الجزائر ( 0) – زامبيا (1) رسم سهرة أمس المنتخب الوطني إقصاءه من سباق مونديال روسيا، بتجرعه ثاني هزيمة على التوالي أمام منتخب زامبي «متواضع»، أحسن الاستثمار في تراجع مستوى الخضر، الذين تلقوا بالمناسبة أول خسارة في عقر الديار منذ عشر سنوات. خسارة جاءت مضاعفة بالنظر للدعم الجماهيري الكبير الذي لقيه محرز ورفاقه من قبل جمهور اكتظت به مدرجات ملعب حملاوي، وأصر رغم خسارة لوزاكا بثلاثية على تسجيل الحضور ودفع كتيبة الخضر لتحقيق الانتصار ورد اللاعبين الاعتبار لأنفسهم قبل محبيهم، غير أن منتخبنا عجز عن مصالحة أنصاره، وإهدائهم فوزا معنويا يعيد الأمل. خيبة الأمل لم تكن للنتيجة الفنية بقدر ما كانت للأداء الباهت للاعبينا على مدار التسعين دقيقة، ولتأكيد الناخب الوطني محدوديته في قيادة منتخب يطمح لاستعادة أمجاده على المستوى القاري، ليخرج اللاعبون تحت تصفيقات الجمهور الذي قدم له بن سبعيني وسوداني وبراهيمي والبقية اعتذاراتهم في صورة ستظل عالقة بالأذهان لفترة طويلة. بداية المباراة كانت قوية من جانب المنتخب الوطني، الذي دخل مباشرة في صلب الموضوع، وحاول فرض طريقة لعبه، رغم عدم أهمية نقاط المباراة بالنسبة له، عكس المنتخب الزامبي، الذي كان يلعب كامل حظوظه من أجل التأهل إلى مونديال روسيا 2018، غير أن الحضور الجماهيري الكبير، الذي فاق كل التوقعات انعكس إيجابا على أشبال الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، الذين هددوا مرمى الحارس مويني في مناسبتين متتاليتين، عند الدقيقتين 8 و 9 عن طريق كل من بن غيث وسوداني، اللذين جربا حظهما من بعيد، ولكن دون جدوى، وهما المحاولتان اللتان أدخلتا رفقاء محرز أكثر في أجواء المباراة، وسط تفاعل كبير من جمهور حملاوي، الذي دفع بالتشكيلة نحو الأمام، بغية افتتاح باب التسجيل. وبعد هجمة منظمة من الجهة اليمنى، قادها المتألق عطال يوسف قبل أن يعرقل داخل منطقة العمليات، ما جعل الحكم المالي كايتا لا يتوانى في الإعلان عن ضربة جزاء أخفق العائد رياض محرز في تحويلها إلى هدف السبق، بعد أن تصدى لها الحارس الزامبي ببراعة. وبعد تضييع محرز ضربة الجزاء، اكتسب الزوار ثقة أكبر في النفس، حيث خرجوا من قوقعتهم، معتمدين على الهجمات المعاسكة، التي لم تشكل أي خطورة على مرمى مبولحي، هذا الأخير ندب حظه، بعد أن تعرض إلى إصابة أجبرته على مغادرة أرضية الميدان عند د21، تاركا مكانه للحارس صالحي، الذي سجل أول مشاركة له مع المنتخب الوطني الأول، ليتمركز بعد ذلك اللعب في وسط الميدان، مع تسجيل بعض المحاولات العشوائية من طرف لاعبي الخضر، الذين اعتمدوا على الكرات الثابتة، التي كادت إحداها أن تكلل بهدف في د35 عن طريق محرز، الذي وزع الكرة على شكل تسديدة، لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي، وسط تصفيقات الأنصار على اللاعبين رغم المردود غير الجيد المقدم من طرف رفاق براهيمي. المرحلة الثانية سارت عكس سابقتها، حيث عرفت استفاقة المنتخب الزامبي، الذي كان أخطر من المنتخب الوطني، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول لمسة المدرب ألكاراز، التي لم تظهر في كل مبارياته، سواء مع المنتخب المحلي أو المنتخب الأول، رغم إقدامه على إجراء تغيير اضطراري مع انطلاق الشوط الثاني، بعد إصابة عطال، الذي نقل على جناح السرعة إلى المستشفى، مع تحويل منصب بن غيث إلى مدافع أيمن، وإعادة بن طالب إلى وسط الميدان الدفاعي، وتمكن المنتخب الزامبي بعدها من افتتاح مجال التهديف في د66، عن طريق المهاجم داكا، مستغلا خطأ فادحا على مستوى محور الدفاع، وهو الهدف الذي أغضب كثيرا جمهور حملاوي، الذي شتم الرئيس زطشي، قبل أن يعود ويصفق للاعبين، في محاولة لدفعهم نحو تعديل النتيجة، غير أن العكس كاد أن يحدث عند د68 ، حيث كاد داكا أن يضيف الهدف الثاني، بعد تهاون غير مبرر من بن سبعيني، الذي لم يكن في يومه، لتعرف الدقائق المتبقية رد فعل محتشم من طرف لاعبي المنتخب الوطني، الذين سقطوا في فخ التسرع، ولم يعرفوا الطريق نحو مرمى المنافس، لتنتهي المواجهة بخسارة أخرى للخضر، الذين فقدوا الكثير من بريقهم، وأصبحوا في متناول حتى المنتخبات الضعيفة، ولن تمر خسارة زامبيا مرور الكرام على مسؤولي الإتحادية الجزائرية، حيث سيحاولون طلب تفسيرات من الناخب الوطني لوكاس ألكاراز خلال الاجتماع المرتقب اليوم. بورصاص. ر قالوا... قالوا... قالوا... ياسين براهيمي/ أهدرنا الفوز في المرحلة الأولى « لقد لعبنا من أجل تحقيق الفوز، وقمنا بمجهودات كبيرة، غير أننا فشلنا في مسعانا رغم أن المنافس كان في متناولنا. واعتقد بأننا ضيعنا الفوز في الشوط الأول، قبل أن نهدي الانتصار للمنافس في المرحلة الثانية. علينا نسيان هذا الإخفاق والتركيز على قادم المحطات في كأس أمم إفريقيا، مع ضرورة استخلاص العبر من فشلنا». سفير تايدر / ارتكبنا نفس الأخطاء « اعتقد بأن هذه الهزيمة كان بإمكاننا تفاديها لو لا بعض الأخطاء التي لم نتخلص منها إلى جانب نقص التحفيز، بعد خروجنا المبكر من تصفيات المونديال. وقد عملنا على تدارك خسارة الذهاب، لكن سوء الحظ وعوامل أخرى حالت دون بلوغ هدفنا». هلال سوداني/ لا نستحق الخسارة « في اعتقادي كنا نستحق نتيجة أفضل، بالنظر للمردود العام خاصة في المرحلة الأولى التي أهدرنا فيها الانتصار. وبكل تأكيد تضييع ركلة الجزاء، كان منعرج اللقاء، ولو أن ذلك يدخل في قواعد اللعبة. علينا التركيز والتفكير في الاستحقاقات القادمة، مع جعل اللقاءات المتبقية في تصفيات المونديال محطة للتحضير لكأس أمم إفريقيا. رامي بن سبعيني/ غياب التحفيز وراء الهزيمة « لعبنا دون تحفيز بعد تأكدنا من إقصاء الخضر، عكس منافسنا الذي تهمه النتيجة، حيث عمل كل ما بوسعه للعودة بالنقاط الثلاث. ومهما يكن، فإن هذه النتيجة لن تزيد أو تنقص في شيء طالما أن مصيرنا معروف مسبقا. لكن علينا حفظ الدرس وتصحيح الأخطاء مع إدخال التعديلات اللازمة لتحقيق الأحسن». رياض محرز /الفعالية خانتنا وأعتذر لتضييع ركلة الجزاء « أرى بأن الفعالية كانت غائبة، إلى جانب اللياقة البدنية التي خانت اللاعبين. اعتذر لتضييع ضربة الجزاء التي كان بإمكانها أن تشكل منعرج المواجهة، ولو أن الفشل تتقاسمه المجموعة التي لم تكن في يومها لعدة أسباب أبرزها غياب التحفيز في ظل إقصاء المنتخب الوطني من السباق. ومهما يكن، علينا نسيان الهزيمة ولعب اللقاءات المتبقية دون أي ضغط وجعلها مناسبة لتحضير الكان». مويني(حارس منتخب زامبيا)/ كنا أكثر رغبة في الفوز « بكل تأكيد كنا أكثر تحفيزا ورغبة في الفوز، وعرفنا كيف نسير اللقاء من خلال تجميد اللعب في الشوط الأول وفق تعليمات المدرب، مع الرفع من ريتم اللعب في المرحلة الثانية التي تمكنا من الوصول فيها إلى شباك الجزائر. أرى بأن ضربة الجزاء التي تصديت لها شجعت اللاعبين وبعثت الأمل في نفوسهم وجعلتهم يؤمنون أكثر بقدراتهم وحظوظهم. لذلك، أقول بأننا لم نسرق الفوز الذي سيمنحنا فرصة البقاء في السباق ومزاحمة نيجيريا». أصداء ... أصداء ... أصداء الجمهور تضامن مع سوداني ومحرز انبهر بالأجواء عبر الجمهور عن تضامنه مع العربي هلال سوداني، الذي ظهر في غاية الاستياء خلال مباراة الذهاب بلوزاكا، بعد أن أقدم الناخب الوطني على تغييره مطلع الشوط الثاني، في الوقت الذي انبهر اللاعبون بالأجواء الرائعة التي صنعها الأنصار فوق مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، من خلال التواجد بأعداد جد غفيرة، وصنع لوحات فنية رائعة، جعلت نجم الخضر رياض محرز يأخذ عديد الصور الفوتوغرافية للذكرى، رفقة رشيد غزال الذي فضل تخليد هذه الصور الرائعة. اللاعبون دخلوا الملعب تحت التصفيقات تفاجأ رفقاء براهيمي بالاستقبال المميز الذي خصصه لهم الجمهور الحاضر لدى اقتحامهم أرضية الميدان على الساعة السابعة و7 دقائق وذلك بعد خروج المنتخب الضيف، حيث تحرروا من الضغط النفسي عند نزولهم إلى المستطيل الأخضر، خاصة بعد أن ردد الأنصار وبصوت واحد ومرتفع «وان تو ثري فيفا لالجيري». الاستقبال هذا بعث روح التحدي في نفوس اللاعبين وأنساهم نكسة لوزاكا، بعد أن كانوا ينتظرون رد فعل سلبي بتحريض من جهات معينة، وهذا من خلال السب والشتم والإساءة المعنوية. وبذلك يكون جمهور قسنطينة قد أعطى درسا في الوفاء للمنتخب الوطني، وأكد بما لا يدع مجالا للشك على امتلاكه ثقافة المناصرة. الأنصار يتفاعلون مع الاغاني التشجيعية تفاعل الجمهور العريض الذي توافد على مدرجات ملعب حملاوي مع أغاني المنتخب الوطني، التي كانت تذاع عبر مكبر الصوت إلى درجة أن المشهد تحول إلى عرس حقيقي، ما أنسى الأنصار مرارة خسارة الذهاب والخروج المبكر من التصفيات، فرقص البعض منهم، فيما فضل البعض الآخر ترديد الأغاني التي دوت الملعب مصحوبة بالمقولة « وان تو ثري فيفا لالجيري». 110 مناصرين زامبيين بالمدرجات خصصت لجنة التنظيم جناحا خاصا بالملعب لأنصار المنتخب الزامبي البالغ عددهم 110 مناصرين، وذلك على يمين المنصة الشرفية وسط تنظيم محكم وعناية خاصة. وقد عبر هؤلاء المشجعين عن ارتياحهم للاستقبال الجيد والوسائل المسخرة من أجل ضمان حمايتهم وتوفير لهم الأمن اللازم. حضور مميز لكالوشا بواليا من ضمن الوجوه البارزة التي حضرت المواجهة اللاعب السابق لمنتخب زامبيا كالوشا بواليا، الذي سبق وأن ترأس اتحاد الكرة لبلاده. وهو ما يجسد أهمية المباراة وقيمة الرهان بالنسبة للمنتخب الضيف. بواليا أبدى إعجابا كبيرا بالأجواء التي طبعت الملعب والإقبال الجماهيري الذي أدهشه متسائلا عن دوافع حضور عشاق الخضر بهذا الشكل رغم الإقصاء من تصفيات كأس العالم. المنتخب الزامبي أول النازلين إلى أرضية الميدان حل منتخب زامبيا بالملعب في حدود الساعة السابعة، ليكون أول من يدخل أرضية الميدان وسط دهشة لاعبيه للأجواء السائدة، حتى أنهم سارعوا إلى التقاط صورا تذكارية، تعبيرا عن إعجابهم بالمنظر الذي اكتشفوه بملعب حملاوي وتفاجئهم بالإقبال الجماهير القياسي. شاشة عملاقة خارج الملعب أمام استحالة دخول جميع الأنصار الذين قصدوا ملعب الشهيد حملاوي مساء أمس، حيث أن المدرجات لم تتسع للأعداد الغفيرة التي أبت إلا أن تسجل حضورها على المدرجات، قامت الجهات المنظمة بنصب شاشة عملاقة خارج الملعب (بساحته) لتمكين من لم يسعفهم الحظ بالتواجد على المدرجات من متابعة اللقاء وسط أجواء رائعة وتفاعلية.