توفي الكاتب ووزير الثقافة الاسباني السابق خورخي سيمبرون منذ أسبوع في باريس التي عاش بها أغلب سنوات حياته هو الذي فضل أن يكتب معظم أعماله بالفرنسية حتى بات يحسب على فرنسا. وعرف سيمبرون بمواقفه الإنسانية ووقوفه إلى جانب قضايا العدل والحرية في العالم حيث كان من مؤيدي استقلال الجزائر قبل أن يزورها مع المخرج غوستا غافراس خلال تصوير فيلم z. وعاد إلى الجزائر قبل عشر سنوات خلال التحضير لفيلم لم ير النور كان يعتزم تصويره عن رواية قسم البرابرة لبوعلام صنصال. صاحب "استحالة الصمت" كانا شاهدا على كبرى تمزقات القرن العشرين السياسية وقد استمد منها أعمالا ملفتة في الأدب والسينما. وقد كان وزيرا للثقافة بين عامي 1988 و1991 في حكومة الاشتراكي فيليبي غونزاليس. ولد سيمبرون في العاشر ديسمبر 1923 في مدريد لعائلة بورجوازية تؤمن بالقيم الجمهورية وقد عرف المنفى منذ طفولته. فقد غادر والده المحامي الجمهوري اسبانيا اعتبارا من العام 1936 "وفاء لأفكاره" مع أولاده السبعة متوجها بداية إلى هولندا وبعدها إلى فرنسا. ومن باريس ترسخت لدى خورخي سيمبورن عند سقوط مدريد في ايدي فرانكو في مارس 1939، القناعة بأنه سيبقى دوما "اسبانيا شيوعيا". مع حلول الحرب العالمية الثانية التحق سيمبرون بصفوف المقاومة. وفي سبتمبر 1943 وهو في سن التاسعة عشرة أوقفه الغيستابو ونقله إلى معتقل بوخيفالد النازي. عند تحرير المعتقل في أفريل 1945 اختار سيمبرون "فقدان الذاكرة الطوعي للاستمرار في الحياة". قطع هذا الصمت في العام 1963 مع روايته السردية الأولى "الرحلة الطويلة" وسيعود إلى هذه التجربة الأليمة كذلك في العام 1994 مع "الكتابة أو الحياة". وبعد سنوات قليلة أمضاها مترجما في اليونيسكو في باريس عاد إلى اسبانيا حيث نسق التحرك السري للحزب الشيوعي الاسباني تحت اسم فيديريكو شانسيز. إلا أن خلافات نشأت بينه وبين رئيس الحزب سانتياغو كاريو الذي طرده من اللجنة التنفيذية في العام 1964 بتهمة "التحول عن سياسة الحزب". فكرس وقته بعدها للكتابة بالفرنسية والاسبانية. في العام 1969 حصلت راويته "الموت الثاني لرامون ميركادير" على جائزة فيمينا الأدبية الفرنسية. وقد وضع حوار أفلام "زد" (1969) و"الاعتراف" (لافو 1970) وعمل في السينما مع ايف مونتان والمخرج كوستا غافراس. ق-ث وكالات