توزيع عشوائي للخبز يهدد الصحة العمومية بميلة أبدى العديد من سكان مدينة ميلة استنكارهم لانتشار ظاهرة توزيع الخبز و الهلاليات بشكل عشوائي، مما يجعلها عرضة للأوساخ و الفئران، مما يزيد من خطر تعرض المستهلكين لمضاعفات صحية، و ألقت مصادر من مديرية التجارة باللوم على المستهلكين الذين لا يتعاونون مع الجهات المكلفة بالرقابة للحد من تلك الظواهر، مبرزة عدم تلقيها لأي شكوى في الموضوع. وتعرف مدينة ميلة كل صباح باكر قيام أصحاب المخابز بتوزيع الخبز و الهلاليات (كرواسون)، التي يتم استهلاكها بكثرة مع فطور الصباح، قبل أن يفتح أصحاب المحلات والبقالون محلاتهم، ما يتركها عرضة للأوساخ و للحيوانات و الفئران. أحد السكان بحي الخربة، أكد للنصر أنه شاهد بأم عينيه جرذا وهو يقضم الهلاليات التي كانت موضوعة أمام محل لبيع المواد الغذائية كان مغلقا في الصباح الباكر، و ذكر أنه صار معتادا على رؤية ذلك المشهد كل صباح، أين تجد الحيوانات الضالة و الفئران ضالتها في الخبز و الهلاليات الموضوعة عشوائيا على الأرض، خصوصا و أن الحركة عقب صلاة الصبح تكاد تنعدم بشوارع مدينة ميلة. و أفاد أحد سكان حي 300 مسكن أن القطط غالبا ما تأكل من الحلويات و الهلاليات التي يضعها موزع كل صباح أمام أحد المقاهي بالحي، و هو الشيء الذي قد يعرض العديد من القاصدين لذلك المقهى لتناول فطور الصباح لتسممات أو أمراض جراء ملامسة تلك الحيوانات لتلك الأغذية الواسعة الاستهلاك، كما أشار إلى أن أقبية عمارات الحي تعج بالفئران بالإضافة إلى انتشار القاذورات و الأوساخ، وكلها عوامل تهدد صحة السكان، فما بالك يقول إن اقتربت تلك الفئران من الأطعمة و الهلاليات التي توضع عشوائيا دون وجود ما يمنع الحيوانات عنها إلى حين قدوم صاحب المحل أو المقهى. مصادر من مديرية التجارة ممثلة بمصلحة حماية المستهلك وقمع الغش أكدت أن الظاهرة تترتب عليها مخالفة عدم احترام إلزامية النظافة والصحة، لأنه يمنع وضع مواد غذائية خارج المحل بعيدا عن شروط الحفظ اللازمة، ما يؤدي وفق التنظيمات السارية المفعول إلى قرار بغلق المحل إلى غاية رفع النقائص، والتأكد من ذلك بعد معاينة أعوان المديرية، وأضافت المكلفة بمصلحة حماية المستهلك و قمع الغش لدى مديرية التجارة بميلة أن العديد من المواد الغذائية الأخرى تضع أصحاب المحلات تحت طائلة نفس المخالفة كالبيض وغير ذلك بسبب عدم حفظها وفق الشروط الصحية المطلوبة. أما عن انتشار ظاهرة توزيع الخبز و الهلاليات عشوائيا مما يهدد المستهلك فقالت المتحدثة بأن مصالح مديرية التجارة لم تتلق أي شكوى أو تبليغ من هذا النوع، كما أن أعوان المراقبة لم يسجلوا خلال قيامهم بعمليات المراقبة شيئا بهذا الخصوص، كما أكدت بأن فرق المراقبة موزعة على فترات مختلفة خلال اليوم و تكثف نشاطها بحسب المناسبات، كما هو الحال في شهر رمضان و خلال فصل الصيف أين تتم العملية حتى في الليل. و اعتبرت المتحدثة أن عملية مراقبة المنتوجات الاستهلاكية التي يتم توزيعها صباحا قبل بدء نشاط المحلات صعبة، لأن العون لا يجد أمامه إلا المنتوج موضوعا على قارعة الطريق فيتعذر عليه معرفة المحل أو صاحبه في الكثير من الأحيان، و لهذا يبقى الحل برأي المصدر في يد المواطن الذي يجب عليه التبليغ. و أشارت المكلفة بالمصلحة المعنية أن الأمر يتطلب تضافر الجهود فهناك فرق الأمن و مكاتب النظافة على مستوى البلديات، الذين لهم علاقة مباشرة بالموضوع، و أكدت أن العمل المشترك فيما بين مختلف الجهات يمكن أن يسهل من عملية مكافحة الظاهرة حماية للمستهلك.