فتح الجامع الكبير بعد 3 سنوات من الغلق أعيد، عصر أمس، افتتاح الجامع الكبير بشارع العربي بن مهيدي بوسط مدينة قسنطينة، و ذلك بعد أكثر من 3 سنوات من إغلاقه، فيما لم تنته عملية الترميم التي تواصلت إلى آخر دقيقة قبل إقامة أول صلاة بحضور الوالي كمال عباس، حيث تواصلت الأشغال بعدة أجزاء من المسجد، بالموازاة مع افتتاحه أمام المصلين. و أقيمت الصلاة أمس بمسجد الجامع الكبير لأول مرة منذ إغلاقه سنة 2014، قصد إعادة الاعتبار له في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، و رغم أن الوالي كمال عباس كان قد قرر قبل مدة إعادة افتتاح المسجد رسميا، خلال النصف الثاني من شهر رمضان، غير أن هذا المعلم الديني و التاريخي، و الذي أغلق مطولا لإعادة ترميمه، لم تكتمل به الأشغال بنسبة 100 في المائة، و هو ما وقفنا عليه أمس بالمكان. عندما كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا، و قبل حوالي 5 ساعات من موعد إعادة الافتتاح الرسمي، وصلنا إلى المسجد و تفاجأنا أن الأشغال كانت لا تزال قائمة بالموقع، حيث وجدنا جيشا من العمال منهمكين في الطلاء و تركيب كسوة السقف الخشبية، فيما كانت مجموعة أخرى تعمل على تركيب البلاط و الصنابير داخل «المائضة» التي بدت غير جاهزة تماما و في حاجة إلى الكثير من العمل، و كذلك الأمر بالنسبة للمدخل الجانبي للمسجد. أما قاعة الصلاة فبدت في حلة جديدة، حيث انتهت بها الترميمات و وجدنا العمال يقومون بتركيب آخر «الثريات» بسقفها، و الملاحظ أنه تم المحافظة على الطابع القديم للمسجد، من خلال شكل الأعمدة التي أبقي عليها، فيما تم إحاطتها بأغطية من الخشب و الحبال، كما تم تجديد المحراب برخام رمادي، مع الإبقاء على الأبواب القديمة للمسجد و ترميمها، و كذلك إعادة طلائها بشكل جميل. و أكد مدير الثقافة لولاية قسنطينة أن الأشغال انتهت على مستوى قاعة الصلاة و كذا البهو الذي تم استحداث أجزاء به و تدعيمه بأعمدة جديدة، إضافة إلى إعادة المائضة بشكل كلي، كما أوضح أنه لا بد من الحفاظ على الطابع التاريخي للمسجد من خلال تجديد الأبواب الخشبية، بطريقة تسمح للزائر بمعرفة أنها مرممة، و كذلك بالنسبة للأعمدة و بعض الأجزاء الأخرى، مضيفا بأن العمل سيتواصل على مستوى الواجهة الخارجية، كما ذكر بأن العراقيل الإدارية التي كانت تعيق تقدم الأشغال منذ 3 سنوات، قد تم حلها نهائيا، مضيفا بأن تكلفة الورشة لم تحدد بعد. و كان الجامع الكبير قد أغلق قبل أكثر من 3 سنوات مع عدة مساجد أخرى بوسط المدينة قصد ترميمها، و ذلك في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكن مشاريع الترميم عرفت تأخرا كبيرا و توقفت جميعها بسبب عراقيل إدارية و كذا تقنية، غير أن تدخل الوالي كمال عباس، قبل أشهر قليلة، سمح بحل بعض المشاكل، حيث تم استئناف الأشغال بمسجد حسن باي الذي أعيد افتتاحه قبل شهر رمضان، و كذا بالجامع الكبير.