المشاورات السياسية لن تحقق الإصلاح الحقيقي اعتبر عبد المجيد مناصرة رئيس حركة التغيير الوطني المنشقة عن حركة مجتمع السلم أن الإصلاحات السياسية التي انطلقت من خلال المشاورات ما هي إلا عنوانا كبيرا محتواه صغير على حد تعبيره، مضيفا أن فحوى المشاورات السياسية يعني "قل ما شئت وأنا أفعل ما أشاء". و يرى مناصرة بأن بلوغ الإصلاح الحقيقي لن يتأتى إلا من خلال حوار شامل بين الجزائريين بدل المشاورات لأن هذه الأخيرة يضيف رئيس حركة التغيير لا تعكس المصداقية في جمع جميع القوى للحوار معتبرا أنها قائمة على أساس بيروقراطي. رئيس حركة التغيير الوطني قال أمس في تجمع للحركة بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة لرحيل الشيخ محفوظ نحناح بدار الثقافة بباتنة، بأن حركته ولدت للتغيير في ظل الوضع المتردي داخل البلاد حسب وصفه، مرجعا ذلك لوجود أزمات تعيشها الجزائر. وفي هذا السياق تحدث عبد المجيد مناصرة عن ثلاث أزمات تتخبط فيها البلاد وهي أزمة سياسية وأخرى اقتصادية إلى جانب أزمة الفساد الذي قال بأنه استشرى في جميع القطاعات. وفيما يخص الأزمة السياسية، أوضح المتحدث بأن الاحتجاجات التي تعرفها مختلف القطاعات سواء العمالية أو الطلابية منها، صورة تعكس الفشل السياسي، مرجعا سببها لوجود أزمة سياسية، و مقرا في ذات الوقت بشرعية المطالب التي يرفعها المحتجون. وبخصوص الأزمة الاقتصادية يرى السيد مناصرة أن الجزائر لا تعاني من ضائقة مالية بل على العكس فهي كما يقول تتمتع ببحبوحة مالية لكن الشعب فقير لأن هذه الأموال لا تصله ،واعتبر أن أكبر هاجس في هذه الأزمات ظاهرة الفساد الذي استشرى وأضحى يمس جميع القطاعات ، داعيا السلطة إلى استلهام الدروس من الدول العربية التي خرجت فيها الشعوب للمطالبة بالتغيير. وعلى الرغم من أن رئيس حركة التغيير الوطني وجه انتقاده لطريقة الإصلاح السياسي التي تتم من خلال المشاورات، إلا أنه صرح بأنه مستعد ليدلي بدلوه في حال ما تم استدعاء الحركة للتشاور، مضيفا في رده على أسئلة الصحفيين بأن المقاطعة تنم عن موقف الجهة التي ترفض التشاور، و ذكر بأن حركته حتى وإن لم تحصل على الاعتماد بعد فهي موجودة في الواقع في انتظار أن تمنح لها الشرعية خلال شهر سبتمبر القادم وهي بحسبه ستسير على خطى النهج الذي دعا إليه المرحوم الشيخ محفوظ نحناح من خلال التغيير الهادئ.