سرق فريق نصر الفجوج الأضواء بين عشية وضحاها، باعتباره أصغر فريق متأهل إلى الدور ثمن النهائي لمنافسة كأس الجزائر، كونه ينتمي إلى قسم ما بين الرابطات، وكانت مغامرته التاريخية في هذه المنافسة كافية لإخراجه من دائرة الظل، سيما بعد التأهل المستحق إلى هذا الدور، على حساب الجار إتحاد عنابة. إنجاز ساير الثورة الكروية التي تقوم بها مدرسة «النصرية» خلال السنوات الأخيرة، التي اشتهرت بالتكوين في ولاية قالمة منذ سنوات طويلة، وتخرج منها عديد اللاعبين الذين برزوا على المستوى الوطني، كالإخوة بلعيطر، عوامري وسعيود أمير، لكن الظروف القاهرة التي لها علاقة مباشرة بالمال، أجبرت نصر الفجوج على تجميد نشاطه لمدة سنتين منتصف العشرية الماضية، قبل أن يعود من نقطة الصفر وعلى أسس متينة، بدليل الصعود التاريخي إلى الجهوي الأول.مشوار الفجوج لم يتوقف عند تلك المحطة وفتوحات «بني فوغال» تواصلت، ليحطوا الرحال بحظيرة ما بين الجهات صائفة 2015.نصر الفجوج فضل كتابة صفحة جديدة هذه السنة من بوابة الكأس، حيث قارع كبار الرابطة المحترفة، وسجل تواجده في الدور ثمن النهائي، ما جعل المتتبعين يتساءلون عن مكانة هذا «الصغير» الذي سيحمل راية تمثيل الكرة القالمية، مادام السرب الأسود لم يعد قادرا على التحليق. روبورتاج: صالح فرطاس أمين سالمي (رئيس النادي) لم أصدق بأننا تأهلنا و كأنني مازلت أحلم في البداية ما هو شعوركم بعد التأهل التاريخي إلى ثمن النهائي؟ صدقوني لم أستفق بعد من غيبوبتي، وكأن هذا الإنجاز حلم رأيته في المنام. لم أصدق بعد بأن نصر الفجوج تأهل إلى ثمن النهائي، قد تزامن هذا الإنجاز مع أول موسم لي على رأس النادي، بعدما كنت رئيسا لفرع كرة القدم، وقد راهنا خلال المواسم الفارطة على هذه المنافسة، لكن مسيرتنا كانت تتوقف في الأدوار الجهوية. لكن الحلم تحقق وستواجهون شبيبة القبائل؟ هذا التأهل يبقى أغلى هدية نقدمها لكل سكان ولاية قالمة، لأننا أصبحنا نمثل الولاية بكاملها، وقد حظينا في لقائنا الأخير أمام إتحاد عنابة بدعم كبير من أنصار كل الأندية، إلى درجة أننا أحسسنا بأن الأمر يتعلق بكبير ولايتنا الترجي، سيما وأننا لعبنا بملعب سويداني بوجمعة باللونين الأسود والأبيض، بحضور جمهور قياسي وكل السلطات الولائية. شرف كبير أن نتحمل مسؤولية تمثيل الكرة القالمية، والفضل يعود للاعبين، المسيرين الطاقم الفني على المجهودات الجبارة التي بذلوها، دون تجاهل الأنصار الأوفياء، وكل من قدم يد المساعدة. و ماذا عن باقي المشوار في الكأس، سيما وأنكم ستتنقلون إلى تيزي وزو؟ يكفينا فخرا أننا بلغنا ثمن النهائي، وفرحة هذا الإنجاز التاريخي تجعلنا لا نفكر في الدور القادم، لأن الاحتفال بما تجسد إلى حد الآن مكننا من معايشة أجواء خرافية، ونصر الفجوج أصبح محط اهتمام الجميع على الصعيد الوطني، وبالتالي فإننا سنلعب دون ضغط، وسنسعى لتقديم مقابلة في المستوى أمام شبيبة القبائل، وتبقى الإرادة سلاحنا الوحيد. أكيد أن لهذا الإنجاز انعكاسات إيجابية على الوضعية المالية للنادي؟ الحقيقة أننا لم نفكر إطلاقا في الجانب المادي، لأن تمثيل الولاية أجبرنا على توفير كافة الظروف المواتية للاعبين منذ لقاء الدور 32 أمام إتحاد عين الحجر، لكن مواجهة إتحاد عنابة جعلتنا نحظى بدعم السلطات الولائية، كما أن المكلف بتسيير شؤون بلدية الفجوج خميسي مناعي، قدم لنا مساعدات من جميع الجوانب، ناهيك عن المستثمرين ورجال الأعمال بالمنطقة، كمجمع بن عمر، شركة الإخلاص للسيارات والإخوة بولحفة، و مركب محمداتني والإخوة بن مساهل، ما خلصنا من مشاكل مالية كبيرة كانت ستعترضنا، خاصة مكافأة التأهل ومصاريف التنقل إلى تيزي وزو، وإذا سمحتم بودي أن أضيف شيئا مهما..... تفضل ما هو؟ الكثير لا يعلم بأن فريقنا لا يتوفر على ملعب، لأن بلدية الفجوج بها ملعب ترابي، وحضرنا به خلال الصائفة الماضية، وعليه فإنني ونيابة عن كل سكان البلدية، أتمنى أن تكون الفرصة مواتية لإنجاز المشروع الذي خصص لتغطية الأرضية بالعشب الاصطناعي، حتى نتخلص نهائيا من هذه الإشكالية، خاصة وأننا ننشط في بطولة ما بين الجهات. أعتبر هذا التأهل أغلى هدية لروح والدي، الذي توفي منذ نحو 3 أشهر، وأشكر كل من ساندنا في هذه الملحمة، خاصة وأن فريقنا يتشكل من شبان كلهم من ولاية قالمة، والمدافع شيخ سفيان يبقى الإستثناء، بكونه الوحيد المستقدم من عنابة. فريد غازي -مدرب الفريق- تأهلنا مستحق وتمنيت مواجهة القبائل كيف كان التأهل إلى ثمن النهائي؟ الحقيقة أن كل من تابع مباراتنا أمام إتحاد عنابة، أكد على أحقية نصر الفجوج في المرور إلى الدور القادم، لأننا كنا الأحسن فوق الميدان، وعناصرنا الشابة أظهرت إرادة كبيرة، مكنتنا من تحقيق المبتغى، وبالتالي فإنني أعتبر التواجد في ثمن النهائي إنجازا مستحقا، بالنظر إلى ما قدمناه فوق الميدان. ما السر في تحقيق هذا الإنجاز؟ ليس هناك سر، وكل ما في الأمر أننا نعمل بجدية كبيرة خلال التدريبات، كوننا نمتلك مجموعة شابة، متحمسة للعمل ومتعطشة لتطوير مؤهلاتها، ما ساعدنا على تجسيد البرنامج الذي سطرناه، خاصة وأننا نسعى دوما لإعطاء الفرصة للأكثر جاهزية، مع خلق روح أخوية بين اللاعبين. وبصرف النظر عن التنافس على المناصب في التشكيلة الأساسية، وعليه فإن روح المجموعة والإرادة يعدان من أبرز المفاتيح التي راهنا عليها لتحقيق هذا الإنجاز. الدور القادم سيكون مميزا لك شخصيا، بالعودة إلى تيزي وزو لمواجهة الفريق الذي برزت فيه؟ تمنيت في قرعة الدور 32 ملاقاة فريق كبير بحجم شبيبة القبائل، لأننا لم نكن نتوقع النجاح في مواصلة المغامرة، لكن القدر شاء أن تتواصل المسيرة ليتحقق ما تمنيته، ومواجهة شبيبة القبائل ستمكنني من إستعادة الذكريات الجميلة التي عشتها في تيزي وزو، أين لدي الكثير من الأصدقاء، رغم أنها ستكون مباراة عادية، وسنسعى للظهور بوجه مشرف. على ماذا ستركزون في التحضير لهذا الموعد التاريخي؟ أنا منشغل طيلة هذا الأسبوع ببرنامج تكويني للمدربين، وقد كلفت مساعدي محمد سعيود ومدرب الحراس بالإشراف على التدريبات، لكن للتحضير لمباراة البطولة المقررة ببريكة هذا الجمعة، لأننا سنصطدم بكثافة البرمجة، والتنقل إلى تيزي وزو سيكون منتصف الأسبوع القادم، ولو أنه لن يكون أمامنا متسع من الوقت لتحضير مباراة الكأس، لكننا مقتنعون بأن اللقاء سيكون عاديا، لأن ما تحقق نفتخر به وسنحاول إعطاء المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات للاعبين، بغية اللعب دون عقدة أو مركب نقص، لأنه و مهما كانت النتيجة فإنهم دخلوا التاريخ. قالوا عن التأهل محمد سعيود ( مساعد المدرب) شقيقي أمير ترعرع هنا والتأهل ثمرة عمل الجميع «الحقيقة أن التأهل إلى ثمن النهائي يبقى حلما بالنسبة لنا، لأن الفريق و منذ تأسيسه لم يبلغ هذا الدور، لكن نجاحنا في تخطي عقبة إتحاد عنابة كان مستحقا، حيث قدمنا مباراة بطولية، ليكون التأهل ثمرة تضافر جهود الجميع، لأن تضحيات اللاعبين قابلتها وقفة المسيرين و السلطات و كذا آلاف الأنصار إلى جانبهم، و من حقنا الآن أن نفتخر بما حققناه، من دون التفكير في الدور القادم ضد شبيبة القبائل، رغم أننا سنتنقل إلى تيزي وزو بنية تشريف الكرة القالمية، و التأكيد على أن نصر الفجوج يبقى من بين أبروز المدارس الكروية التي تشتهر بالتكوين على الصعيد الوطني، و شقيقي أمير الذي يلعب حاليا في إتحاد العاصمة يعد من أبناء هذا الفريق، دون نسيان الإخوة بلعيطر المتواجدين حاليا بفرنسا و كذا عديد اللاعبين الآخرين الذين مروا من هنا». مهدي فرشيشي ( قائد الفريق) التأهل أغلى ذكرى في حياتي «ما عساني أقول سوى أن قصتي مع نصر الفجوج مكتوب عليها دوما النجاح، لأنني كنت قد تقمصت ألوان عديد الفرق، لكن ما عشته مع فريق القلب يبقى أهم محطة في مسيرتي الكروية، لأنني مقبل على تعليق الحذاء، بحكم تقدمي في السن (39 عاما)، إلا أن خاتمة المشوار بتأهل تاريخي إلى ثمن نهائي الكأس سيبقى أغلى ذكرى في حياتي، سيما و أن هذا الإنجاز تحقق بوجود شقيقين لي في الفريق، و هما رمزي و خليل، و بالتالي فأنا أعتبر هذا التأهل بمثابة رد الجميل للمدرسة التي تربيت و ترعرعت فيها، و سأعتزل مرتاح البال، مادامت عنصرا من المجموعة التي أدخلت الفريق التاريخ بصعود إلى قسم ما بين الرابطات منذ موسمين، إضافة إلى التأهل التاريخي، و هو حلم أنصارنا الأوفياء، و لو أنني استغل الفرصة لتوجيه نداء إلى السلطات الولائية من أجل الإلتفات إلى هذا الفريق و إنجاز مشروع ملعب ببلدية الفجوج». حليم بلعيطر ( خريج نصر الفجوج ولاعب دولي سابق) فجوجي وأفتخر! «أستغل فرصة تواصلك هاتفيا معي لتقديم جزيل الشكر إلى أسرة نصر الفجوج على الإنجاز المحقق، من لاعبين، مسيرين و طاقم فني، كما أهنئ كل سكان البلدية على هذا التأهل، لأنني و بصفتي من خريجي «النصرية» أفتخر بهذا الجيل، و فرحتي في فرنسا كانت كبيرة، بدليل أنني سارعت إلى التعبير عن إفتخاري بما حققه فريقي الأصلي عبر مواقع التواصل الإجتماعي، كما أن هذا الإنجاز كان حلما طالما راودنا منذ الصغر، لأن الجميع كان مقتنعا بأن نصر الفجوج يشتهر بالتكوين و العمل القاعدي، لكن من دون أن ينجح في البروز على الساحة الوطنية، و هذه المناسبة جعلتني أستعيد الذكريات الغالية التي عايشها كل من الوالد الكريم و كذا الرئيس السابق حسان بلغربي رحمهما الله، وهما رجلان قدما الكثير للفريق منذ تأسيسه إلى غاية آخر لحظة في حياتهما». ص/ ف بطاقة فنية لنصر الفجوج لموسم (2016 / 2017) حراس المرمى: حسام الدين متلاغي – رمزي كحل الراس – جمال ماضي. الدفاع: بلال عبدة – سفيان شيخ – عمر درواز – حمزة بلاغة – محمد السعيد زيادة – خالد بوذراع أيوب بولحفة. وسط الميدان: مهدي فرشيشي – أسامة براهمية – رمزي فرشيشي – خالد بيلوطة – نصر الدين زيتوني – خليل فرشيشي عبد اللطيف هميسي نبيل غجاتي . الهجوم:– عثمان غالمي بلال لعمايرية– محمد أمين شرايرية –محمد الطاهر زرولو وليد حدواس ضياء الدين عطية رئيس النادي: أمين سالمي المدرب الرئيسي: فريد غازي. المدرب المساعد:. محمد سعيود مدرب الحراس: عمار بولخيوط طبيب الفريق: مراد بورمانة المسيرون: لزهر مرور – عبد الحكيم ماضي – سليم زيتوني – محمد ماضي – سمير بوسليبة صلاح الدين بولحفة نجيم ماضي السعيد لونيس صالح حدواس