منظمة حماية المستهلك قلقة من نشاط المربين غير الشرعيين طمأن مختصون في مجالي البيطرة و حماية المستهلك، بأن الجزائر غير معنية بفضيحة البيض الفاسد التي مسّت مؤخرا 16 دولة في الاتحاد الأوروبي، مُعلّلين ذلك بأن بلادنا تعتمد على الإنتاج المحلي، فيما عبّرت المنظمة الوطنية لإرشاد المستهلك عن قلقها بسبب نشاط المربّين غير الشرعيين، الذين يتحكمون في نصف سوق الدواجن، و لم تستبعد إمكانية استخدامهم لمبيد "فيبرونيل» المٌسبب للفضيحة. و في تعليقه على موضع الجزائر من فضيحة البيض الفاسد التي كشفت تقارير إعلامية يوم أمس، أنها امتدت إلى قارة آسيا، قال الدكتور بن عامر و هو مفتش بيطري بمديرية المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة في اتصال بالنصر، «لا توجد أية مشكلة من هذا النوع بالجزائر"، موضحا في هذا الخصوص أن بلادنا تستورد فقط الكتاكيت، و هي عملية أوضح أنها تتم عبر مؤسسات الدولة، مطمئنا بأن مبيد «الفيبرونيل» محظور من الاستعمال في المزارع بالجزائر. من جهته، ذكر السيد بونعاس عبد الغني رئيس مصلحة حماية المستهلك بمديرية التجارة بقسنطينة، أن الجزائر تعتمد على الإنتاج المحلي من البيض، لذلك فهي غير معنية بفضيحة البيض الفاسد بأوروبا، مضيفا أن استخدامه في منتجات تُصدر إلى الجزائر، كالبسكويت مثلا، لن يكون له تأثير على صحة المستهلك، على اعتبار أن عملية التصنيع تتطلب طهي المكونات في درجة حرارة عالية تقضي على الميكروبات، وحتى المايونيز يُفترض أن معالجته تتم بطريقة تسمح بقتل الجراثيم. رئيس المنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك الدكتور مصطفى زبدي، صرح في اتصال بالنصر، أن منظمته قلقة بسبب ما تشهده سوق الدواجن و البيض ببلادنا من اختلالات تم تسجيلها قبل ظهور فضيحة البيض الفاسد بأوروبا، خصوصا، حسبه، و أن 80 بالمئة من مربي الدواجن غير معتمدين، فيما تُغطي منتجاتهم 50 بالمئة من السوق الجزائرية. و ذكر زبدي أن ممارسة نشاط تربية الدواجن بطريقة غير شرعية، يجعل من الصعب معرفة الوسائل و المكونات التي يستخدمها المربون، مضيفا أن ما حدث العام الماضي بالنسبة لتداعيات التسمين العمدي للحوم الأضاحي بمواد محظورة، خير دليل على ذلك. و أوضح رئيس منظمة حماية المستهلك أن الجزائر قد تكون بمنأى عن فضيحة البيض الفاسد في الوقت الحالي، على اعتبار أنها لا تستورد هذا المنتج من أوروبا و تعتمد على المحلي، لكن التعمق، كما قال، في نشاط التربية غير القانونية للدواجن و إخضاعها لمعايير الرقابة الصارمة كالتي تُفرض في أوروبا، قد يكشف عمّا هو أفظع مما حدث في دول الاتحاد الأوروبي، حيث تساءل إن كان البيض المسوق حاليا يخضع للتحاليل المخبرية التي تكشف عن نسب المبيدات و المضادات الحيوية الموجودة فيه، غير مستبعد أن يكون مبيد الفيبرونيل الذي تسبب استعماله في تلويث البيض، مُستخدما من طرف المربين غير الشرعيين لكون نشاطهم غير مراقب، كما طالب زبدي بتنظيم سوق الأدوية البيطرية و مراقبة المبيدات المستعملة في مجالي الفلاحة و تربية الحيوانات. يذكر أن فضيحة البيض الفاسد التي شغلت الرأي العام بأوروبا طيلة الأيام الماضية، طُرحت على خلفية اكتشاف استخدام المادة الفيبرونيل الخطيرة كمبيد حشرات في مزارع الدواجن الهولندية، بهدف معالجة حشرة القمل الأحمر، حيث تبيّن أن نسبها تتجاوز مستوى السلامة الصحية في الاتحاد الأوروبي، و هو ما دفع بالسلطات إلى إتلاف عدة أطنان من البيض الملوث في هولندا و الدول التي استوردته منها.