عضو بالكونغرس الأمريكي يدعو إلى محاكمة "الناتو" على انتهاكاته في ليبيا بعد أن رفض مجلس النواب الأمريكي تمويل العمليات العسكرية في ليبيا الاثنين الماضي، دعا أمس العضو الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي "دافيد كوسينيتش"، المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة حلف الأطلسي "الناتو"عما اعتبره انتهاكات للقانون الدولي في ليبيا وكذا محاولة اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي بيان لكوسينيتش نقلته وسائل الإعلام الأمريكية أكد هذا الأخير أن دعوته لمحاكمة الناتو جاءت عقب التصريحات العلنية لمسؤولي الحلف بكون القذافي أصبح هدفا مشروعا للعمليات العسكرية، مضيفا أن الحلف يستخدم قرار مجلس الأمن 1973 "كتوقيع على بياض" لتعديل مهمته العسكرية لتتضمن "سياسة الاغتيال" معتبرا استهداف القذافي تجاوزا للتفويض الذي أعطاه قرار مجلس الأمن، وكان كوسينيتش قد أعلن مؤخرا أكثر من مرة عن معارضته الشديدة لعملية الناتو في ليبيا. من جهة أخرى أعلنت كل من كندا وبنما أول أمس اعترافهما بالمجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية في بنغازي كممثل شرعي للشعب الليبي، كما وافقت كندا على تمديد مشاركة قواتها في مهمة الناتو هناك، وأوضح وزير خارجيتها "جون بيرد" أن هذا القرار يندرج في إطار إستراتيجية بلاده في ترسيخ التزامها حيال المجلس الانتقالي، وذلك بعد أن كانت كندا تعتبر المجلس الوطني الانتقالي "محاورا مقبولا" فقط، وحذت بذلك حذو 13 دولة اعترفت حتى الآن بالمجلس الوطني الانتقالي هي فرنسا وقطر وبريطانيا وايطاليا وغامبيا ومالطا والأردن والسنغال واسبانيا واستراليا والولايات المتحدة وألمانيا ودولة الإمارات. ومن جهته أعلن وزير التربية والناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء تونسي الطيب البكوش لوكالة فرانس برس أول أمس الثلاثاء أن حكومة بلاده مستعدة للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، إذا ما تلقت طلبا رسميا بهذا الخصوص، وفي مقابلة مع فضائية الجزيرة مساء الاثنين الماضي قال رئيس الحكومة التونسية الباجي قائد السبسي "سنعترف "بالمجلس الوطني الانتقالي" عندما يطلب منا ذلك"، وقطعت ليبيريا أول أمس علاقاتها الدبلوماسية مع نظام معمر القذافي الذي "فقد شرعيته"، كما أعلنت وزارة الخارجية الليبيرية التي أكدت أنها استدعت سفيرها وطاقمها الدبلوماسي العاملين في طرابلس، وأنها علقت جميع عمليات المكتب الشعبي الليبي "سفارة" في مونروفيا و"أنهت الصفة الدبلوماسية لجميع الدبلوماسيين الليبيين الذين ما زالوا موالين لنظام العقيد معمر القذافي، وليبيريا هي البلد الإفريقي الثالث بعد غامبيا والسنغال الذي يقطع علاقاته مع نظام العقيد القذافي. وفي الوضع الميداني هز انفجاران قويان مساء أول أمس الثلاثاء وسط العاصمة طرابلس التي لم تتعرض خلال ثلاثة أيام لغارات حلف شمال الأطلسي، وذكرت وكالة الأنباء الليبية بعد ذلك أن مواقع مدنية في ضاحية منطقة الفرناج بمدينة طرابلس تعرضت للقصف، وتحدثت عن سقوط جرحى دون أن تعطي تفاصيل إضافية، وقد اشتدت حدة المعارك بين قوات العقيد الليبي والمعارضة في الأيام الماضية على خط الجبهة بين أجدابيا والبريقة حيث قتل21 مقاتلا من المعارضة يوم الاثنين الماضي. وكان البيت الأبيض الأمريكي قد وعد بالرد على منتقدي التدخل العسكري في ليبيا لا سيما المطالبين بتفسيرات مفصلة حول كلفة العمليات وهدفها النهائي، وذلك بعدما حذر رئيس مجلس النواب جون بوينر الرئيس أوباما من مواصلة العملية العسكرية في ليبيا دون الحصول على موافقة الكونغرس على ذلك، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور أنه يتم الإعداد لتوضيح مفصل موجه إلى مجلسي النواب والشيوخ يرد على الأسئلة العديدة المتعلقة بالعمليات في ليبيا، وأضاف أن الرد سيشمل تحليلا قانونيا يظهر أن الإدارة تصرفت بشكل يتوافق مع قانون وضع عام 1973 للحد من سلطات الرئيس في الذهاب إلى الحرب. والأحد المقبل هو اليوم التسعين لبدء القوات الأمريكية تدخلها في ليبيا، وكان بوينر أكد أن الإدارة الأمريكية ستصبح في غضون خمسة أيام في حالة انتهاك لقانون صلاحيات شن الحروب ما لم تطلب وتحصل على الموافقة أو تسحب كل القوات والعتاد من المهمة التي تنفذها في ليبيا.