هنا يلتقي هواة رياضة الروندوني وعشاق الطبيعة يعتبر المعلم السياحي "أزرو نطهور" قبلة للعائلات و الأصدقاء من مختلف ولايات الوطن للتنزه و الترفيه، نظرا لما يزخر به من طبيعة جميلة و مناخ منعش وصحي ، ويعدّ هذا الموقع جوهرة من جواهر جرجرة ومن أشهر المعالم السياحية التي تشتهر بها ولاية تيزي وزو، ويتضاعف الإقبال عليه خلال فصل الصيف مع قدوم المهاجرين، لتسلق قمة هذا الجبل الشامخ بين الصخور و الأشجار المتشابكة الأغصان للاستمتاع بجماله والتقاط صور تذكارية في هذا الفضاء المفتوح على الطبيعة، كما تختاره الجمعيات لتنظيم رحلات استجمامية و ممارسة رياضة "الروندوني". يقع جبل "أزرو نطهور" في أعالي بلدية إيليلتن التابعة إداريا لدائرة إيفرحونان الواقعة على بعد حوالي 80 كلم، أقصى شمال شرق تيزي وزو ، يزيد ارتفاعه عن 1887 م عن سطح البحر، ويستقطب أعدادا كبيرة من السياح والزوار من مختلف ولايات الوطن وخارجها، إضافة إلى المغتربين خاصة خلال هذه الأيام، للتمتع بسحره ولتذوق وعدة "أزرو نطهور" التي تعود إلى قرون خلت، حيث تنظمها ثلاث قرى في المنطقة كل يوم جمعة من شهر أوت، وهي زوبقة، وثاخليجث ناث عتسو، و آث عبد الله، حيث أنه و في كل يوم جمعة يأتي دور قرية من القرى المذكورة ، و تتكفل بتنظيم الوعدة، أو كما تسمى محليا ب"أسنسي". يطلّ الجبل على منظر طبيعيّ مذهل، تحيط به غابات خلّابة تتميّز بانتشار أشجار البلوط فيها و أنواع عديدة من النباتات وينابيع المياه العذبة التي يتوقف فيها الزائر مجبرا لتذوق عذوبتها إضافة إلى الوديان و الأنهار التي يمتد فيها البصر بعيدا ومنازل متناثرة فوق المنحدرات الحجرية الصعبة، تبدو من الأعلى صغيرة جدا. ويُنصح بزيارة هذا المعلم في فصل الربيع أو الصيف ، بسبب الثلوج التي تغطي قممه في فصل الشتاء، حيث يستحيل الوصول إليه نظرا لصعوبة التضاريس وانخفاض درجات الحرارة. و رغم ضيق الطريق المؤدية إليها و كثرة المنعرجات على طوله، انطلاقا من الأربعاء ناث إيراثن أو عين الحمام، إلا أن قوافل من الزوار والسياح و عشاق الطبيعة، تصادفك في كل لحظة من أجل استنشاق هواء نقي و للصعود إلى قمة هذا الجبل الشامخ المعروف في منطقة القبائل و الذي يتمنى كل عابر منها أن يزوره ، لاكتشاف سحره و المشاركة في إحياء عادات و تقاليد الأجداد، لاسيما ما يتعلق ب "أسنسي أزرو نطهور" أي "الوعدة" التي جرت العادة أن تنظمها ثلاث قرى في مثل هذا الشهر من كل سنة. كما يعتبر جبل "ازرو نطهور" مكانا للتقرب إلى الله و الدعاء و التضرع إليه و أخذ النصائح من شيوخ الزوايا، و قد بني فيه مسجد صغير يكتظ بالمصلين، و تكون ساحة المسجد مكانا لتناول الوعدة أو الوجبة التي يأخذها معه كل من يقصد هذا الموقع في الأيام الأخرى للنزهة. جدير بالذكر أن المركز الوطني للبحث ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا و التاريخ قد باشر في عملية جمع معلومات حول هذا المعلم السياحي الذي كسب قلوب الكثير من السياح و عشاق الطبيعة العذراء من أجل تصنيفه.