تحقيقات أمنية بعد ترويج إشاعة عن انتشار فيروس قاتل كشف أول أمس مدير عيادة التوليد الأم والطفل مريم بوعتورة بباتنة، عن رفع دعوى قضائية ضد مجهول، تزامنا مع بداية تحقيقات أمنية حول رواج إشاعات عن انتشار فيروس تسبب في وفاة مواليد جدد شهر ديسمبر المنقضي داخل عيادة التوليد. و هو الأمر الذي فنده مدير المؤسسة الصحية إلى جانب الطاقم الطبي المختص جملة وتفصيلا، موضحين أنه لم يتم مطلقا استقبال رعايا أجانب خلال الشهر الأخير من السنة المنقضية 2016 و كذا توفر العيادة على الإمكانيات اللازمة للتدخل في حالة وجود أمر طارئ. مدير المؤسسة الاستشفائية العمومية للتوليد بباتنة، المكي شوشان، عقد ندوة صحفية لتفنيد ما راج من إشاعات حول انتشار فيروس معدي قاتل داخل المؤسسة، يقال أنه تسبب في وفيات رضع حديثي الولادة، و نفى المسؤول ما قيل عن أن مصدر الفيروس هو امرأة حامل من الرعايا الأفارقة، الذين يتواجدون بباتنة كمهاجرين غير الشرعيين، و أكد رفع دعوى قضائية ضد مجهول لدى وكيل الجمهورية لمحكمة باتنة بسبب الإشاعة التي يعتبر أنها تمس بسمعة المؤسسة و الوطن. و أوضح مدير عيادة التوليد، الذي عقد لقاء مع الصحافة إلى جانب طاقم طبي مختص في الأمراض المعدية والأوبئة، أن ما يروج من إشاعات حول الموضوع، قد تكون له أهداف مغرضة يرمي أصحابها إلى ضرب المؤسسة، مشيرا لعدم استقبال أي رعية أجنبية إفريقية من المهاجرين غير الشرعيين طيلة شهر ديسمبر المنقضي، وأضاف ذات المسؤول، بأن العيادة تضطلع بدور إنساني بالدرجة الأولى، بحيث تستقبل النساء الحوامل من مختلف الجنسيات، مشيرا لتوليد ثلاث نساء من رعايا الدول الإفريقية من المهاجرين غير الشرعيين خلال الثلاثي الأول من السنة الماضية إلى جانب توليد حوامل أخريات من جنسيات عديدة من بينهن سوريات، لبنانيات و تونسيات. و أكد مدير عيادة التوليد، أن جميع الحوامل و بغض النظر عن جنسياتهن يتم إخضاعهن لنفس الفحوصات و التحاليل الطبية اللازمة قبل بلوغ مرحلة التوليد، مؤكدا جاهزية و استعداد كافة الأطقم الطبية للمؤسسة للقيام بالدور المنوط بهم، مشيرا أن كل الإمكانيات من أجل التدخل السريع في حال اكتشاف فيروسات أو انتشار عدوى متوفرة، مؤكدا توفر العيادة على كافة الوسائل المادية و البشرية اللازمة للقيام بمهمتها. و ذكر ذات المصدر أنه تم اكتشاف حالة امرأة أفريقية من المهاجرين الأجانب غير الشرعيين مصابة بالسيدا في ديسمبر من سنة 2015 عندما كانت بصدد وضع حملها، مؤكدا أنه تم التكفل بها وفق الإجراءات اللازمة في سرية تامة تقتضيها الضرورة دون إحداث هلع وسط النساء اللواتي يقبلن على العيادة. المدير إلى جانب الطاقم الطبي كشفوا أن العيادة تستقبل يوميا ما معدله 150 امرأة حامل، يتم التكفل بهن على اختلاف حالاتهن و أشار المتدخلون إلى تسجيل تراجع في عدد وفيات الرضع حديثي الولادة مقارنة بسنوات مضت، و ذكروا أنه تم تسجيل معدل 27 حالة وفاة من مجموع ألف مولود جديد، و هو رقم لا يتجاوز المعدل الوطني لحالات الوفيات لدى الرضع، و أفاد المتدخلون خلال الندوة الصحفية أنه تم تسجيل 42 حالة وفاة من مجموع 1540 ولادة خلال شهر ديسمبر الماضي. و قال الأطباء بأن الوفيات المسجلة يمكن اعتبارها طبيعية نظرا لأسبابها المعقدة الخارجة عن نطاق سيطرة و تحكم الأطباء بالمؤسسة، ومن بين أسبابها كون غالبيتها تمس حالات إجلاء تحول فيها الحوامل على العيادة في حالات حرجة وخطيرة يصعب استشفاؤها، ومن ضمن الحالات حسب الأطباء حوامل يأتين من العيادات الخاصة، و هنا أشار مدير العيادة إلى عدم توفر العيادات الخاصة على الحاضنات، عكس المؤسسة العمومية التي تعتبر الوحيدة التي تتوفر عليها، و توفرها أيضا على مصلحة لاستشفاء الرضع هي الثانية على مستوى الشرق، إلى جانب عيادة قسنطينة التي توجد بها مصلحة مماثلة.