ميزانية البحث العلمي ضئيلة جدا والمحيط الإقتصادي غير مؤهل تكنولوجيا أكد أمس الأحد، المدير العام للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية بوزارة التعليم العالي عبد الحفيظ أوراغ، بأن الميزانية المخصصة للبحث العلمي في الجزائر المقتطعة من الناتج الداخلي الخام ضئيلة جدا، كما أشار إلى أن المحيط والمؤسسات الإقتصادية غير مؤهلة حاليا للإنتاج التكنولوجي، فيما ذكر ممثل عن سفارة ألمانيابالجزائر، بأن العلاقة بين البلدين استراتجية في مجالات الطاقة والتكنولوجيات الفضائية. وذكر البروفسيور أوراغ، في تصريح للنصر، على هامش الورشات العلمية بين الجزائروألمانيا التي احتضنتها جامعة صالح بوبندير "قسنطينة 03"، بأن الحديث عن تخصيص ميزانيات ضخمة في مجال البحث العلمي غير مؤسس، باعتبار أن ميزانية البحث العلمي لا تتجاوز نسبة 0.08 فقط من الناتج الوطني الخام، مشيرا إلى أنه يجب التفريق بين البحث العلمي القاعدي على مستوى الجامعة و البحث العلمي الإستراتيجي التكنولوجي الذي يقع على عاتق المؤسسات ويهدف كما قال إلى خلق الثروة للإقتصاد الوطني وتطوير التكنولوجيات، مضيفا بأنه لابد "أن نلقي اللوم على الجامعة « التي تقوم كما قال بدورها كهيئة فكرية تكون الطاقات العلمية للمؤسسات، بحسب تعبيره. وتابع المتحدث، بأن المحيط الإقتصادي في الجزائر، غير مهيأ حاليا للتطورات التكنولوجية، حيث يجب على المؤسسات الصناعية أن تؤهل نفسها وتغير ذهنياتها، لأن الإبتكار بحسبه يأتي من المؤسسة ولا يجلب من الخارج، وهو الأمر الذي تسعى مثلما قال وزارة التعليم لترسيخه، من خلال إنشاء مديرية مركزية للتطور التكنولوجي، مشيرا إلى أن مؤسسات سونطراك وسونلغاز، وكذا مجمع إسمنت الجزائر بادرت إلى هذا الشأن، بحسب تعبيره. وأوضح أوراغ، بأن الهدف من هذا اللقاء الألماني الجزائري، هو الإستفادة وتوسيع مجالات التعاون التكنولوجي مع هذا البلد المتطور إقتصاديا وصناعيا، فضلا عن التوصل إلى ماهية الإمكانيات والفرص المتاحة للباحثين والطلبة الجزائريين وكذا سبل التموين لتمكينهم من تربصات في مراكز البحث والجامعات الألمانية، خاصة وأن الجزائر تجمعها كما يضيف علاقات استراتيجة في مجالات البحث في الطاقة و التكنولوجيات الفضائية، مشيرا إلى أن الجامعات الألمانية لها باع واحتكاك ناجح بالمحيطين الإقتصادي والإجتماعي، وهو ما تسعى الوزارة إليه من خلال الإستفادة من هذه التجربة، على حد قوله. وأضاف، بأن الوزارة شرعت في مناقشات واسعة مع جميع الشركاء كما تسعى إلى إبرام إتفاقيات في مجال التبادل التكنولوجي، حيث أوضح بأن العديد منها لم يرقى إلى المستوى المطلوب كما هو الحال مع الجامعات الفرنسية، التي ما يزال التعاون بينهما على المستوى القاعدي و المعلوماتي فقط، عكس ألمانيا التي «نتبادل معها التكنولوجيا»، لكنه أكد بأن الشراكة التكنولوجية النموذجية الحقيقة هي تلك المبرمة مع دولة جنوب إفريقيا، بحسب تأكيده. وقال ممثل السفارة الألمانية، برنالد دراسباخ، خلال افتتاحه لأشغال الورشات العلمية، التي احتضنها معهد تسيير التقنيات الحضرية، بأن بلاده تجمعها علاقات جد إستراتيجية لاسيما في مجالات الطاقة والتكنولوجيات الفضائية، مبرزا بأن ألمانيا منفتحة وتشجع على المزيد من التعاون بين البلدين في جميع المجالات، من خلال نقل خبرات بلده التكنولوجية للشريك الجزائري، وذلك عن طريق الاحتكاك فيما بين الأستاذة والباحثين، مثلما قال. من جهته ذكر البروفسيور أحمد بوراس رئيس جامعة قسنطينة 03، الهدف من هذا اللقاء هو الانفتاح وتقريب وجهات النظر بين أساتذة وباحثين جامعات الشرق الجزائري، مع نظرائهم من الهيئات العلمية والجامعات الالمانية ،فضلا عن البحث عن طرق تمويل واستفادة الأستاذة بالإضافة إلى طلبة الماستر والدكتوراه من دورات تكوينية علمية بألمانيا، مشيرا إلى أن هذه الورشات تعد استمرارية للاتفاقية المبرمة مع الشريك الوكالة الألمانية للتعاون العلمي، في مجال التكوين في الماستر مهني في تخصص التسيير العصري للنفايات، مضيفا بأن مصالحه، تسعى إلى توسيع التكوين في جميع التخصصات، حيث تم الانطلاق بتخصص التقنيات الحضرية وتسيير المدن و الهندسة إلى المعمارية، فضلا عن هندسة الطرائق بفروعها الثلاث، بحسب تعبيره.