سببت عصابات تهريب الوقود بتبسة أزمة خانقة على جميع الأصعدة ومست كل القطاعات من النقل إلى خدمات مختلفة أخرى ينتظرها المواطن بكل فئاته الإجتماعية.وفي ذات السياق تحولت بعض المنازل في أحياء شعبية مثل الميزاب الجرف الزواية ، المرجى ولاروكاد وحي الفلوجة إلى مستودعات لتخزين الوقود من البنزين والمازوت وهذا في دلاء بلاستيكية دون أن يعتبر هؤلاء اللاهتون وراء الربح السريع بأرواح البشرية حيث كانت عاصمة الولاية مسرحا لأكبر حادث مأساوي توفي فيه 3 أشخاص ويوجد 7 آخرون تحت المراقبة الطبية بسبب حريق الوقود المعد للتهريب ، وأعرب سكان الأحياء عن مناشدتهم المتكررة للمصالح الأمنية المختصة لتمشيط هذه المنازل المشبوهة التي أضحت خطرا يترصدهم وينتظرون الموت حرقا في أي لحظة ، من جهة أخرى أثرت ازمة التمون بالوقود بسبب التهريب ببلديات تبسة على التمون بمادة الخبز بحيث توقفت 14 مخبزة بالونزة شمال عاصمة الولاية تبسة ويتخوف الفلاحين من موسم حصاد صعب في ظل سيطرة مافيا مركبات الطويطا الهيليكس والمركبات الأخرى المشبوهة في التهريب على الكمية التي تتزود بها الولاية وتحدث بعض أصحاب الأجرة والحافلات وأصحاب السيارات الخاصة عن تكبدهم لخسائر كبيرة نتيجة توقفهم نهائيا على النشاط وقد إنتقلت عدوى تموين مركبات المهربين بهذه المادة الحيوية إلى بعض بلديات ولايتي خنشلة وأم البواقي التي زحف عليها طابور المهربين من ولاية تبسة من جهة أخرى وفي إطار تقويض هذه الظاهرة تمكنت مصالح أمن تبسة مساء أمس من توقيف أكثر من 10 أشخاص وحجزت 12 مركبة بتهمة التهريب لمواد المحروقات المازوت والبنزين إلى خارج الحدود. بحيث كانت لفرقة الشرطة القضائية ملاحقة لسيارتين نفعيتين من نوع مازدا وطيوطا هييليكس بحي المرجى على الطريق المؤدية إلى الأراضي التونسية حيث تمكن سائق سيارة الهيليكس من الفرار إلى المسالك الريفية الوعرة بينما أوقفت سيارة المازدا على متنها 850 لترا من المازوت معبأة في دلاء بلاستيكية ، وكانت لفرقة مكافحة الإجرام بكافة أنواعه مداهمة مفاجئة لطابور محطة الوقود بحي طريق قسنطينة حيث تم التحفظ على 10 سيارات من مختلف الماركات بعد أشتبه فيها حسب المعاينة الأولية بأنها قد تحمل خزانات إضافية لرفع كمية الوقود المشحونة بالرغم من أن التعلميات الحالية تعطي فقط الحق في قيمة 600 دج بنزين و 300 دج مازوت وبالرغم من ذلك فإن بعض المتواطئين من عمال المحطات قد يخرقون التعليمات التنظيمية ليتم تزويد عشرات من مركبات تهريب الوقود إلى تونس ، وقد قررت المصالح الأمنية بتبسة تحويل ال 12 سيارة إلى أهل الخبرة والإختصاص على مستوى مديرية المناجم والصناعة والذي سيقدم تقريرا تقنيا متخصصا عن مدى وجود إضافات في الخزان الأصلي أو تلحيم خزان أخر الوضعية التي يتعمدها المهربون بغرض التمكن من التمون بأكبر كمية ممكنة من المازوت أو البنزين تحسبا لتهربيها نحو الجمهورية التونسيةوسوف يحال الأشخاص المتورطون في هذه الوقائع من أجل السماع لهم أمام الضبطية القضائية بعد يتم تقديم تقرير الخبير المهندس للمناجم ما سيحدد التهم التي يمكن أن تقدم بها مجموع المتهمين أمام الجهات القضائية المختصة. مروة دغبوج