كابيلو يرفض الاستقالة ويعد بثورة شبانية يسعى التقني الإيطالي فابيو كابيلو إلى ترسيخ عقلية جديدة لدى الإنجليز بعد المشوار المخيب للآمال في مونديال جنوب إفريقيا.ففي الوقت الذي سارعت الصحافة في مهد كرة القدم إلى المطالبة بإقالة كابيلو وطي صفحته نهائيا، على خلفية الإقصاء المذل في الدور ثمن النهائي على يد الغريم الألماني ، أدار الداهية الإيطالي ظهره للجميع وراح يخطط لدخول تصفيات كأس أمم أوروبا 2012 وكأن شيئا لم يكن.كابيلو الذي منحته المملكة المتحدة راتبا سنويا خياليا فاق الثمانية ملايين أورو، ووضعت تحت تصرفه خيرة النجوم المتبارية في "البريميير ليغ" ووعد قبل شد الرهان إلى جوهانسبورغ بأنه سيهدي الإنجليز اللقب العالمي بعد 44 سنة من الانتظار، لم يقدر سوى على هزم سلوفينيا وبعد أن عقد منتخبنا الوطني مأموريته سهرة18جوان الجاري وجعله بظهر إلى الحائط، لم يجد مبررات كافية لإقناع المشجعين والمتتبعين غير لومه لاعبيه الذين كما قال خذلوه خاصة في لقاء ألمانيا.ولم يكتف كابيلو بهذا فتحدث بثقة مفرطة عن عزمه مواصلة المشوار على رأس العارضة الفنية للأسود الثلاثة ،وعن كيفية تضميد الجراح والاستعداد للاستحقاق القاري القادم في الوقت الذي أعلن الاتحاد الإنجليزي بأنه سيتخذ قراره بشأن مستقبله بعد أسبوعين ؟.وكان كابيلو قد مدد عقده قبل دخول المونديال إلى غاية 2012 أي حتى نهاية كأس أوروبا 2012 في بولونيا وأوكرانيا، براتب سنوي قدر ب 6 ملايين جنيه إسترليني (3ر7 ملايين أورو)، ما يطرح السؤال هل تسرع الاتحاد الإنجليزي في تمديد عقد كابيلو خشية أن ترتفع أكثر أسهم التقني الإيطالي بعد المونديال ويتخلى عن الأسود الثلاثة بعد مشاركة انتظروها رائعة، أم أن دهاء وخبرة كابيلو جعلاه يضمن "مستقبله" بعقد ذهبي بدليل رفضه الرحيل، وحتم على الإنجليز التفكير ألف مرة قبل إقالته التي تكلف الاتحاد الانجليزي 12 مليون جنيه إسترليني (6ر14 مليون أورو) في حال قرر التخلي عن خدماته.وضع جعل كابيلو يبدو واثقا من أنه سيواصل مشواره حتى نهاية عقده لأن المدرب الايطالي بدأ يتحدث منذ الآن عن كيفية "إنعاش" منتخب "الأسود الثلاثة"، خصوصا أن العديد من نجومه الكبار وصولوا إلى نهاية مشوارهم الدولي دون أن ينجحوا في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم. بشهادة نجم تشيلسي جو كول الذي رفض تسمية جيله بالجيل الذهبي على اعتبار كما قال أن المنتخب الحالي لم يحقق أي لقب .وطوى الناخب الإيطالي صفحة المونديال وانتقل إلى الحديث عن ثورة شبابية في منتخب "الأسود الثلاثة" انطلاقا من المشاكل التي واجهها مع التشكيلة الحالية. ورسم كابيلو لوحة سوداء حين قال بأنه لا يوجد في الدوري الانجليزي الممتاز سوى 38 بالمائة من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن ألوان المنتخب الانجليزي وبالتالي لا توجد أمامه الكثير من المواهب للاختيار منها، كما أن طابع الدوري القاسي بدنيا، والرزنامة المكثفة (الدوري والكأس وكأس الرابطة والمشاركات الأوروبية) دون أي عطل حتى في فترة الأعياد تؤثر على الوضع البدني للاعبين وتتسبب بالإجهاد والكثير من الإصابات. وهي أعذار من الصعب أن يتقبله الإنجليز لأن الإرهاق ليس سببا مقنعا لتبرير الأداء المخيب أولا أمام الولاياتالمتحدة (1-1) ثم الخضر (0-0).قبل مواجهة الدور الثاني حيث لقي الانجليز أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات، ولم يرتق "الأسود الثلاثة" إلى مستوى توقعات المملكة والصحافة التي ترى فيه الفريق البطل الذي يعانده الحظ، كما "البريميير ليغ" تضم عديد النجوم العالمية التي شاركت بدورها في المونديال ولم تشكو التعب والإرهاق.وفي انتظار معرفة قرار الاتحاد الإنجليزي بعد أسبوعين يبقى الأسود الثلاثة بعيدين عن الألقاب والتتويج ، ورهانهم الحقيقي احتضان النسخة الواحدة والعشرين من المونديال لتكرا ر سيناريو 1966 .