50 بالمئة من المصابين بالجلطة الدماغية يموتون بسبب تأخر وصولهم للمستشفيات طرح أمس المشاركون في الأيام الثالثة لسجل الجلطات الدماغية والاستعجالات الطبية، مشكل قلة وانعدام في أغلب الأحيان سيارات الإسعاف أو طائرات مروحية مجهزة بالمعدات الطبية المناسبة للتدخل السريع لمنع أو توقيف النزيف الدماغي في حالة وجود حالات بعيدة عن الهياكل الاستشفائية التي تتكفل بالمصابين بالجلطات الدماغية، ويعد هذا العجز عائقا أساسيا أمام الأطباء لإنقاذ المريض من الموت أو المضاعفات التي يمكن أن تلازمه ، حيث أن نسبة الوفيات بالجلطة الدماغية تفوق 50 بالمئة من عدد المصابين الذين يصلون للمستشفيات، وأهم أسباب هذه النسبة المرتفعة تأخر وصول المريض للمصالح الاستشفائية. علما أن الجلطة الدماغية هي ثالث إصابة من حيث عدد الوفيات بعد السكتة القلبية والسرطان. و أكدت أمس الدكتورة مخطاري جبلي حورية رئيسة مصلحة الاستعجالات بمستشفى بن زرجب بوهران على هامش الأيام الثالثة لسجل الجلطة الدماغية التي احتضنها فندق الشيراتون بوهران، أنه تم استقبال في المصلحة المذكورة 837 حالة إصابة بالجلطة الدماغية منها 39 حالة تم إسعافها في الوقت المناسب وتماثلت للشفاء دون أعراض ظاهرة، بينما الباقي، أي حوالي 800 حالة كانت لها مضاعفات مع تسجيل وفيات بنسبة كبيرة وأجمع المشاركون أن الأسباب الرئيسية لارتفاع الوفيات بالجلطة الدماغية تعود لتأخر وصول المريض للمصالح الاستشفائية، حيث أنه كلما فاقت مدة وصوله للمستشفى 3 ساعات يدخل المصاب في حالة الخطر التي تستدعي غالبا مدة علاج متخصص يتعدى 12 يوما وهذا ما يؤدي لفقدان المريض وإذا تعدت 4 ساعات فالأغلبية يموتون قبل الوصول للمستشفى، علما أيضا أنه توجد 3 مصالح مختصة في الاستعجالات الخاصة بالجلطة الدماغية عبر الوطن، الأولى في مستشفى البليدة والثانية بمستشفى بن زرجب والثالثة بمستشفى أول نوفمبر بوهران، ومؤخرا تم فتح مصلحة بقسنطينة وأخرى بسطيف، مما يستدعي حسب نداء الأطباء لضرورة تكوين الأطباء العامين في كيفية التدخل الفوري على الأقل لمنع النزيف الدماغي أو مضاعفات أخرى في انتظار نقل المريض للمصالح المختصة. ومن العوائق التي طرحت أمس أيضا من أجل حسن التكفل بالمصابين بالجلطة الدماغية داخل المستشفيات، وجود مصلحة الاستعجالات بعيدة عن مصالح الأشعة والسكانير والتحاليل ومركز الدم، وبالتالي فإن نقل المريض بين هذه المصالح قد يرفع المضاعفات ويعقد الحالة رغم أن مصلحة الاستعجالات بمستشفى وهران تتوفر على سكانير مما يسهل عملية التدخل السريع، وهنا قال البروفيسور الفرنسي نيكولا أونغرو أنه في أوروبا تمت إعادة هندسة مصالح الاستعجالات بما يسمح بالتكفل السريع بالمرضى عموما وبالمصابين بالنزيف الدماغي على وجه الخصوص، مضيفا أن الهجومات الإرهابية التي شهدتها عدة دول أوروبية أظهرت الحاجة لوجود كل الخدمات الصحية الضرورية في مصلحة الاستعجالات لإنقاذ المصابين، وهو ذات الهدف الذي ركز عليه الأطباء الجزائريون من خلال رفعهم انشغالا حول الهندسة المعمارية للهياكل الاستشفائية التي غالبا ما تشكل عائقا في سرعة التكفل بالمرضى. من جهة أخرى، أوضح البروفيسور محمد إيدار أن حالة واحدة فقط للإصابة بالجلطة الدماغية من بين 15 حالة التي تصل للمستشفى يوميا، يمكن علاجها فورا وشفاؤها من المرض، بينما الحالات الأخرى تبقى معرضة لخطر الشلل أو الوفاة، مشيرا إلى أنه من بين الأمور التي تعقد وضعية المريض هو لجوء أغلبية الحالات للتداوي بالأعشاب أو بالرقية أو بطرق تقليدية أخرى يعتقد أنها هي الحل، ولكن كلما يتأخر في التقدم للمصالح الاستشفائية كلما تضاعف عنده الخطر إما بالإصابة بالشلل النصفي أو الوفاة.