويل أن يرجح الكفة في الدقيقة 97 برأسية اصطدمت بالعارضة، وانتظر الطلبة الدقيقة 107 لحسم الأمور، بهدف البديل قادري، لتسير الدقائق المتبقية على وقع سيطرة مطلقة للعنابيين، الذين ضمنوا التأهل إلى الدور القادم، ولو بشق الأنفس.