وزير الصحة يدعو جمعيات الأولياء للمشاركة في إنجاح عملية التلقيح حذر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي أمس من التداعيات الخطيرة للحصبة والحصبة الألمانية على صحة الأطفال، معلنا عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية واسعة لتوعية الآباء بضرورة تلقيح أبنائهم، بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية وكذا جمعيات أولياء التلاميذ، مبررا النقص الذي تعاني منه الصحة المدرسية والجامعية بقلة عدد وحدات الكشف الذي لا يتجاوز 2000 وحدة على مستوى 48 ولاية. وشدد وزير الصحة في الملتقى الذي تم تنظيمه أمس حول موضوع الصحة المدرسية والجامعية بمشاركة مسؤولين بالقطاعين، أن وزارة الصحة ستعمل من خلال إطاراتها على التوعية بالنتائج الإيجابية لعملية التلقيح التي تخصص سنويا لفائدة المتمدرسين، لحمايتهم من الشلل الناجم عن الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية، معلنا عن التحضير لحملة توعوية وتحسيسية قبل الشروع في عمليات التلقيح التي ستنطلق رسميا منتصف شهر أكتوبر المقبل عبر الوحدات الصحية، مؤكدا أن الأمر يتعلق بحماية صحة المواطنين، وأبدى السيد حسبلاوي في سياق متصل ارتياحه لارتفاع النسبة الإجمالية لتلاميذ السنة الاولى ابتدائي الذين استفادوا من التلقيحات الموسم الماضي، إذ بلغت أزيد من 94 بالمائة. وبرر الوزير النقص الفادح المسجل على مستوى الصحة المدرسية والجامعية، بالعدد المحدود للوحدات الصحية الذي لا يتجاوز وطنيا 2000 وحدة، مقابل وجود أزيد من 27 الف مؤسسة تعليمية، وأزيد من 9 ملايين تلميذ، موضحا في تصريح هامشي أن فتح وحدات صحية جديدة يتطلب أولا تكوين العنصر البشري، قائلا إن تكوين طبيب مختص يتطلب مدة لا تقل عن 13 عاما مع ضرورة تمكينه من خبرة في المجال، وفي رده على سؤال آخر يتعلق بالاعتداءات التي تطال الأطباء والممرضين من قبل بعض المرضى وذويهم، بحجة سوء التكفل بهم وفق ما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي، قال الوزير إنه بإمكان الطبيب رفع دعوى قضائية لدى العدالة في حال الاعتداء عليه، كما يحق للمريض التعبير عن امتعاضه من تردي الخدمات الصحية، ورفع شكوى لدى القضاء أو التوجه لدى مجلس أخلاقيات المهنة، لكن لا يحق له أبدا السب والشتم والتعدي على الطبيب الذي يبقى دائما حكيما، وفق ما يصطلح عليه المجتمع. ودعا وزير الصحة في سياق متصل إلى ضرورة استحداث وحدات جديدة للتشخيص والمتابعة والطب الوقائي في الوسط المدرسي والجامعي، مصرا على أهمية مواصلة الجهود التي تقوم بها الدولة للنهوض بالصحة المدرسية والجامعية، بفتح مرافق جديدة وتدعيمها بفرق طبية مختصة في مجالات مختلفة، أهمها طب الأسنان والجراحة وكذا الطب النفسي، إلى جانب ممرضين، بهدف ترقية الصحة المدرسية والجامعية، وأضاف المصدر أن المدرسة والجامعة تتحملان قسطا هاما من المسؤولية في الحفاظ على صحة التلاميذ والطلبة، بتوفير الرعاية لهذه الشريحة من المجتمع طيلة مسارها التعليمي، إلى غاية التخرج والحصول على الشهادة، فضلا عن ضرورة توعية الطلبة والتلاميذ بضرورة انتهاج السلوكات الإيجابية للحفاظ على الصحة. واشاد السيد حسبلاوي بالجهود التي بذلتها وزارتا التربية الوطنية والتعليم العالي من أجل ترقية الصحة المدرسية والجامعية، من خلال وضع برنامج وطني سمح بتسجيل نتائج إيجابية عدة، مذكرا بان الشراكة ما بين وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي تمت ترجمتها على أرض الواقع بإنشاء 1829 وحدة للتشخيص والمتابعة موزعة على مختلف الولايات، ويسهر على تأطيرها 2264 طبيبا، و2048 طبيبا جراحا، و 1779 طبيبا نفسانيا، إلى جانب 2479 ممرضا، كما أحصى الوزير وجود 380 وحدة مختصة في الطب الوقائي، وسمحت هذه المرافق بفحص أزيد من 8 ملايين تلميذ السنة الماضية، وهو الإجراء الذي تقوم به وزارة الصحة سنويا عند انطلاق كل موسم دراسي جديد، للحفاظ على صحة الأفراد، كاشفا أيضا عن معاينة أزيد من 86 الف طالب جامعي.