قوارب الحراقة تحت مراقبة الجيش أكد اللواء شريف زراد رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، أن تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الحوض المتوسطي، أصبح مصدرا لقلق العديد من الدول بسبب صعوبة مراقبة التدفق الهائل للمهاجرين، وحذّر من استغلال هؤلاء المهاجرين من طرف الإرهابيين ومنظمي الجريمة المنظمة لتنفيذ عمليات تستهدف أمن واستقرار دول المنطقة. ناقش خبراء ومختصون في العلاقات الدولية و الاقتصاد و علم الاجتماع إشكالية «هجرة الأزمات والأمن الجهوي في الفضاء الأورو- مغاربي» خلال ملتقى نظم أمس من طرف المعهد العسكري للوثائق و التقويم و الاستقبالية التابع لوزارة الدفاع الوطني. و أشرف على افتتاح هذا اللقاء، نيابة عن الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء شريف زراد رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، حيث أبرز في كلمته الافتتاحية مدى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وعلاقتها المباشرة بالجريمة المنظمة. وأكد اللواء شريف زراد، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أصبحت مصدرا لقلق العديد من الدول بسبب صعوبة مراقبة التدفق الهائل للمهاجرين. و أبدى مخاوفه من أن يتم استغلال هؤلاء المهاجرين من طرف الإرهابيين ومنظمي الجريمة المنظمة والذين أصبحوا يكونون خطرا على أمن واستقرار المنطقة. من جهة أخرى، ذكر اللواء زراد بالعمل الإنساني والدور الفعال الذي يؤديه أفراد الجيش الوطني الشعبي من خلال مراقبة الحدود الوطنية و السواحل البحرية وفي مجال إنقاذ أرواح المهاجرين غير الشرعيين «الذين يغامرون بأرواحهم على متن قوارب الموت»، منوها أيضا بالدور الذي تقوم به الدولة الجزائرية من أجل مساعدة دول الساحل في التنمية المحلية والأمن واستقرار المواطنين. و يهدف هذا الملتقى إلى إثراء وتعميق التفكير حول قضية الهجرة في حوض المتوسط مع تسليط الضوء على أسبابها وسياسات الهجرة المتبناة والتحديات الإنسانية التي يجب رفعها من طرف دول المنطقة لإيجاد حلول لهذه الإشكالية. وقد عرف اللقاء عدة مداخلات شملت عدة محاور أهمها التحديات الأمنية للهجرة غير الشرعية في الجزائر من خلال مقاربة جيوسياسية، الهجرة والأمن الجهوي، الآليات القانونية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومستقبل هذه الظاهرة في الفضاء الأورو-مغاربي في ظل التحولات الإقليمية في المنطقة. وقد نشط هذا الملتقى باحثون مختصون في مجال العلاقات الدولية، الاقتصاد، وعلم الاجتماع حيث تم تسليط الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية العابرة للقارات من خلال تحليل أبعادها وانعكاساتها في حوض المتوسط، مع التركيز على أسبابها وأهم السياسات المنتهجة من طرف الدول قصد مواجهتها واحتوائها. كما استعرض المشاركون مختلف التحديات الإنسانية التي يجب رفعها من طرف دول المنطقة لإيجاد حلول لهذه الظاهرة المتفاقمة. كما كان هذا الملتقى فرصة حقيقية للمشاركين الذين تناولوا بالتحليل والمناقشة واقع وأبعاد هذه الظاهرة العابرة للقارات والتي أصبحت الشغل الشاغل لمختلف الدول بما فيها الجزائر والتي تواجه خلال السنوات الأخيرة موجة غير مسبوقة من المهاجرين غير الشرعيين الأمر الذي يستدعي إتباع استراتيجيات مدروسة ومحكمة لاحتواء ومواجهة هذه الظاهرة.