تقديم محاضرتين باللغة الأمازيغية لأول مرة تنظم وحدة البحث حول الترجمة والمصطلحية التابعة لمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية «كراسك» بوهران، أول ندوة دولية تتناول مسألة «الترجمة وممارساتها بين التكوين و التحيين»، يومي 28 و29 نوفمبر الجاري بالمركز، و لأول مرة أيضا سيتم تقديم محاضرتين باللغة الأمازيغية، باعتبارها لغة وطنية مكرسة دستوريا. الندوة ستحضرها وجوه أكاديمية مختصة في الترجمة، على رأسها الدكتورة إنعام بيوض و سعيد بوطاجين وغيرهما، و أشرفت على تحضير هذا الموعد العلمي الأكاديمي الدكتورة أقيس كلثومة التي نصبت مؤخرا مديرة لوحدة البحث حول الترجمة. بين الأمانة و الخيانة، تتأرجح الترجمة من المصدر و الترجمة و الهدف، في هذا الإطار ستندرج أغلب المحاضرات المبرمجة على مدار يومين خلال فعاليات أول ندوة دولية حول « الترجمة وممارستها بين التكوين و التحيين». و الملفت في محاور الندوة هو تركيزها على الترجمة في ميادين التخصص، خاصة منها القضائية، ففي معظم الأحيان عندما يتقدم مترجم لمساعدة متهم أمام القضاء من أجل تسهيل مهمة التقاضي، يجد صعوبة في ترجمة المصطلحات القانونية، و منهم من يلجأ لتقريب المعنى ومنهم من يعيد صياغة السؤال كاملا لتقريب الفكرة، سواء للمتهم أو للهيئة القضائية.و خلال ممارستنا الصحفية في المحاكم لاحظنا بأن بعض القضاة المتمرسين، يساعدون المترجم على ترجمة بعض المصطلحات، ويبدو أن الأمر لا يخص العدالة فقط، بل نجده أيضا في الميدان الطبي، خاصة ترجمة التقرير الطبي فإذا كان المريض في الجزائر يحتار في تفسير تقرير طبي ويضطر لعرضه على عدة أطباء، لكي يجد جوابا مقنعا، فإن الأمر اليوم أصبح أكثر تعقيدا مع توجه العديد من المرضى إلى الخارج، مما يتطلب ترجمة تقاريرهم الطبية التي يجب أن تؤدي إلى تشخيص دقيق للمرض و ليس وصفا سطحيا. وفسر البيان المرفق ببرنامج الندوة الذي تلقت النصر نسخة منه، أهمية التركيز على بعض الإختصاصات، حيث يعتبر المنظمون أن هناك عدة مؤثرات قد تؤدي دورا في توجيه عمليات الترجمة، منها مؤثرات إيديولوجية و ثقافية و سياسية و حتى عقائدية، وهذا وفق ذات البيان، ما ينتج عنه نوع من الإقصاء الذي تفرضه هذه الهوامش، لتبرز في هذا الصدد ثنائية الأمانة المستحيلة و الخيانة الميسورة، وفق إحدى المحاضرات التي ستقدمها الدكتورة جازية فرقاني، لذا فإن التخصص أصبح حتمية لنقل المعرفة، دون إخلال بالمعنى، وهنا سيعالج أحد المحاور مسألة المترجم العصامي ومدى تحكمه في المصطلحات و المعاني، و كذا كيفية محافظته على الأمانة خلال الترجمة، كما سيطرح محور حول الترجمة المستحيلة، كون أن هناك نصوص غير قابلة للترجمة و يجب التعامل معها بلغتها الأصلية. و بعيدا عن النصوص العلمية والتقنية، ستطرح إحدى المحاضرات ترجمة النصوص المولدة من الرواية العالمية «هاري بوتر». على مدار يومين ستقدم 26 محاضرة من طرف أساتذة مختصين، و ستتبع تلك المداخلات بنقاشات من شأنها التوصل لتضييق الفجوة العلمية بين الأمانة و الخيانة في الترجمة، و الحرص على تكوين مترجمين متخصصين في بعض المجالات، لتجاوز العقبات التي تحد من تسهيل التواصل بين الشعوب.