جزارون لم يلتزموا بإشهار بيانات اللحوم الحمراء لم يلتزم العديد من جزاري مدينة قسنطينة بالتعليمة الأخيرة الصادرة عن وزارة التجارة بشأن ضرورة إشهار بيانات اللحوم الحمراء مع بداية شهر رمضان، في وقت تعرف فيه أسعار هذه المادة ارتفاعا مقارنة بباقي أيام السنة. وقمنا باستطلاع في الأسواق المغطاة بوسط مدينة قسنطينة، حيث لاحظنا إقبالا كبيرا على اقتناء اللحوم الحمراء والبيضاء في ثاني يوم من شهر رمضان، رغم الارتفاع المسجل في أسعارها مقارنة بباقي الفترات من السنة، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم المفروم إلى 1300 دينار في شهر الصيام، بينما لم يكن يتجاوز من قبل عتبة الألف دينار على مستوى سوق بطو عبد الله بشارع بلوزداد، بالإضافة إلى باقي اللحوم الحمراء التي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 1400 دينار، على غرار لحم الخروف وأجزاء من لحم العجل، في وقت حافظت فيه أجزاء أخرى على أسعارها الأصلية، بحسب ما أكده لنا بائعون ومواطنون. أما بخصوص إشهار البيانات الخاصة بمنشأ اللحوم ونوعها، فلم نلاحظ أحدا من الجزارين يضعها، باستثناء قلة كتبوا عليها بأنها لحوم محلية إلى جانب السعر. وهو نفس الأمر الذي يُسجل تقريبا على مستوى سوق بومزو بوسط المدينة من ناحية إشهار البيانات، في حين تعرف أسعار اللحوم الحمراء انخفاضا مقارنة بالسوق الأخرى، فالكيلوغرام من اللحم المفروم لا يتجاوز الألف دينار، كما أن أسعار الأجزاء الأخرى من العجل والخروف تباع بأثمان أقل بما يتراوح بين مائة و 200 دينار في الكيلوغرام، فضلا عن أن إقبال المواطنين عليه أكبر من إقبالهم على سوق بطو عبد الله. وأوضح لنا مدير التجارة لولاية قسنطينة، بأن مصالحه قامت بعملية تحسيس لمدة عشرة أيام لإعلام الجزارين بضرورة إشهار بيانات اللحوم الحمراء التي يعرضونها وقد مست ما يقارب 160 جزارا، مشيرا إلى أن العملية تتم من خلال وضع علامة محلي أو مستورد على المنتوج مع تحديد البلد الذي تم استيراده منه في الحالة الثانية، فضلا عن نوعيته إن كان مجمدا أو طازجا، فالعملية برمتها تهدف إلى الحيلولة دون خلط اللحوم الطازجة بالمجمدة بحسبه، لكن محدثنا أوضح بأن مصالح مديرية التجارة ستنتقل إلى مرحلة الردع وتطبيق العقوبات على الذين لا ينفذون التعليمة الصادرة عن الوزارة. وكانت وزارة التجارة قد أفادت في بيان صادر عنها خلال شهر ماي الماضي، بأن الإجراء الخاص بإشهار جميع المعلومات الخاصة باللحوم الحمراء يأتي بعد منحها رخص استيراد اللحوم الطازجة، ويُقصد به حماية المستهلكين وتزويدهم بالمعلومات المدققة والواضحة بما يمنحهم فرصة الاختيار الحر بين المنتجات المعروضة عليهم. من جهة أخرى، يُسجل بالسوقين تهافت كبير على اللحوم البيضاء وخصوصا لحوم الدواجن، التي تعرف أسعارها استقرار محسوسا، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج بين 270 و280 دينارا في سوق «فيروندو»، بينما لا يتعدى عتبة 260 دج بسوق بومزو. أما سعر شرائح لحم الدجاج فتصل إلى حوالي 650 دينارا في السوقين، في حين يبلُغ سعر شرائح لحم الديك الرومي حوالي 700 دينار. كما يُسجل تهافت كبير على باقي الأنواع من اللحوم على غرار أحشاء الدواجن وأكبادها، التي تباع بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأسماك، التي تعرف إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان رغم أن أسعارها مرتفعة جدا، كما يعرض بعض الجزارين أنواعا أخرى من أحشاء الحيوانات، على غرار أمعاء الخراف، التي تشهد إقبالا خلال رمضان بحسب ما أخبرونا به.