حطت نهار أمس الأربعاء بمطار العربي التبسي بتبسة أول طائرة من الحجم الكبير في إطار الرحلات التجريبية لهذا النوع من الطائرات، وذلك للوقوف على مدى قدرة هذه المنشأة على استقبال طائرات من الحجم الكبير. وتأتي هذه الخطوة بعد الانتهاء من أشغال تدعيم المدرج الرئيسي للمطار وملحقاته، وكانت طائرة من نوع بيونغ 737 تقل أزيد من 148 راكبا قد قامت برحلة تجريبية أولية، وبعد الإنتهاء من عملية الهبوط والإقلاع والصعود والمناورات المختلفة تأكد للخبراء في الطيران وللممثلين عن الجزائرية للطيران وللتقنيين من وزارة الأشغال العمومية نجاح الرحلة، التي أثبتت قدرة المطار على استقبال طائرات من الحجم الكبير بدلا من الطائرات الصغيرة، المستخدمة في الرحلات الجوية بتبسة في الوقت الحالي. كما سمحت هذه الرحلة التجريبية بالوقوف على إمكانية إعادة تنظيم رحلات نحو الخارج من مطار تبسة مثلما كان عليه الشأن في ثمانينيات القرن الماضي. و قد أحيت تجربة أمس بنجاحها الآمال في تنظيم رحلات من تبسة نحو البقاع المقدسة، وهو المطلب الذي تكرر طرحه على كل مسؤول يزور الولاية، وقال من جهته مدير الأشغال العمومية أن المطار بات جاهزا لاستقبال طائرات من الحجم الكبير، غير أن برمجة رحلات منه إلى الخارج تتطلب دراسة المصالح التقنية المختصة وموافقتها على ذلك. وإذا كان تنظيم تلك الرحلات من شأنه أن يخفف الأتعاب على المواطنين وخاصة منهم القاصدين للبقاع المقدسة، فإن البعض الآخر يمني النفس بمضاعفة الرحلات من مطار تبسة لتقليص الضغط على الطرق نحو العاصمة والولايات الكبرى، غير أن الموافقة على إنشاء تلك الوجهات الجديدة يرتبط أكثر عند المختصين بمدى الجدوى الاقتصادية لتلك الخطوط والرحلات المقترحة نحو الخارج أو الداخل. للعلم أن الرحلة التجريبية للطائرة ضمت تقنيين من وزارة الأشغال العمومية ومديرية المنشآت المدنية و مديرية الطيران المدني، فضلا عن المصالح التقنية للمطار وأجهزة المراقبة. و تجدر الإشارة إلى أن مطار العربي التبسي بتبسة كان قد استفاد من مشروع لإعادة الاعتبار لمدرجه الرئيس، وهو المشروع الذي عرف بعض التوقفات وكلف تجسيده غلافا ماليا يصل إلى 2.34 مليار سنتيم، و قد سمحت تلك العملية التي تأخرت لسنوات بتقوية أرضية المطار ذات الطبيعة الرخوة، و ساهم الانتهاء منها في رفع قدرة هذه المنشأة على استقبال الطائرات في حدود 05 طائرات دفعة واحدة. و معلوم أن مطار تبسة شيد عام 1956 كمطار عسكري على مساحة 02 هكتار و بعد الاستقلال برمجت به رحلات في الثمانينيات إلى مرسيليا بفرنسا، فضلا عن الرحلات الداخلية بقدرة إستقبال نظرية تقارب 45 ألف راكب سنويا.