إسدال الستار على مهرجان الأغنية الشاوية بعد أربعة أيام من المنافسة الشديدة بين الفرق الفنية، أسدل مساء أول أمس الستار على فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان المحلي الثقافي للموسيقى والأغنية الشاوية الذي احتضنته قاعة سينماتيك بمدينة خنشلة، بعد تتويج ثلاث فرق تؤدي الطابع الشاوي و هي فرقة أسيرم العصرية من بلدية الحامة بخنشلة و فرقة أسيرن الأوراسية من باتنة و فرقة إيزوران من خنشلة. المهرجان استقطب جمهورا غفيرا و تميز بأجواء فنية بهيجة، و قد أحيت سهراته كوكبة من الفنانين الشباب الذين أدوا الأغنية الشاوية العصرية وبعض الفرق الفلكلورية و المطربين الذين تداولوا على المنصة لتقديم فقراتهم التي تفاعل معها الحضور. و في ختام التظاهرة أعلنت لجنة التحكيم التي يترأسها أستاذ الموسيقى فريد رباح ،عن الفرق الثلاث الفائزة بالمراتب الأولى التي تؤهلها للمشاركة لاحقا في المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية المزمع تنظيمه بولاية تمنراست في شهر ديسمبر القادم. و قد فازت بالجائزة الأولى المتمثلة في مبلغ مالي قدره 150 ألف دج فرقة أسيرم العصرية من بلدية الحامة بولاية خنشلة، والجائزة الثانية و هي 120 ألف دج من نصيب فرقة أسيرن الأوراسية من باتنة، أما الجائزة الثالثة و تتمثل في مبلغ 100ألف دج، فافتكتها فرقة إيزوران من خنشلة، و قد تم تكريم في ختام المهرجان كافة الفرق الفنية المشاركة.الطبعة التاسعة من المهرجان المحلي الثقافي للموسيقى و الأغنية الشاوية، حسب محافظ المهرجان عبد الوهاب بن زعيم، حققت نجاحا كبيرا ، خصوصا وأنها سطرت برنامجا أكاديميا متنوعا، يتمثل في الورشات المفتوحة التي أشرف عليها وأطرها مختصون في الموسيقى والفنون الغنائية، و التي مكنت من اكتشاف مواهب شابة كانت مفاجأة المهرجان، كما هو الحال بالنسبة للبرعم أسامة نصابة، 14 سنة، الذي أبهر الحضور بصوته الشجي خلال أدائه لأغنية ثورية من عمق الأوراس عنوانها «سمحيلي يالميمة» بموسيقى عصرية ، بالإضافة إلى اكتشاف الشاب أمير زردوم، 17 سنة، الذي تألق في الأغاني العصرية التي أداها. ولعل أهم حدث ميز الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي للموسيقى و الأغنية الشاوية هو الاحتفاء الكبير بعميد الأغنية الأوراسية الفنان القدير قدور اليابوسي الذي كرمه والي الولاية في مشهد مؤثر، كان له أثر كبير على الفنان المهمش، بعد أن هيمن على الساحة الفنية أناس لا علاقة لهم بالفن، وهمهم الوحيد استغلال الفرص والاستحواذ على المشهد الثقافي و إبعاد كل فنان حقيقي حتى يفسح لهم المجال. اليابوسي ومهما كان التكريم الذي حظي به من قبل والي الولاية كمال نويصر، الذي تأثر كثيرا لما آل إليه حال هذا الفنان، فقد اعتبر لحظة التكريم بمثابة ميلاد جديد له و بداية أخرى في آخر ما تبقى له من العمر، على أن يحظى بتكريم آخر من مديرية الثقافة، اعترافا وتقديرا له لما قدمه للأغنية الأوراسية التي يعتبر رائدها وعميدها دون منازع، حسب شهادة الفنانين الذين يعتبرونه مدرسة وصوت فنيا لن يتكرر في المستقبل.و قد حظي اليابوسي أثناء تكريمه بتغطية إعلامية مميزة من الصحافة المكتوبة و كذا المسموعة والمرئية التي نقلت كلها لحظات تكريم هذه القامة الفنية التي كان الفضل في إعادتها إلى الواجهة لجريدة النصر التي نبشت في حياة الفنان و تابعت خطواته و كل فصول معاناته منذ قرابة السنتين .