يشهد سد فم الغرزة بمدينة سيدي عقبة شرق بسكرة، تراجعا غير مسبوق في منسوب مياهه التي وصلت إلى 1.5 مليون م3 من مجموع طاقة استيعابية التي تقدر بنحو14.5 مليون متر مكعب، و ذلك حسبما كشفت عنه مصالح الري بالولاية، حيث يرجع السبب إلى شح تساقط الأمطار، و هي الوضعية التي لم يشهدها السد منذ عدة سنوات. الأمر، أثار مخاوف الفلاحين بالمنطقة، خاصة و أنه المصدر الوحيد لسقي غابات النخيل، فيما أكد القائمون على القطاع، على أن الكمية المتوفرة حاليا لا يمكن تخصيصها لعملية سقي المحاصيل الزراعية، وهي مخصصة لعملية إزالة الطمي و الشوائب العالقة على مستوى حوض تجميع المياه، في إطار إعادة تأهيله، بحيث يتلقى هذا السد المياه انطلاقا من الوادي الأبيض الذي ينبع من أعالي جبال الأوراس و مختلف الروافد التي تصب في مجرى الوادي بمنطقتي إشمول و آريس بولاية باتنة. ويستغل سد فم الغرزة الذي أنجز سنة 1948، في مجال الري الفلاحي بإقليم الجهة الشرقية من الولاية، بحيث يتم تسخير مياهه لسقي محيطات فلاحية مزروعة بالخضروات والفواكه، وأكثر من 300 ألف نخلة مثمرة موزعة عبر مختلف المناطق، و بهدف التخفيف من حدة الضغط على السد المذكور في مجال السقي ولتحسين الموارد المائية بعد الانخفاض الكبير في منسوب المياه في ظل التوسع المذهل في المساحات المستصلحة بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية التي مكنت الولاية من تغطية السوق الوطنية بنحو 40 في المئة، فقد تدعم القطاع بالولاية حسب مصدرنا، بعدة مشاريع شرع في إنجاز بعضها بعدد من المناطق بالولاية بهدف الحد من أزمة ندرة مياه السقي الفلاحي، وتتمثل هذه المشاريع التي تندرج في إطار المساهمة في تدعيم وتطوير القطاع الفلاحي، في مجموعة من الآبار العميقة وكذا بعض السدود الصغيرة، و في السياق ذاته، تتوقع مصالح الري بالولاية أن تساقط الأمطار في الأيام القادمة، من شأنه أن تكون لها انعكاسات ايجابية لتموين السد بحصص من المياه و استدراك التراجع في منسوبه.