نصر الفجوج في الجهوي الأول بعد 4 عقود من الإنتظار إستطلاع : صالح فرطاس حقق فريق نصر الفجوج إنجازا تاريخيا بصعوده إلى حظيرة الجهوي الأول لرابطة عنابة، عقب إنتزاعه لقب المجموعة الثانية للجهوي الثاني عن جدارة و استحقاق، ومبرهنا على احقيته في التتويج بقصفه منافسيه على التاج بالثقيل و من الصدف ازاحته أمل الماء الأبيض من الصدارة في الجولة السابعة بالقوة الخامسة، ليكرر نفس السيناريو مع جيل شبيطة مختار، قبل التأكيد في قمة الموسم أمام الجار اتحاد بلخير بخماسية نظيفة. ويجمع المتتبعون على أن صعود نصر الفجوج كان منطقيا، رغم المطاردة التي لقيها من الجار اتحاد بلخير، جيل شبيطة مختار، مولودية الكويف واتحاد حمام دباغ، لأن مؤشرات النجاح كانت قد لاحت في الأفق قبل بداية المنافسة، بفضل خارطة الطريق التي رسمها الطاقم المسير برئاسة سليم بوذراع الذي وافق على العودة، وقد كانت أول خطوة عملية إسناد لجنة مكلفة برئاسة فرع كرة القدم يقودها أمين سالمي، لتنطلق بعدها مرحلة الجد، التي اتضحت فيها معالم برنامج العمل المسطر على المدى القصير، لأن أسرة الفريق أصرت على ضرورة لعب ورقة الصعود، بعدما كانت النصرية قد أضاعت الحلم في الثلث الأخير من السباق خلال الموسم قبل الماضي، وهي التجربة التي كانت بمثابة الدرس الذي استخلصت منه العبر و الدروس، حيث تقرر تدعيم التعداد بعناصر من أبناء البلدية تمتلك الخبرة الميدانية، من أمثال الأخوين مهدي و رمزي فرشيشي، المدافع عبدة بلال و المهاجم حدواس، عناصر سبق لها تقمص ألوان ترجي قالمة و أولمبي قلعة بوصبع، كما تم استقدام ثلاثي حمام دباغ العياضي، بلعرج و مساعدة، إضافة إلى لاعبين من فرق مجاورة، مع الاحتفاظ بركائز التعداد في صورة القائد محمد سعيود و المهاجم زيتوني، مقابل تجديد الثقة في المدرب عمار حداد على رأس العارضة الفنية. هذا و قد كانت انطلاقة الفريق في مشوار البطولة متذبذبة، سيما و أنه انهزم في خرجاته الثلاث الأولى في كل من حمام دباغ، الحماية المدنية بقالمة و سيدي بلقاسم، الأمر الذي أثار حفيظة الأنصار، لأن النتائج المسجلة لم تكن تتماشى و الهدف المسطر، لكن الطاقم المسير تمسك بخدمات المدرب حداد، ولتكون الجولة السابعة أمام أمل الماء الأبيض بمثابة نقطة الانطلاق الفعلية لرحلة أبناء "كيليرمان" في البحث عن تذكرة الصعود إلى الجهوي الأول، لأن الفريق لم ينهزم منذ تلك المباراة إلى غاية نهاية الموسم، أي على مدار 24 جولة متتالية. و راحت النسور تحلق عاليا، على وقع الانتصارات داخل و خارج الديار، رغم ان تشكيلة المدرب حداد كانت مجبرة على استقبال ضيوفها بملعب هيليوبوليس البلدي، إلا ان هذا العامل لم يكن له أي تأثير على مردود الفريق، بل أن سلسلة الانتصارات جعلت المدينة تعيش اجواء احتفالية كبيرة في نهاية كل أسبوع، بإكتساء شوارعها حلة حمراء، قبل إقامة العرس الكبير عقب الفوز في مقابلة الموسم أمام اتحاد بلخير، لأن الانتصار بخماسية وضع "النصر" في المقدمة على عتبة التتويج، ليكون الفوز الثمين المحقق بشبيطة مختار بمثابة نتيجة ترسيم الصعود، ما أعطى الجولة ما قبل الأخيرة أمام مولودية الكويف الطابع الاحتفالي. و بلغة الأرقام فإن نصر الفجوج استمد قوته من قاطرته الأمامية، لأنه حاز على أقوى خط هجوم في جهوي عنابة، بتوقيعه 93 هدفا في 30 مقابلة، نتيجة مروره إلى السرعة القصوى في اغلب اللقاءات، بدليل أنه فاز بحصة 5 أهداف فما فوق في 10 مباريات، و لو أن الدفاع كان أيضا الأقوى في المجموعة، حيث انه لم يتلق سوى 16 هدفا، غالبيتها خلال مرحلة الذهاب، و قد حصد الفريق 43 نقطة في عقر الديار، و 30 نقطة خارجها، مع اكتفائه بتعادل وحيد بملعبه، كان أمام الجار حمام دباغ. إلى ذلك فإن صعود نصر الفجوج إلى الجهوي الأول، يعتبر إنجازا من شأنه أن يخرج واحدة من خيرة المدارس التي تشتهر بالتكوين في ولاية قالمة من دائرة الظل، لأنه أنجب لاعبين برزوا على الصعيد الوطني، من أمثال الإخوة بلعيطر، فرشيشي، عوامري، زرولو و أمير سعيود، بعدما كان الفريق منذ تأسيسه قبل 38 سنة يتأرجح بين الأقسام الولائية، ما قبل الشرفي، الشرفي و الجهوي الثاني، حتى أنه اضطر خلال أحد المواسم إلى رفع الراية البيضاء، و الانسحاب نهائيا من المنافسة بسبب ازمته الداخلية، إلا أن عودته إلى النشاط كانت بوجه مغاير كلل بالصعود لأول مرة في التاريخ إلى الجهوي الأول بعد نحو 4 عقود من الإنتظار. قالوا عن الصعود قالوا عن الصعود قالوا عن الصعود عمار حداد (مدرب الفريق) الصعود لم يكن سهلا " الحقيقة ان صعودنا كان ثمرة العمل الجاد الذي قمنا به طيلة موسم كامل، لأننا كنا قد سطرنا هدفنا قبل إنطلاق المنافسة، و قد مر الفريق بفترة فراغ في بداية المشوار، لكننا بفضل تظافر جهود الجميع نجحنا في إعادة الثقة في النفس و الإمكانيات للاعبين، و كانت النتائج الثقيلة التي أحرزناها دليل على اننا نمتلك تشكيلة منسجمة، رغم ان التتويج لم يكن سهلا، لأن المنافسة كانت قوية مع فرق أخرى كإتحاد بلخير، جيل شبيطة مختار، مولودية الكويف و إتحاد حمام دباغ ". سليم بوذراع (رئيس النادي) لن نتخلى عن العمل القاعدي والتكوين " أبسط ما يمكن أن أقوله أن تواجد الفريق في الجهوي الأول الموسم القادم يعد أغلى هدية نقدمها لأسرة نصر الفجوج، لأن فريقنا الذي يشتهر بالعمل القاعدي و التكوين ظل يتخبط في الأقسام الدنيا، بسبب مشكل الإمكانيات المادية، و لو أننا سنعمل على مواصلة إستراتيجيتنا، لأننا على يقين باننا قادرون على الإستثمار في المواهب الشابة التي تتوفر عليها بلديتنا، لكن عائق نقص الإمكانيات يبقى ابرز مشكل قد نصطدم به، و عليه لا بد ان نحتفل بالإنجاز المحقق قبل التفكير في المستقبل القريب ". أمين سالمي (رئيس فرع كرة القدم) " مما لا شك فيه أن الصعود لم يكن سهلا، لأننا أدينا مشوارا طويلا و شاقا، لكن حلاوة الصعود كانت كافية للتخفيف من المتاعب و الصعوبات التي كنا قد واجهناها، لأن مشكل الملعب كان قد طرح بحدة في بداية المنافسة، إلا أننا تعودنا على إستقبال ضيوفنا بملعب هيليوبوليس، كما ان الأنصار وضعوا الثقة في التشكيلة، و ادوا دورا كبيرا في المباريات الحاسمة، و المهم ان إنجاز الفريق أخرج بلدية الفجوج من الروتين القاتل، و جعل شبانها يتنفسون بكرة القدم، و يقضون لحظات مميزة، و كل من عايش حفل الصعود يدرك قيمة الإنجاز المحقق، و التضحيات التي قدمها كل عنصر من المجموعة". محمد زميتي (الكاتب العام للفريق) تراجعت عن الاعتزال لاجل الفريق " صدقوني أنني كنت قد قررت الإعتزال منذ سنة 2006، و لم اشاهد مباريات الفريق في السنوات الماضية، و عندما طلب مني المسيرون التكفل بالجانب الإداري قبل بداية الموسم لم أتمكن من رفض طلبهم، لأنني وجدت نفسي مجبرا على الموافقة بعد أن لمست لديهم رغبة كبيرة في تحقيق حلم الصعود، حيث شكلنا مجموعة منسجمة و متكاملة، و الفريق نجح بفضل دعم انصاره و وقوف مسيريه و تضحيات اللاعبين و الطاقم الفني من الخروج من غياهب الجهوي الثاني ". مهدي فرشيشي (قائد الفريق) أفكر في الاعتزال وأنا مرتاح البال " لقد سبق لي و ان حققت الصعود مع فرق اخرى كترجي قالمة ، إتحاد الأخضرية و مستقبل الرويسات، لكن فرحتي بصعود نصر الفجوج إلى الجهوي الأول كانت إستثنائية، لأنني تربيت و ترعرعت في هذا الفريق، و قد وافقت على اللعب له هذا الموسم من أجل المساهمة في تحقيق الحلم الذي راود كل أبناء المنطقة، لأن الأجواء التي عاشتها البلدية في الجولات الخيرة من البطولة لا توصف، و فرحة الأنصار كانت كبيرة، مما يجعلني أفكر في الإعتزال و أنا مرتاح البال، لأنني نجحت في رد جزء من جميل الفريق الذي تعلمت فيه مداعبة الكرة". محمد سعيود (هداف الفريق) الصعود هديتي إلى أخي المحترف في بلغاريا " هذا الصعود هو هدية مني إلى شقيقي أمير المحترف في بلغاريا، لأنه من اللاعبين الذين تخرجوا من هذه المدرسة، و كان دوما يتابع أخبار نصر الفجوج، و لو أن تحقيق الهدف لم يكن بالأمر السهل، لأن المنافسة كانت قوية في مجموعة ضمت 5 فرق من ولاية قالمة، مما جعل طابع " الديربي " يطغى على معظم المباريات، لكننا برهنا باننا الأقوى، و قوتنا لم تكن في خط الهجوم فقط، بل ان التشكيلة منسجمة و متكاملة، و كنا نسعى من أجل تحقيق الإنتصارات، و لا يهمنا من يسجل الأهداف ".