سهرة بمدرجات شاغرة والجمهور يغادر دار الثقافة لحظة اعتلاء عبد الرؤوف الرّكح تميّزت السهرة الرابعة للمهرجان الوطني الثقافي لموسيقى الشباب الذي تحتضنه أم البواقي بعزوف الجماهير عن الذهاب لملعب زرداني حسونة الذي عرفت مدرجاته شغورا شبه كلي عند انطلاق الفرق المبرمجة هذا في الوقت الذي غادر جمهور درا الثقافة نوار بوبكر الذي كان غفيرا القاعة مباشرة عند اعتلاء الفنانة حسيبة عبد الرؤوف المنصة. على مستوى ملعب زرداني انعكست الأجواء المشحونة التي عرفتها سهرة لطفي دوبل كانون والتي شهدت عشرات الإصابات سلبا على الإقبال الجماهيري الذي عزف منذ الدقائق الأولى ولم يقصد الملعب بالنظر لما آلت إليه السهرة السابقة، من جهة أخرى عرف ركح ملعب زرداني حسونة انطلاقة الفرقة المبرمجة أولا ويتعلق الأمر بفرقة إثران أو فرقة الإخوة فراح التي تغنت بكامل الطبوع التي تضمنها ألبومها الجديد «نيو تيندي» الذي صدر قبل أسبوعين من اليوم، فرقة إثران وبالرغم من كون المدرجات شاغرة إلا أنها تغنت بما حملته حقيبتها الفنية من أغاني شاوية على غرار «الله يما هذه أرضنا» وأخرى في مدح النبي صلي الله عليه وسلم «يا فارس جا من القبلة يا بابا يا بابا»، المدرجات الشاغرة عرفت حركية نسبية لما حان دور الفنان الشاوي حميد بلبش الذي أعاد تقديم ما في ألبومه القديم وكذا بإلقائه «استخبارات» من أجمل ما قدمه عيسى الجرموني، ليأتي بعدها حكيم صالحي الذي عرف كيف ينهي السهرة بأغانيه من عمق «التينغي» العصري مع تغنيه بالصحراء وجمالها بقوله «تفكري الخير اللي يخليك»، بدار الثقافة نوار بوبكر عرفت الفرق المحلية القاطنة بإقليم أم البواقي كيف تطرق قلوب مستمعيها ففرقة باربار راب التي كانت مبرمجة لتقديم أغانيها بمدينة عين مليلة أمتعت الجمهور الغفير الذين امتلأت بهم مقاعد درا الثقافة من خلال تأديتها لأجمل أغانيها من ألبومها الجديد على غرار «نهدر باسمكم» و»كي تجي تسمع وتشوف» و»الثورة»، الألبوم الجديد الذي يضم 10 أغاني منها التي تتحدث عن المدينة «كاروبير» وغيرها جعلت الشباب وأفراد العائلات التي قمت من شتى المناطق تتراقص طربا برغم النقائص الكثيرة التي تتخبط فيها والتي ناشد من خلالها أحد أفرادها السلطات الولائية الالتفات لحالهم وتقديم يد العون لهم، من جهتها فرقة لونيسي فتحي تجاوبت معها الجماهير الحاضرة بشكل كبير خاصة مع رائعة «آها السراح» وكانت قبلها فرقة الرفاعة القادمة من أعماق ولاية باتنة قد عادت بالجمهور إلى زمن الطرب الجميل وأصالة الأغنية الأوراسية الشاوية أين امتزجت القصبة والبندير بالحنجرة الذهبية، فرقة تريانا القادمة من الجزائر أمتعت كل من حضر السهرة بأروع ما في جعبتها من موسيقى إسبانية، الفرقة التي وقعت مشاركتها الرابعة على التوالي في طبعات المهرجان منحت جمهورها سبق التعرف على ألبومها الجديد، فالفرقة التي تأسست سنة 1997 التي تمزج بين العربية والإسبانية لها مشاركات أثرت بها رصيدها الفني عبر دول العالم في كل من كوبا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والمغرب ولبنان مع علاء الزلزلي وكانت في جولة فنية طربت الحضور برائعة «يالرايح وين مسافر»، ختام السهرة كان بمغادرة الجماهير الغفيرة دار الثقافة مباشرة بعد انطلاق حسيبة عبد الرؤوف القادمة بفرقتها من العاصمة المنصة ولم يجد منظمو المهرجان من حل سوى تجنيد أعوانها للرقص وملئ الفراغ الذي تركه غياب الجمهور، السهرة الرابعة تميزت كذلك بتعرض شاب آخر بطعنة خنجر ومعه احتجاج الكثيرين ممن منعوا من دخول قاعة الدار الثقافة بحجة أنها مخصصة فقط للعائلات.