عصابات تهريب المازوت ترهن حملة الحصاد والدرس بأم البواقي تحقيق وتصوير: أحمد ذيب تعرف هذه الأيام حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الجاري والتي وصلت نسبتها حدود ال50% عديد المشاكل والعراقيل التي تسببت في تأخيرها عن موعدها أهمها أزمة الوقود التي تطرح و بحدة، حيث تسبب مهربون لمادة المازوت في عرقلة عمل الحاصدات بعد أن أصبحت مهمة تزويد خزاناتها بهذه المادة شبه مستحيلة الأمر الذي يهدد بموسم أبيض بالنسبة لفلاحين دخلوا في حرب يومية مع عصابات استولت على محطات البنزين. مهرّبون يعرقلون عمل الفلاحين تميّز الموسم الفلاحي الجاري باصطدام مختلف فلاحي الولاية بإشكالية الوقود وتموين الحاصدات التي يستقدمونها بالمازوت الأمر الذي يؤدي في كل مرة إلى تعطل عملية حصد محاصيلهم بفعل الطوابير الطويلة التي يصادفونها لحظة تنقلهم لمحطات الوقود عبر إقليم ولاية أم البواقي ومعها الولايات المجاورة، وعن الأسباب فحصرها عدد من المتضررين في كون الفلاحين لا يستطيعون إدخال آلات الحصاد للمحطات ومد الآلات بالوقود يقتصر على جلب المادة الحيوية في دلاء متنوعة الأصناف والأحجام، من الفلاحين من أشار بأنه وعند ذهابه لأي محطة يمنع من التزود بالمازوت في دلاء على عكس المهربين وهو ما خلق حالة من التذمر والاستياء جعلت الكثيرين ينشدون ويناشدون السلطات الولائية التدخل بإعادة النظر في طريقة التوزيع، هذا إضافة إلى أن قوافل المهربين القادمة في مركبات متنوعة تحمل ترقيم الولايات الحدودية يقول من تحدثنا إليهم أن أصحابها ساهموا في المزيد من التأخر في عملية الحصاد بفعل طوابير طويلة شكلوها على طول أبواب مختلف المحطات في الولاياتالشرقية على غرار بحير الشرقي والضلعة ومسكيانة والبلالة والجازية وصولا لبلديات عين البيضاءوأم البواقي وحتى عين فكرون وعين مليلة. قوافل التهريب المسخرة لاستنزاف ثروة البلاد دفعت برجال الأمن والدرك إلى التدخل لتنظيم عملية التزود بالوقود من جهة ومحاربة الظاهرة من جهة ثانية هذا إلى جانب توقيع السلطات الولائية لقرار يقضي بتحديد نسبة التزود بالنسبة لكل مركبة إلا أن تواطؤ عدد من عمال المحطات جعل المهربين يقضون حاجاتهم بطريقة روتينية وباستعمال جوانب احتيالية منها تلحيم وإضافة خزانات جديدة إلى جانب الخزانات الأصلية وكذا ملئ الخزان وعدم استغلاله بالنسبة لأصحاب السيارات المستعملة ل"السيرغاز" وهي كلها مظاهر دفعت بالفلاح إلى الانتظار ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة ويغادر في أحايين المحطة خائبا دون تزوده بقطرة من المازوت. تراجع المردود بسبب "السوس" و"التمساح" و"شارون ستون" أكد عدد من الفلاحين الذين التقينا بهم وصادفناهم في إنجاز تحقيقنا هذا بأن الأمطار الأخيرة لم تكن بالمطلق في صالح المحاصيل وبحسب كثيرين فإن آلات الحصاد وجدت صعوبات كثيرة بفعل الأرض الرطبة ما دفعهم لعدم المغامرة والدخول للمحصول، إضافة إلى تسببها في نمو نباتات خضراء ونتج عنها غطاء أخضر أثر على نوعية المنتوج المقدم للتعاونيات، وبسبب الحشائش المختلفة لحقت أعطاب كثيرة بالآلات يقتضي نزعها التوقف من 30 إلى 40 دقيقة وفي كثير من الحالات تؤدي إلى فساد الآلة المعروفة باسم "لارب سونترال" والمقدر ثمنها من 7 إلى 8 ملايين سنتيم. عامل المناخ الذي أثر على المردودية أيضا وجعلها متوسطة على خلاف ما توقعه الفلاحون، وهي مردودية قدرت بين 10 إلى 20 قنطار في الهكتار على عكس الموسم ما قبل الماضي أين وصلت حتى 50 قنطار في الهكتار، الأمطار غير الفصلية أوجدت كذلك العديد من الحشرات المؤثرة على نوعية البذور ويطلق عليها أسماء "السوس" أو "التمساح" وكذا حشرة "شارون ستون" وحشرة أخرى مسببة لمرض السرطان وهي الحشرات التي جعلت مراقبي تعاونيات الحبوب يرفضون في عديد الحالات استقبال المنتوج الذي يحويها وقد تظهر هذه الحشرات كذلك بفعل وضع المحصول في أكياس قديمة ترجع للمواسم السابقة وكذا في حالات الحفظ غير السليم للمنتوج، أغلب الفلاحين اصطدموا كذلك بنقص واضح في الآلات والحاصدات وباتوا يجلبونها من مناطق متفرقة على غرار بوسعادة بالمسيلة وبرج بوعريريج والشريعة بتبسة وقالمة وغيرها وهي التي أثقلت كاهلهم بمصاريف إضافية منها التكفل بإطعام ومبيت صاحب الآلة ومن معه من أعوان مساعدين. الأمطار تحصد 10570 هكتار كشف مصدر مسؤول من مديرية المصالح الفلاحية أن توقعات إنتاج مليونين و400 ألف قنطار من الحبوب تراجعت إلى ما دون ذلك بكثير بفعل عديد العوامل أبرزها الأمطار وحبات البرد والجفاف، فالتوقعات إلى أنه ينتظر إنتاج مليون و300 ألف قنطار من القمح وأزيد من مليون من الشعير، وهي مساحات يتوقع حصدها بعد زرع 213.873 هكتار من الحبوب بزيادة 10 و54 هكتار عن الموسم الماضي، إلا أن الواقع يؤكد أن حبات البرد أتت لوحدها على 10570 هكتار من المحاصيل الزراعية فيما ضرب الجفاف بقوة ناحية الرحية وبحير الشرقي والبلالة بدائرة مسكيانة ومس 1600 هكتار من الأراضي، مصالح الفلاحية سجلت كذلك تضررا إجماليا للمحاصيل وصل حدود 12180 هكتار وبنسبة 100% فيما أتت الحرائق على 6 هكتار من القمح الصلب بعين مليلة، يحدث هذا التراجع بالرغم من كون المديرية الوصية رصدت كافة الإمكانيات والوسائل وغيرها، فطاقة الاستيعاب التي أحصتها مصالح المديرية وصلت حدود مليون و600 ألف قنطار أما عن العتاد فتم تحضير 551 حاصدة منها حاصدات ترجع للخواص قدمت لهم في إطار برنامج دعم الدولة إضافة إلى 1260 جرار 159 منها في إطار برنامج الدعم وكذا إحصاء 16 نقطة تجميع منها 9 تابعة لتعاونية الحبوب بأم البواقي وال7 المتبقية تابعة لتعاونية عين مليلة. حاصدات دون سائقين وفوضى بالتعاونيات تعاونيتي الحبوب والبقول الجافة في كل من أم البواقي وعين مليلة عرفت هي الأخرى عديد المشاكل التي طفت وظهرت عشية الانطلاقة لحملة الحصاد، على مستوى تعاونية الحبوب بأم البواقي تم تسجيل عجز في عدد السائقين مقارنة بعدد الحاصدات المسخرة، فعدد هاته الأخيرة قدر ب20 حاصدة منها 14 حاصدة جديدة و6 أخرى جديدة وهي التي يقابلها 14 سائق بعجز وصل حدّ6 سائقين، وعن الأسباب أكد مصدر مسؤول من داخل التعاونية بأن الأجر الزهيد الممنوح من طرف التعاونية للسائقين والمقدر ب30 ألف دينار طيلة موسم الحصاد جعلت أغلب السائقين يفرون نحو الخواص أين يتم منحهم من 15 إلى 20 مليون سنتيم هذا إلى جانب تخبط التعاونية في الضغط بفعل الطلبات الكثيرة على الحاصدات وبرغم التنظيم الجيد الذي وقفنا عليه إلى أن الطوابير الطويلة للفلاحين لتسليم منتجاتهم جعلت الفوضى هي السائدة على محيط التعاونيات والتي تخلق في كل مرة مناوشات وغيرها، بعين مليلة قدر مدير التعاونية السيد سويعد أحمد عدد الآلات ب20 حاصدة منها 4 حاصدات جديدة وهو عدد كافي حسبه، المشكل المطروح بالتعاونية ليس عدد السائقين وإنما أرجعه إلى اليد العاملة المختصة في العمل داخل التعاونية وبخروج العمال من كبار السن تاهت التعاونية في البحث عن بديل يكون في مستوى التطلعات والشبان الذين يتقدمون يعملون يوما ويلوذون بالفرار، وهو مشكل طرح بحسب محدثنا على المدير العام الذي أمر بفتح فرص للتكوين في جميع المجالات لخلق يد عاملة ذات نوعية وسيكون التكوين بأحد المراكز بغرب البلاد. محدثنا بين بأنه وفي هذا الموسم تم ضخ أغلفة مالية هامة في حساب التعاونيات لتسديد مستحقات الفلاحين على عكس المواسم السابقة وهي مبادرة جاءت لتقضي على احتجاجات الفلاحين عقب تسليمهم في كل لمنتجاتهم، وعن الأمراض كشف بأن التعليمات صارمة في هذا المجال لاستلام محصول ذو نوعية بعيدا عن الأمراض وغيرها. أكد مصدر مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية أن الأمطار الأخيرة ليست مؤثرة حسبه بشكل كبير على الإنتاج فحاليا محصول الشعير جيد مقارنة بالقمح الذي يجري حصاد محاصيله، وعن المردود وتذبذبه في مناطق عل حساب أخرى بين ذات المتحدث بأن القدرات الإنتاجية العالية في مناطق معينة تخلف مردودا جيدا وصل حدود 30 ألف قنطار في الهكتار بالنسبة للشعير، أما المعدل العام الولائي لمردود القمح الصلب ف11 قنطار في الهكتار ومردود القمح اللين قدر ب11.5 قنطار في الهكتار والشعير 13.5 قنطار في الهكتار، المسؤول أوضح بأن الإنتاج من حسن إلى جيد في بعض المناطق وتم إنتاج إلى غاية نهاية الأسبوع مليون و500 ألف هكتار من 50% فقط من المساحة المزروعة وتم تجميع 430 ألف قنطار منها 120.380 قنطار عبر تعاونية عين مليلة و317.300 قنطار على مستوى تعاونية أم البواقي أما المشاكل المطروحة فقد حصرها حصرها ذات المتحدث في الطوابير الطويلة أمام التعاونيات فقط. الحملات التحسيسيّة للحماية المدنيّة ضد الحرائق أتت بثمارها الشيء الذي وقفنا عليه ميدانيا هو أن نسبة الحرائق التي تلحق بالمحاصيل الزراعية تعد على رؤوس الأصابع هذا الموسم مقارنة بالمواسم الفلاحية السابقة، وهذا يعود لربما للحملة التحسيسية المنظمة في حينها من طرف مصالح ووحدات المديرية الولائية للحماية المدنية، وبحسب الملازم الأول زروق أحمد فالمديرية الولائية أقدمت هذا الموسم على تسطير برنامج للزيارات الوقائية والعمليات التحسيسية والتوعوية لصالح المزارع ذات الإنتاج الوفير والمجموعات السكانية المجاورة للغابات والمحاصيل الزراعية وكذا لمستعملي آلات الحصاد وهي العملية التي شملت عدة جوانب منها الوقائي والتنظيمي والعملي، وخلافا للموسم السابق أين تم تسجيل 48 حريق مس المحاصيل الزراعية وأتى على 154.56 هكتار من الحبوب و222.5 هكتار حصيدة إلى جانب 80 كيس من الحبوب لم يتم تسجيل في بداية هذا الموسم سوى حرائق بحجم ضئيل على غرار الذي حصل بمشتة سافل متوسة بواد نيني والذي أتى على 3 هكتارات من محصول الشعير واحتراق هكتارين من الشعير كذلك في انقلاب جرار فلاحي بعين فكرون إلى جانب إنقاذ 20 هكتار بمزرعة سامعي ببريش بعد احتراق 200 متر مربع من الأعشاب، من المتتبعين من أكد كذلك بأن الخسائر التي لحقت بالفلاحين جعلتهم يأخذون احتياطاتهم متخوفين من خسائر أخرى نتيجة نشوب أي حريق.