دورات ب 15ألف دج لتنمية المهارات الذاتية في الوقت الذي يعزف الكثيرون عن استشارة المختصين النفسانيين، لخوفهم من كلام الناس و نظرة الآخرين لأسباب أو لأخرى، وجد البعض حلا لمشاكلهم النفسية و الاجتماعية و الأسرية بمراكز التنمية البشرية التي يزيد عددها ببلادنا يوما بعد يوم، و إن كانت الغالبية الكبرى من الجزائريين يجهلون تواجدها و دورها الحقيقي. فبعد النجاح الذي حققته في الدول الغربية و كذا دول المشرق العربي و ذاع صيتها من قبل المختصين العرب في هذا المجال و على رأسهم الدكتور إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية الذي زار الجزائر منذ مدة، زاد عدد مراكز التنمية البشرية ببلادنا و لو بشكل متباين، راح أصحابها يروجون للدورات الكثيرة و المتنوعة التي ينظمونها مقابل تكاليف مالية معتبرة لا تقل عن ال10000دج جزائري للدورة الواحدة. و من أهم الدورات المقترحة من قبل هذه المراكز دورات لاكتشاف القدرات الذاتية للفرد والمهارات الفكرية، استشارات اجتماعية و أسرية و اجتماعية و استشارات للأزواج و الزوجات، مشكلات الدراسة عند الأبناء، مهارات التفوق الدراسي ، القراءة التصويرية ، تطوير الذاكرة و زيادة التركيز و تنمية العقل بالإضافة إلى العقل البديل...و غيرها من التخصصات المغرية المتنوعة التي تجمع بين مختلف التخصصات العلمية و النفسية و الفكرية. و تعرف هذه المراكز إقبالا متزايدا لا سيما من قبل الأمهات التي تبحثن عن طرق و حلول لمشاكل أبنائهن لا سيما في مرحلة المراهقة ، حيث أكد مصدر من مركز الوفاء للتنمية البشرية و التدريب بقسنطينة بأن أغلب المتصلين و الطالبين للاستشارات الاجتماعية و الأسرية من الجنس اللطيف و غالبا ما يتعلق الأمر بالأمهات. و رغم الانتشار المتزايد لهذه المراكز إلا أن الكثيرين يجهلون تواجدها. حيث لا يعرف أغلبية ممن تحدثنا إليهم الأدوار التي تقوم بها هذه المراكز، في حين أن هناك فئة لم تسمع عنها أبدا. و عن سعر الدورات التكوينية داخل مراكز التنمية البشرية عرفنا أن الدورة الواحدة التي لا تزيد مدتها عن الثلاثة أيام قد تصل إلى 15000دج، يقول المشرفون عليها أنها تتضمن دروسا مكثفة يستفيد منها المتلقي أكثر من الحصص التكوينية الكلاسيكية في تقديرهم لاعتماد المؤطرين في مثل هذه المرافق التدريبية على أساليب علمية متطورة. و أكد بعض ممن تحدثنا إليهم أنهم تعرفوا على مراكز التنمية البشرية من خلال الفضائيات العربية و كتب إبراهيم الفقي التي غزت سوق الكتب ببلادنا، و قال أحدهم أنه كغيره اهتم بهذا المجال طمعا في تحسين الأوضاع المعيشية، لأن أغلب المقابلات الصحفية مع رواد التنمية البشرية في الغرب تبيّن مدى نجاح هؤلاء في مساعدة الآخرين على استغلال طاقتهم و مهاراتهم الفردية لتحقيق ما كانوا يعتبرونه مستحيلا من قبل. و بفعل العروض المغرية التي تقترحها هذه المراكز لتطوير الذات و تجاوز الصعاب أصبحت هذه الأخيرة المنافس الأول للمختصين النفسانيين الذين فشلوا في تغيير نظرة المجتمع لتخصصهم.