الروائي البريطاني- الياباني «كازوو إيشيغورو» يفوز بنوبل للآداب فاز الروائي الياباني المولد والبريطاني الجنسية «كازوو إيشيغورو»، بجائزة نوبل للآداب لعام 2017، في مفاجأة باتت تتكرر كل عام، لاسيما بعد انتظار فوز عدة أسماء بارزة في عالم الأدب، لكنها لم تحظ إلى الآن بهذه الجائزة برغم الانتقادات التي توجه إلى لجنة الإختيار. وأثنت الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة على الكاتب، حيث قالت إنه ككاتب "قد عرى في رواياته التي تتسم بقوة عاطفية عظيمة، الخواء الكامن تحت شعورنا الواهم بالعلاقة بالعالم"، كما قال إيشيغورو البالغ من العمر 62 عاما، إن في الجائزة "إطراء مذهل وأنه شرف عظيم لي لأن الجائزة تعني في الأساس أنني أسير على خطى المؤلفين الكبار، فهذا ثناء رائع". ولد كازوو إيشيغورو، في الثامن من نوفمبر من سنة 1954 بمدينة ناغازاكي باليابان، ثم هاجرت عائلته إلى المملكة المتحدة، عندما كان في الخامسة من عمره، ولم يعد لزيارة وطن مولده إلا عندما أصبح بالغا و خلال السبعينيات، تخرج إيشيغورو من قسم الإنجليزية والفلسفة بجامعة كانت، قبل أن ينتقل لدراسة الكتابة الإبداعية بجامعة «إيست أنغليا ثم نال الماجستير في الكتابة الإبداعية عام 1980 كما حصل على الجنسية البريطانية عام 1982 اشتغل إيشيغورو في الكتابة منذ سنة 1982، التي عرفت صدور روايته الأولى «التلال بألوان شاحبة»، لينشر بعدها بأربعة أعوام روايته الثانية «فنان في عالم طاف»، حيث تشكل ناغازاكي سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، مسرح أحداث كل منهما، كما تحضر المواضيع التي اهتم بها الكاتب كثيرا في أعماله، وهي الذاكرة والزمن وأوهام الذات، ومن أكثر رواياته شهرة «بقايا يوم»، و»لا تدعني أرحل أبدا»، اللتان تحولتا إلى فيلمين سينيمائيين ونالتا نجاحا كبيرا.». وتتميز نصوص إيشيغورو بأسلوب كتابة مقيد وحذر وشديد الإقتصاد. و يقول الكاتب الراحل طلعت الشايب، الذي ترجم أشهر أعماله بقايا يوم إلى العربية و تحصل على جائزة البوكر مان لعام 1989، بأن إيشيغيورو لا يقدم التفاصيل الضرورية، إنه كثيرا ما يقول أشياء وهو يعني أشياء أخرى، كتبه خليط من من الاستعارات المنفصلة والتلميحات والتشبيهات والتداخلات الغامضة بين الشخصيات، كما يبرز بأنه كاتب مدهش في تقديم شخصيات ثانوية تحيط بأبطاله فتبرزهم عن طريق العلاقة التي تربطهم معا، كما نقل موقع جائزة نوبل بأن الكاتب متحرر من أي نوع من الأحداث الدائرة، لكن روايته الأخيرة لا تخلو في نفس الوقت من الصور الخيالية، كما قدم في عمله «لا تتخل عني أبدا» الصادر سنة 2005، ديكورا باردا من الخيال العلمي، ويمكن أن نجد في هذا العمل أيضا على غرار بقية الأعمال، العناصر الموسيقية. وتعتبر مجموعته القصصية «مقطوعات حالمة: خمس قصص عن الموسيقى والأفول»، واحدة من كتبه التي يظهر فيها تأثره بالموسيقى، التي تلعب فيها دورا هاما في تصوير العلاقات بين الشخوص. وفي روايته الأخيرة «العملاق المدفون» الصادرة قبل سنتين، يسافر زوجان مسنان إلى مكان قديم أملا في إعادة لم الشمل مع ابنهما البالغ الذي لم يرياه منذ سنوات. تغوص هذه الرواية بطريقة حركية في العلاقة بين الذاكرة والنسيان وبين الماضي والحاضر وبين الخيال والواقع. وقد تلقت الأكاديمية السويدية 240 مقترحًا بترشيحات للفوز بجائزة نوبل للآداب لعام 2017، ووافقت عليها، ، كما كانت الأسماء أكثر توقعا لنيل هذه الجائزة لهذا العام، هو الكاتب الأمريكي فيلب روث، والياباني هاروكي موراكامي، أما الإسم الثالث فهو للكاتبة الكندية مارغريتأنوود.