بعد صراع مع المرض الفنان هواري عوينات يفارق الحياة و يترك حلما معلقا ووري أمس الفنان هواري عوينات الثرى بمقبرة عين البيضاءبوهران، في جو جنائزي مهيب، حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي والسلطات المحلية المدنية والعسكرية وجمع غفير من الفنانين إلى جانب مشيعين من جمهوره العريض وسكان وهران. توفي عوينات مساء الجمعة عن عمر ناهز 70 عاما ، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وجاءت وفاته بعد أيام فقط عن وفاة عميد الأغنية الوهرانية بلاوي هواري و الممثل عبد الرشيد زيغمي بعد صراع مع المرض. ظلت ابتسامة عوينات المميزة تلازمه إلى غاية أن لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الأمن الوطني في وهران، و اشتهر الفنان خاصة في التسعينات بأغنياته الخفيفة ذات الطابع المغربي التي كان يصاحبها برقصات في نفس الطابع و هو يرتدي اللباس التقليدي، ففرض نفسه في الساحة الفنية و نال إعجاب جمهور عريض لا يزال يردد أغانيه و من بينها «أنا عندي ميعاد» و غيرها. و بالرغم من أن هواري عوينات، المولود في الفاتح من أفريل سنة 1947 بوهران، كان كثير الإقامة في فرنسا لظروف عائلية، إلا أنه لم يغب عن جمهوره بالجزائر من خلال مشاراكاته العديدة في مختلف المهرجانات والتظاهرات الفنية، من بينها مهرجان الأغنية والموسيقى الوهرانية، كما تزامنت وفاته مع فعاليات وعدة سيدي الحسني التي كان ينتظرها للإغتراف من روحانيات الأولياء الصالحين، رموز وهران. مات ولم يحقق أمنية الفرقة الموسيقية لم ترتبط عودة وإستقرار هواري عوينات منذ سنوات بوهران، بعائلته الصغيرة فقط، بل أيضا بعائلته الكبيرة وهي الفن والجمهور، حيث جاء في أولى تصريحاته الإعلامية والتي تناولتها النصر حينها، أنه عاد ليحقق حلما راوده لسنوات، وهو إنشاء فرقة موسيقية تؤدي الفن الوهراني الأصيل و النظيف، وتمكين الشباب من فضاء يجمعهم ويساهم في تكوينهم وإبراز مواهبهم، لكن لم يسعفه العمر لتحقيق ذلك، حيث باغته المرض و نخر جسده إلى غاية أن توفي حاملا معه حلمه، في حين استطاع عوينات تحقيق حلم أداء مناسك العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان من عام 2011، وأعلن اعتزال الغناء. بدأت متاعب هواري عوينات الصحية منذ مدة طويلة عندما كان في فرنسا، حيث عرض على أطباء عدة مرات إلى غاية تشخيص المرض على مستوى الرئتين، وبدأت حينها رحلة العلاج التي فاقت العامين، و انتشر المرض ليتمكن من حلقه، لدرجة أنه أصبح لا يقوى على الكلام، عندئذ عاد هواري لأرض الوطن، وكان يتنقل إلى فرنسا من أجل إجراء التحاليل والمراقبة الطبية في كل مرة، إلى غاية الأشهر الماضية حين تعذر عليه ذلك، بسبب عدم تمكنه من توفير مبالغ مالية للسفر و العلاج، وخلال هذه الفترة تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي خبر وضعه الصحي في فيديو نشرته وسيلة إعلامية يتحدث فيه عن حالته و يناشد السلطات لمساعدته على العلاج، لكنه لم ينتقد أحد، بل اكتفى بترديد وبصوت مبحوح عبارة «راني مسامحكم كلكم»، وظل يقاوم إلى أن تدهورت حالته الصحية ونقل على جناح السرعة إلى مستشفى الأمن الوطني بوهران، أين تم التكفل بعلاجه، وقد أرسل اللواء عبد الغني هامل لجنة للاطمئنان عليه و الحرص على توفير له كل إمكانيات العلاج والراحة، كما زاره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة سامي بن الشيخ الحسين و الشاب خالد و والدته ومجموعة كبيرة من الفنانين الذي ظلوا يتوافدون عليه بالمستشفى إلى غاية وفاته مساء الجمعة، بعد أن انتشرت عدة مرات إشاعات حول وفاته، و كان ابنه نصر الدين يكذبها في كل مرة. هوارية ب انطفاء نجم المناضل و رائد السينما الجزائرية يوسف بوشوشي خطفت يد المنية أمس بالجزائر العاصمة المناضل و المخرج يوسف بوشوشي الذي يعتبر أحد رواد السينما الجزائرية عن عمر ناهز78 عاما ، بعد صراع مرير مع المرض. الفقيد من مواليد سنة 1939ببجاية، و قد التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني و هو في ربيعه 16 ، بعد كان عضوا نشطا في الكشافة، و كان بمثابة مصور لجبهة التحرير في عدة مناسبات من بينها الاحتفالات بعيد الاستقلال ، و كان قد ساهم مباشرة بعد الاستقلال، رفقة مجموعة من عمال مؤسسة الإذاعة و التليفزيون، في مواصلة البث بعد انسحاب التقنيين الفرنسيين. تدرج المخرج يوسف بوشوشي، و هو والد المخرج المتألق لطفي بوشوشي، بمؤسسة الإذاعة و التليفزيون في عدة وظائف منذ سنة 1961 و اكتسب خبرة ميدانية كبيرة و علاقات وطيدة مع مخرجين و فنانين، على غرار مصطفى بديع و إسماعيل مدني. لقد عمل الفقيد كمساعد مصور و مصور رئيسي، ثم كمراسل لنشرة الأخبار، إلى غاية ولوجه عالم الإخراج و كتابة السيناريو و الإنتاج، أول عمل في رصيده عبارة عن فيلم قصير عنوانه «أعالي مناطق الثورة « في سنة 1963 و في سنة 1968 أخرج فيلم «عمر بن الخطاب» و في سنة 1969 أخرج فيلمين وثائقيين هما «حرث الأراضي الملغمة» و « المشاريع الكبرى لأرزيو» و غيرها من الأعمال الأخرى على غرار فيلم «الهجرة»، كما عمل منتجا و مديرا للتصوير سنة 1988في فيلم «تيميمون المولد النبوي الشريف» ثم فيلم «تيميمون آثار و تقاليد» في سنة 1990. و من أشهر البرامج التليفزيونية التي أخرجها يوسف بوشوشي في الفترة بين 1967و 1973»روائع الفن السابع» الذي يعنى بالسينما العالمية و الجزائرية، ثم برنامج «نادي السينما» من تقديم أحمد بجاوي، إلى جانب العديد من الحصص التليفزيونية ، على غرار حصة «أولاد الحومة» و وثائقيات «فانتازيا» . و بعد مغادرته التليفزيون الجزائري في بداية التسعينات، أسس وكالة الفنون السمعية «3أ. في « و واصل من خلالها مساره في الإخراج و الإنتاج الفني، حيث أخرج في سنة 2005 فيلما من 4أجزاء عنوانه «من سيحميكم» من بطولة سيد علي كويرات و في سنة 2006 أخرج 10 أفلام للأطفال تحت عنوان «كليلة و دمنة» و عدة أفلام أخرى و يعتبر «ثمن الحرية» الذي أخرجه في سنة 2007 آخر أعماله. جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كرم المخرج الراحل في سنة 2003 ، تقديرا و عرفانا له و لمساره الفني الزاخر بالأعمال المميزة. و سار على درب فقيد الساحة الفنية الجزائرية، ابنه لطفي بوشوشي الذي أثبت بأنه ورث عن والده النبوغ و التألق في عالم الفن. و يوارى اليوم جثمان المناضل و المخرج يوسف بوشوشي الثرى بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة بعد صلاة الظهر.