انتعاش زراعة الأشجار المثمرة بقالمة يعرف قطاع الأشجار المثمرة بقالمة انتعاشا ملحوظا، في السنوات الأخيرة، بعد أن عاد اهتمام الفلاحين بهذه الثروة الزراعية الهامة، و خاصة بالمناطق المسقية بحوض سيبوس الكبير، الذي ظل موطنا للحوامض و الكروم، منذ أكثر من 100 عام، قبل أن تتراجع مساحة الأشجار المثمرة بشكل مقلق، بسبب تقدم عمر البساتين، و توسع المدن، و التحول إلى محاصيل زراعية أخرى. و قد أدى ارتفاع أسعار الفواكه المحلية بالسوق الوطنية، و دعم الدولة، و تطور أنظمة السقي و التخزين، إلى عودة الاهتمام بالأشجار المثمرة بعدة بلديات، و بدأت البساتين الفتية في الظهور، و خاصة بساتين الحوامض، و الزيتون و الفواكه الأخرى، كما هو الحال ببلديات قالمة، بلخير، بومهرة احمد، جبالة خميسي، بوشقوف، و وادي فراغة و الركنية. و توجد بولاية قالمة مزارع نموذجية عمومية، متخصصة في قطاع الأشجار المثمرة، لكنها تواجه صعوبات كبيرة لتجديد الأشجار المعمرة، و تحاول هذه المزارع التعافي من أزمتها، و تجديد مساحات واسعة من البساتين القديمة، و المساهمة بقوة في تنمية قطاع الأشجار المثمرة بولاية قالمة، التي ظلت قطبا حيويا في هذا المجال، إلى جانب ولايات مجاورة كعنابة و سكيكدة و الطارف. و تسعى مديرية الفلاحة بقالمة إلى استقطاب مزيد من الفلاحين، و تشجيعهم على تحويل جزء من أراضيهم الزراعية إلى بساتين للأشجار المثمرة و في مقدمتها الحوامض و الزيتون، الشجرة الأكثر ملاءمة لمناخ حوض سيبوس الكبير. ويتلقى المزارعون تحفيزات هامة عندما ينخرطون في برنامج تطوير شعبة الأشجار المثمرة، و بدأ الكثير منهم في تطبيق برنامج التنوع الزراعي، و الجمع بين الحبوب و الخضر و الأشجار المثمرة لتحقيق مداخيل أكثر تسمح للمزارعين بتحمل تكاليف الإنتاج و الاستمرار في النشاط. وتسعى مديرية الفلاحة ومحافظة الغابات، إلى خوض تجربة الأشجار المثمرة بالمناطق الجافة، لإنجاح برنامج التنوع الزراعي، و مواجهة ظاهرة التصحر بسهل الجنوب الكبير، و خاصة على الحدود مع ولاية أم البواقي، حيث تضرر الغطاء النباتي بشكل مقلق بعين آركو و تاملوكة، و يرى المتتبعون للتغيرات المناخية المتسارعة بالمنطقة بأن بساتين الأشجار المثمرة تعد الحل الأمثل لتجديد الغطاء النباتي، و مواجهة ظاهرة التصحر القادم من الجنوب، و مساعدة سكان المنطقة على تحسين ظروفهم المعيشية، عن طريق محاصيل الأشجار المثمرة ذات القيمة الغذائية و الاقتصادية الكبيرة.